وأمتهم في مقابل حفنة من الدولارات ليلعبوا دور السمسار والعميل والخائن وليكونوا جسر عبور للأعداء إلى أوطانهم ، فنلاحظ بين فترة تاريخية وأخرى ظهور أمثال أبي رغال والأسخريوطي الذين أصبحوا في هذه الأيام ظاهرة خطيرة باتت تهدد الوجود العربي والتي حذر منها الشهيد الكاتب غسان كنفاني قائلاً : أخشى على أمتي أن تصبح فيها الخيانة وجهة نظر.
لقد أصبح من اللافت اليوم أن التآمروالخيانة والتفريط بالحقوق والمقدسات والقيم والتاريخ والدين والتطاول على الرموز الوطنية والقومية والدينية ظاهرة منتشرة في معظم أرجاء الوطن العربي ووصل الأمر ليصبح الكثير من الحكام العرب وبعض فصائل المقاومة ، هم من يقودون ويشجعون ويحمون هؤلاء كرمى لعيون أسيادهم في الغرب الإمبريالي حتى وصلنا إلى مرحلة نحلم بها بقائد عربي يكون بمستوي طموحات الشعب العربي.
إن الاستراتيجية الجديدة للبنتاغون والتي كشفت عنها صحيفة نيويورك تايمز تتلخص بأن أميركا تقوم بتطوير «البنية الأمنية » لتشكل حلفاً أطلسياً مصغراً يضم بعض دول الخليج العربي مع الولايات المتحدة الأميركية لمواجهة النفوذ الإيراني . هذا الحلف الجديد ، يحتم دمج الدفاعات الصاروخية والجوية والبحرية لدول الخليج وأيضاً تسليح الدول بأنظمة أسلحة أميركية الصنع ، وهذا بحد ذاته سيخدم أميركا من خلال زيادة مبيعات الأسلحة الأميركية وخصوصاً بعد التخفيضات في ميزانية البنتاغون.
وفي كتابه «في كسب الحروب المعاصرة» قال الجنرال ويسلي كلارك : إن البنتاغون حدد ستة بلدان عربية هي العراق وسورية ولبنان والسودان والصومال بالإضافة إلى إيران كأهداف لتدخل الولايات المتحدة وحلف الناتو ضمن خطة تستغرق خمس سنوات والهدف هو إثارة عدم الاستقرار في الدولة السورية وتنفيذ تغيير في النظام من خلال الدعم السري لعصيان مسلح تنسقه ميليشيات إسلامية وتستخدم التقارير عن وفيات المدنيين لتوفير حجة ومسوغ للتدخل الإنساني بموجب مبدأ المسؤولية عن الحماية . وهنا نشير إلى أن / جون بولتون/ طرح مشروع تفكيك الدولة السورية في 6 أيار / مايو 2003 عندما كان وكيلاً لوزارة الخارجية في إدارة جورج بوش الابن . ولتحقيق ذلك بدأت المعركة أولاً بتدمير العقل العربي المقاوم ونشر ثقافة الخنوع والقنوع . ومنذ اتخذت الإدارة الأميركية قرارها في احتلال العراق تحقيقاً للخطوة الجديدة في مشروعها الاستعماري الشرق أوسطي أخذت تعمل مع حلفائها الأوروبيين على إعادة ترتيب المنطقة بما يخدم هذا المشروع الذي هو في جوهره يصب في مصلحة الكيان العنصري الصهيوني وأول هذه المصالح تدمير العقل العربي المقاوم والمناهض للمشروع الصهيوني ولم يعد خافياً على أحد أن الذين يحملون المشروع المقاوم يتمثلون حالياً في سورية والمقاومة اللبنانية والفلسطينية والعراقية . واليوم يعاود العدو هجومه مستخدماً كل أنواع أسلحته الفكرية والثقافية والإعلامية والاقتصادية مستغلاً حالة التخبط الذي يشهدها الشارع العربي من خلال الثغرات والاضطرابات التي أدخلته فيه الامبريالية الأميركية والدول الاستعمارية الغربيةالفرنسية والبريطانية وغيرها التي أيقظت خلاياها النائمة لتعيث فساداًوفوضى في معظم الأقطار العربية وخاصة في الدول الداعمة للمقاومة والقضية الفلسطينية مستغلة ما حدث في تونس ومصر من أحداث أدت إلى سقوط نظامين موالين لها ما سيحدث خللاً في بنية النظام العربي ومراكز القوى في المستقبل القريب لمصلحة القضية العربية وخاصة بعد ما تبين لها أن مصر لن تكون كما كانت أيام مبارك الذي كان العدو الصهيوني يسميه الكنز الاستراتيجي بالنسبة له، لذلك استمرت في عملها على إسقاط النظام المقاوم في سورية و استبداله بنظام آخر يقبل بالخنوع والتسليم بالمشروع الصهيوني فحركت أذنابها التي ربتهم في أقبيتها وأخذوا يحرضون الشارع ويطلقون الأكاذيب ماأحدث بعض البلبلة في الساحة السورية التي سرعان ما كشفها شهبخت وأسقطها وبعد أن تبين للقوى الامبريالية والصهيونية عقم أساليبهم أوعزوا لدول الخليج لتركب الجامعة العربية وتتخذها جسراً لمحاصرة سورية والضغط عليها كما فعلت مع ليبيا والتي يهيمن عليها الآن قطر لإصدار قرارها ضد سورية التي ما زالت ترفع راية العروبة والقومية العربية وهذا ما كشف عنه جان بيير شوفنمان في كتابه «الأخضر والأسود» الذي يدور حول الأصولية والنفط والدولار المؤامرة الاستعمارية الجديدة التي تستهدف الفكر القومي العربي والقومية العربية .
إن ما يجري اليوم من اتهام مزور ومفخخ طبخ في مطابخ الإدارة الأميركية - الصهيونية واستخباراتهما ضد سورية وقوى المقاومة العربية والعروبة خطط له منذ سنوات لكننا على ثقة بقدرة سورية العروبة وقيادتها على إفشال المؤامرة من جديد وان الرياح لن تأتي كما تشتهي السفن الأميركية والصهيونية، فقوى المقاومة في سورية ولبنان وفلسطين والعراق وحلفاؤها في العالم وفي مقدمتهم إيران وروسيا والصين وأميركا اللاتينية وكل القوى المحبة للعدل والسلام قوية وقادرة ومقتدرة وستفكك كل الفخاخ والألغام وتفجرها في أيدي صانعيها.