وقال محمد ناجي محمد مصطفى لرئيس اتحاد كتاب مصر محمد سلماوي: إنه فني إصلاح أجهزة إلكترونية وحصل على شهادة متوسطة واتجه «إلى الله منذ أربع سنوات... وقرأت كتباً كثيرة خاصة بالجماعة الإسلامية إلى أن قابلوني» وهذه الكتب عن قادة في الجماعة منهم عمر عبد الرحمن المعتقل في الولايات المتحدة وناجح إبراهيم عضو مجلس شورى الجماعة وعبود الزمر الذي خرج من المعتقل بعد أن أنهى فترة عقوبته بعد إدانته بالاشتراك في اغتيال الرئيس الأسبق أنور السادات عام 1981 .
وسلماوي الذي أدار حواراً غير مباشر بين محفوظ والشاب الذي حاول اغتياله في تشرين الأول 1994 يسجل في مقال تنشره مجلة «الثقافة الجديدة» الشهرية في عددها الجديد الذي صدر يوم السبت أن الشاب اعترف له بأنه لم يقرأ شيئاً لمحفوظ وعقب قائلاً: «استغفر الله» مشدداً على أنه لا يحتاج إلى قراءة أعمال محفوظ.. العربي الوحيد الحاصل على جائزة نوبل في الآداب 1988 .
ويضيف أن الشاب اعترف له بأنه حاول اغتيال محفوظ لأنه ينفذ «أوامر أمير الجماعة والتي صدرت بناء على فتاوى الشيخ عمر عبد الرحمن.» وخرج قادة الجماعة الإسلامية من المعتقلات بعد نجاح «ثورة 25 يناير» في خلع الرئيس السابق حسني مبارك بعد احتجاجات حاشدة دامت 18 يوماً. وسمح لهم بتكوين أحزاب سياسية وخاضوا الانتخابات التشريعية التي بدأت مرحلتها الأولى الأسبوع الماضي.
ومقال سلماوي: هو أحد فصول كتاب «في حضرة نجيب محفوظ» وتصدره الدار المصرية اللبنانية الشهر الجاري في ذكرى مرور 100 عام على ميلاد محفوظ «1911-2006».
ويقول سلماوي إنه أبلغ الشاب بأن محفوظ سامحه على جريمته فقال: «هذا لا يعنيني ولا يغير من الأمر شيئاً, لقد هاجم نجيب محفوظ الإسلام في كتبه لذا أهدر دمه, وقد شرفتني الجماعة بأن عهدت إلي بتنفيذ الحكم فيه فأطعت الأمر.»
ويضيف أن الشاب روى له أنه توجه مع زميله باسم «الذي استشهد» على حد قوله أثناء القبض عليهما إلى منزل محفوظ في اليوم السابق على محاولة الاغتيال وطلبا مقابلته وكانا يحملان داخل ملابسهما مسدساً وسكيناً وكان باسم يرتدي ملابس خليجية كما حملا أيضاً ورداً وحلوى للتمويه لكن زوجة محفوظ التي فتحت لهما الباب قالت إنه غير موجود وأن بإمكانهما مقابلته في اليوم التالي في ندوته الأسبوعية التي يذهب إليها في الخامسة بعد الظهر.
وتابع أن الشاب قال له: «كان الهدف هو ذبح نجيب محفوظ داخل منزله بالسكين أما المسدس فكان لتهديد أفراد أسرته حتى لا يطلبوا النجدة. لكن الله لم ييسر الأمر لذلك قررنا ذبحه في اليوم التالي وقد قمت بتنفيذ العملية وحدي وهربت إلى زملائي في «حي» عين شمس وأخبرتهم أنني غرست السكين في رقبة نجيب محفوظ فأخذوني بالأحضان وأخذوا يقولون لي «مبارك».
ويقول سلماوي: إنه نقل إلى الشاب أسى محفوظ عليه وشعوره بأن الشاب ضحية وتمنى له أن يصبح عالماً أو بطلاً رياضياً لا قاتلاً يرتكب جرائم. ولكن الشاب لم يبال بهذا الكلام وقال «لو أنني قابلته ثانية لنفذت فيه مرة ثانية الأمر الذي صدر إلي.»
وأبدى محفوظ لسلماوي أسفه على مواجهة أصحاب الرأي بالقتل وقال: «ظلماً وبهتاناً... أشعر بالأسف أيضاً من أن شبابنا يكرس حياته للمطاردات والقتل فيطارد ويقتل وذلك بدلاً من أن يكون في خدمة الدين والعلم والوطن» ووصف الشاب بأنه ضحية.
ويضيف أن محفوظ كان يريد معرفة دوافع الشاب: «أن أفهم عقليته أن أدرس شخصيته.. لقد كان شاباً في مقتبل العمر.»
ومجلة «الثقافة الجديدة» التي يرأس تحريرها عمرو رضا تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة التابعة لوزارة الثقافة. والعدد الجديد يحتفي بمئوية محفوظ بموضوعات منها حوار مع المخرج المصري توفيق صالح عن جهود محفوظ في مجال السينما وحوار أجراه الشاعر محمد كشيك مع محفوظ حول طبيعة فن الرواية.