خلال عامٍ كامل من التواصل الحضاري والتبادل الثقافي والمعرفي في «المنامة.. عاصمة للثقافة العربية للعام 2012».
وجاء اختيار باريس لاعتبارها من أهم المحطات الثقافية الغربية التي تتفاعل مع مكونات الشرق، وتستوحي العديد من الثقافات والحضارات العالمية، وتصدّر للعالم أهم الأدبيات والمنتجات الفكرية والمنجزات التاريخية التراثية والحداثية معاً. وأعربت وزيرة الثقافة في المؤتمر الصحفي الذي أقيم في معهد العالم العربي بالعاصمة باريس عن رغبتها في تحقيق تواصل ثقافي فعّال مع الجميع، وذلك لأن الثقافة في تفاصيلها لا تقتصر على وطنٍ واحد أو إقليم ما، بل تعتمد على التفاعل مع الآخر دائماً والتجاذب والخطاب ما بين الشعوب.
«المنامة عاصمة للثقافة العربية للعام 2012م» والتي اختيرت ضمن مشروع تعزيز البنية التحتية في اجتماع وزراء الثقافة بمدينة صنعاء اليمنية في العام 2004م، أشارت لها وزيرة الثقافة باعتبارها مشروعًا يتيح للحضارات أن تتواصل مع نظيراتها في العالم، ويمكّن الثقافات من الانتقال بسلاسة وإيجاد العديد الملتقيات الثقافية.
وقد حرصت وزارة الثقافة في احتفالاتها بمدينة المنامة على تحديث التراكم الثقافي وتعزيز المعطيات على اختلافها عبر التركيز على اثني عشر عموداً فكرياً متنوعاً في كل شهر من شهور السنة، بدءاً من التشكيل وانتهاءً بالوطن، مروراً بالعمارة، التصميم، التراث، المتاحف، الشعر، الفكر، التراجم، الموسيقا، البيئة والمسرح. حيث تستضيف في كل شهر منها مجموعة من أهم المفكرين والاختصاصيين، إلى جانب سلسلة من الندوات والمحاضرات وورش العمل والمسابقات الثقافية المختلفة التي تبحث وتختص بثيمة كل شهر. بالإضافة إلى ترجمة كتب عالمية إلى اللغة العربية تترجم لأول مرة وذلك بمعدل كتاب في كل شهر يبحث في ثيمة الشهر ذاته، بحيث ينتهي العام وقد أفرز ترجمات لإصدارات عالمية إلى اللغة العربية.
وبحسب البرنامج المطروح، فإن البحرين عاصمة الثقافة تدشن العديد من المشاريع العمرانية والتطويرية في النسيج المدني والتاريخي، حيث تدشن اثني عشر مشروعاً مختلفاً أهمها المسرح الوطني، المركز الإقليمي للتراث العالمي، مركز زوار مسجد الخميس، مصنع نسيج بني جمرة، مركز زوار شجرة الحياة. إضافة إلى الاشتغال على مشاريع ترميمية منها تطوير باب البحرين وإحياء فندق البحرين ومتحف الصوت. كما تحيي الأماكن عبر عروض متحفية في مدرسة الهداية الخليفية وقلعة الرفاع.
جدير بالذكر أن وزارة الثقافة البحرينية تطلق حملة ترويجية للمنامة عاصمة الثقافة العربية للعام 2012 في عدد من العواصم دشنتها في القاهرة منتصف تشرين الثاني المنصرم كمحطة أولى وتتبعها بالإعلان عن الفعاليات والبرامج في عواصم أخرى تباعاً تستمر حتى منتصف شهر كانون الأول استعداداً لانطلاقة العام الثقافي في المنامة بداية كانون الثاني المقبل.