تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


محللون وسياسيون أتراك : العقوبات التركية على سورية تضر باقتصادنا وشعبنا وتدق اسفيناً في الاتفاقات التي وقعتها انقرة مع دمشق

أنقرة
سانا
أخبار
الخميس 1-12-2011
جاء الموقف الهستيري الاخير للساسة الاتراك تجاه سورية داعما لاذرع واشنطن وأوروبا في اسطنبول اذ لم يعد هناك مجال للشك في تورط الحكومة التركية بالمشروع الغربي

والدليل مواقفها السياسية المتصاعدة التي توجت بمواقف اقتصادية ضد الشعب السوري تضاف اليها موافقتها على فتح قواعد عسكرية أمريكية على أراضيها.‏

وينظر المسؤولون الاتراك منذ بدء الازمة في سورية للاحداث بعين واشنطن مغامرين بمصالح الشعب التركي المرتبطة تاريخيا بجذور المنطقة وليس مع ما وراء المحيطات.‏

وتحاول الحكومة التركية الحالمة بالدخول الى منظومة الاتحاد الاوروبي استجلاب المستعمر الغربي الجديد الى الشرق تحقيقا لحلم قديم متجدد فوجدت في استعدائها لسورية واستجدائها لرضى الغرب فرصة لتحقيقه متحولة الى أداة تتحرك بتوجيه من واشنطن وحلفائها وتقبل بدور التابع الامين لسادتها مقدمة كل أوراق اعتمادها على طبق من فضة حيث خرجت بسلسلة مواقف تصعيدية حيال سورية في طليعتها ايواء المسلحين وتدريبهم وتمويلهم بالمال والسلاح كما فتحت حدودها للارهابيين كي يتسللوا الى سورية ويقتلوا ويمثلوا بالشعب السوري وزادت عليها باغتصاب النساء في مخيمات أعدت للمتاجرة بالسوريين عبر شاشات اعلام شريك لها.‏

وعلى عكس توقعات الشعب السوري وخلافا لمواقف الحكومة التركية الكلامية التي تحاول اظهار نفسها حريصة على مصالحه وحقوقه باركت حكومة انقرة الحرب الاقتصادية التي شنتها الجامعة العربية على الشعب السوري في لقمة عيشه وتفاصيل حياته اليومية وزادت على المباركة بخطوة مماثلة دقت اسفينا في سلسلة الاجراءات الاقتصادية التي وقعتها مؤخرا مع دمشق الامر الذي من شأنه أن يضر باقتصادها بالدرجة الاولى وبشعبها بالدرجة الثانية قبل أن يرتد سلبا على الاقتصاد والشعب السوري حيث اثبت الواقع أن هذه الاتفاقيات حققت لتركيا من الفائدة قدرا مضاعفا من عائداتها على الاقتصاد السوري.‏

سياسة حزب العدالة والتنمية هذه لم تكن على مستوى طموح الشعب التركي الذي كان ولا يزال حريصا على علاقات الجوار بما فيها العلاقات مع سورية فالاتراك من المثقفين والمواطنين العاديين لم يستطيعوا تفسير العدائية الشديدة في موقف الحكومة التركية تجاه الازمة في سورية وآخرها قطع العلاقات المالية مع الجارة الجنوبية بما في ذلك تعلىق التعاملات التجارية وايقاف تمويل مشروعات البني التحتية في سورية والادعاء بأن هذه القرارات لا تمس الشعب السوري.‏

كما استغرب بعض المراقبين التحول في سياسة حزب العدالة والتنمية في الفترة الاخيرة من ادعاءات بتصفير للمشاكل الى سياسة محورها الاساسي كلمات كالهجوم والتسليح والحظر الجوي والمنطقة العازلة.‏

وقال عصمت أوزجيليك رئيس تحرير صحيفة ايد نيلين ان قرارات تركيا الاخيرة خاطئة لابعد الحدود والى اليوم لم نشهد هكذا سياسة لتركيا فقد اصابها هذا التحول فجأة.. نشاهد دبلوماسية تركية في اطار المشاريع الامريكية.. أساسا تم دعم حزب العدالة والتنمية في عام 2002 لهذا الغرض.‏

بينما ربطها محللون اخرون باتفاقيات تركية أمريكية على حساب الشعب السوري تقضي بفتح الباب التركي أمام القوى الغربية لتنفيذ مشاريعها مقابل منح الحكومة التركية حرية التصرف بملف الاكراد ان كان على الاراضي التركية أو في شمال العراق دون منغصات تحت عناوين حقوق الانسان.‏

وقال سميح كوراي نائب رئيس حزب العمال التركي ان كل مخططات التدخل العسكري في سورية باءت بالفشل حتى الآن فلسورية خاصية نادرة هي الوطنية لدى معظم الشعب حتى لدى المعارضة في الداخل لذلك يصعب كسر شوكة هذا الشعب.‏

الشارع التركي ندد بتدخل الحكومة التركية في الشؤون الداخلية السورية داعيا اياها لحل قضايا الاتراك أولا وتلبية متطلباتهم في الحرية والديمقراطية قبل بيعها لدول أخرى حيث قال أحد المواطنين الاتراك ان الحكومة ستنفذ المطلوب منها فان جاء أمر أمريكي بالتدخل فستنفذ.‏

وقال مواطن آخر ان ما يجري هو استفزاز السي اي ايه والغرب وشكل اخر من اشكال الحرب في الشرق الاوسط وكمواطن تركي أشعر بالخجل ولا يمكنني تقبل هذه اللعبة.‏

ومواطن تركي اخر أكد كشاب قادم من جنوب تركيا أنه لا يمكنه قبول التدخل الخارجي في شؤون دول أخرى كما لا يقبل الاتراك تدخل أي دولة في شؤونهم الداخلية قائلا على المسلم أن يمسك بيد أخيه المسلم لكن للاسف نحن لا نفعل نحن نؤذي اخواننا السوريين لوجود منفعة ستأتينا.‏

وتدور اسئلة كثيرة في أذهان الشعب التركي الذي تاه بين تصريحات تهجمية وقرارات تصعيدية ولسان حال الاتراك يستغرب ما الذي حدث ليتحول الصديق الى عدو بين يوم وليلة والاجابة في كواليس الاجتماعات التركية الامريكية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية