وبين الدكتور محمد الجليلاتي وزير المالية أن القانون يأتي استكمالا لعملية الاصلاح الضريبي وبعد صدور العديد من القوانين والمراسيم التشريعية في هذا السياق وذلك بما يتناسب مع تطور التشريعات القائمة والمستجدات الاقتصادية على الصعيد المحلي والعالمي حيث كان لابد من اعادة النظر ببعض نسب رسم الانفاق الاستهلاكي المفروضة على بعض المواد الغذائية وكذلك الخدمات.
وأوضح ان القانون يتضمن تخفيض نسبة الرسم المذكور على هذه المواد وكذلك التمييز بنسبة الرسم على خدمات المطاعم والمنشات السياحية حسب درجة التصنيف المعتمدة من قبل وزارة السياحة وبذلك يتم الاقتراب اكثر من الموضوعية والعدالة لهذه النسب بما يتماشى مع المستوى المادي والقدرة الشرائية للمواطن.
وأشار الوزير الجليلاتي الى انه تم اعتماد مبلغ مقطوع للكيلوغرام كرسم انفاق استهلاكي على المواد الغذائية الواردة بالقانون بدلا من نسبة مئوية على القيمة لما لهذا المعيار من مزايا أولها تشجيع مستوردي هذه المواد للافصاح عن القيمة الحقيقية لهذه المواد ليتمكنوا من تصدير فواتيرهم بشكل واقعي وموضوعي حيث انه باعتماد مبلغ مقطوع للكيلوغرام بدلا من نسبة مئوية على القيمة تتم ازالة الاسباب التي تدفع بالبعض للتصريح عن قيم مستورداتهم بأقل من الواقع وما يستتبع ذلك من صعوبات في الفوترة اضافة للتهرب الجمركي والضريبي معا.
بعد ذلك استمع المجلس الى عرض من الدكتور محمد عبد الستار السيد وزير الاوقاف عن الدور الذي تقوم به الوزارة وأئمة وخطباء المساجد في هذه المرحلة لمواجهة المؤامرة التي تتعرض لها سورية وتستهدف وحدتها الوطنية حيث نوه بوعي الشعب السوري وروحه الوطنية وفهمه لحجم هذه المؤامرة وأبعادها.
وأشار الوزير السيد الى مشكلة فهم البعض للاسلام وضرورة التفريق بينه كدين وايمان وعقيدة وشريعة وعبادة وأخلاق وثقافة وبين التنظيمات الارهابية والحركات الاسلامية السياسية المتطرفة مؤكدا ان الاسلام لا يدعو الى القتل والطائفية والعشائرية والتفرقة بل يدعو الى المحبة والسلام والتسامح والاخاء بين كل شرائح المجتمع.
وقال ان أكثر الاخطاء هو التعميم وان هناك فرقا كبيرا بين الاسلام الصحيح والتطرف والتكفير موضحا ان المؤامرة استهدفت سورية لانها الانموذج الذي تجاوز كل بعد ديني وطائفي مضيفا.. ان الاسلام ليس فقط عقيدة ودينا وأخلاقا وانما ثقافة شعب فالمسلم والمسيحي أخوة ولن نتخلى عن ذلك تحت أي ظرف ولن نجعل البعض يعتقد ان المسجد كان له دور في الازمة بل انه لكل المواطنين بكل فئاتهم وانتماءاتهم وهكذا يجب ان يبقى.
ولفت الوزير السيد الى ان الشعب والدولة يتعرضان لاخطر مؤامرة في تاريخهما مؤكدا ان الشعب السوري سينتصر على هذه المؤامرة التي أدت الى اعتقاد البعض بان لها طرفا دينيا من خلال رفع بعض الشعارات الدينية ولاسيما بعد ان قامت الحركات المتطرفة والتكفيرية والتي دخلت عبر الحدود والعناصر المرتبطة بالمؤامرة بتحريك بعض الناس لاستغلال المساجد لرمزيتها فكان لهم الائمة والخطباء بالمرصاد حيث كان لهم مواقف يستحقون التقدير والثناء عليها وكان لهم الدور الابرز في وأد الفتنة مشيرا الى تعرض بعضهم للاعتداء نتيجة مواقفهم.
وبين ان الفتاوى التي صدرت عن القرضاوي المشبع بالافكار التكفيرية وبعض من يدعون أنهم رجال دين عبر الفضائيات والتي كانت على حساب دمائنا واعراضنا وبلادنا جميعها باطلة وناتجة عن حقدهم والقصد منها تنفيذ أجندات خارجية مؤكدا ان العالم الاسلامي لا يسمع للاصوات المغرضة التي تدعو الى البغض والكره والقتل.
وقال وزير الاوقاف ان الوزارة تشرف على 200 مدرسة شرعية و36 معهدا شرعيا اضافة الى المعهد الشرعي الدولي الذي يضم طلابا عربا وأجانب ويوجد فيها الاف الطلاب ولم تشهد هذه المدارس أي اشكالات رغم ان الاستهداف كان موجها لكل طلاب المدارس الشرعية والعلم الشرعي لافتا الى ما تقوم به الوزارة والائمة وخطباء المساجد والداعيات لتوضيح حقيقة ما يجري منوها بدور قناة نور الشام الفضائية في تكريس الاخلاق والقيم الدينية والاسلام الحقيقي.
ورفعت الجلسة الى الساعة الحادية عشرة من صباح اليوم الخميس.
حضر الجلسة المهندس غياث جرعتلي وزير الدولة لشؤون مجلس الشعب.
من جانب أخر استعرض الدكتور محمود الابرش رئيس مجلس الشعب خلال لقائه وفد بيت العامل الايراني حقيقة ما تتعرض له سورية من مؤامرة تهدف إلى حرفها عن مواقفها الوطنية والقومية الداعمة للحقوق العربية وقوى المقاومة.
وبين الابرش حجم الهجمة الاعلامية والضغوطات الاقتصادية التي تتعرض لها سورية من قبل بعض الدول ودور الشعب وطبقته العاملة في التصدي لمخططات التآمر التي تستهدف الوحدة الوطنية مؤكدا ان سورية ماضية ببرنامج الاصلاح الشامل والحوار الوطني.
واوضح الابرش ما تقوم به المجموعات الارهابية المسلحة من أعمال قتل وتخريب للممتلكات العامة والخاصة منوها بوقوف الشعب الايراني الصديق إلى جانب سورية ودعمه المستمر لقضاياها العادلة وحقها في استعادة الجولان السوري المحتل.
من جهته عبر الامين العام لبيت العامل الايراني علي رضا محجوب عن وقوف الشعب الايراني وطبقته العاملة إلى جانب سورية في وجه ما تتعرض له من ضغوطات منوها بدور سورية المقاوم والمناصر لقضايا الشعوب العادلة ووقوفها في وجه قوى الاستكبار والامبريالية العالمية. ولفت محجوب إلى عمق العلاقة المميزة التي تربط البلدين والشعبين الصديقين وضرورة تعزيزها وتنسيق الخطوات المشتركة فيما بينهما في المحافل الدولية مؤكدا أن وعي الشعب السوري وتاريخه النضالي المشرف وحكمة قيادته قادرون على تجاوز الازمة والخروج منها أكثر قوة.
حضر اللقاء السفير الايراني بدمشق ورئيس الاتحاد العام لنقابات العمال وعدد من أعضاء مجلس الشعب.
من جانب آخر عبر وفد بيت العامل الايراني عن وقوف وتضامن الشعب الايراني مع شعب وعمال سورية في تصديهم للمؤامرة والضغوط التي تتعرض لها سورية بهدف النيل من صمودها ومواقفها المبدئية ودورها الاساسي في المنطقة العربية.
وأشار علي رضا محجوب أمين عام بيت العامل الايراني خلال لقاء تضامني في اتحاد عمال دمشق أمس إلى حجم الحرب الاعلامية والتزييف والتضليل والتحريض الذي تمارسه بعض القنوات الفضائية في اطار مخطط تقف وراءه أمريكا واسرائيل والدول الغربية الاستعمارية وبعض الانظمة العربية بهدف زعزعة امن واستقرار سورية وتشويه صورتها وفرض الهيمنة على المنطقة لافتا إلى ضرورة مواجهة الهجمة الاعلامية المضللة وأن تلعب نقابات العمال دورها في توضيح حقيقة ما يجري.
وأكد محجوب ان سورية ستخرج أقوى بفضل صمود جماهيرها ووقوفها خلف قيادتها في وجه الضغوط والعقوبات.
من جهته عرض جمال القادري رئيس اتحاد عمال دمشق حقيقة الاحداث الراهنة التي تمر بها سورية ولاسيما ما تتعرض له من حرب اعلامية سلاحها الكذب والتضليل وتزييف الحقائق وما تقوم به المجموعات الارهابية المسلحة من أعمال قتل وترويع وتدمير وتخريب.
هذا وقد انتقد على لاريجاني رئيس مجلس الشورى الايراني ازدواجية مواقف الدول الغربية تجاه سورية مؤكدا ان بعض الدول التي تقود الحملة ضد سورية لا وجود للديمقراطية فيها ويبدو ان مواقفها مفروضة عليها.
واشار لاريجاني في موتمر صحفي عقده امس في طهران الى ان تهريب الاسلحة من دول المنطقة الى سورية سيضر هذه الدول ايضا في المستقبل موضحا ان الاصلاحات في سورية تعد خطوة ايجابية.
ومن ناحية اخرى اكد لاريجاني: ان خطوة مجلس الشوري الايراني في خفض العلاقات مع بريطانيا كانت خطوة شرعية ردا على التصرفات البريطانية العدائية تجاه الشعب الايراني خلال عدة عقود.
من جانب أخر اكد السفير الايراني غضنفر ركن ابادي في بيان صدر عن السفارة الايرانية في بيروت موقف ايران الداعم للوحدة الوطنية في لبنان والحفاظ على أمنه واستقراره.
كما اكد مواقف ايران تجاه التطورات في سورية ووقوفها إلى جانبها في مواجهة المخطط الاميركي الصهيوني الرامي إلى استهداف محور المقاومة.
جاء ذلك خلال عرض الرئيس اللبناني ميشال سليمان أمس مع السفير الايراني غضنفر ركن ابادي العلاقات بين لبنان وايران وتطورات الاوضاع في المنطقة.