من ضمن هذه الأعمال هناك مئة وأربعون منها تعتبر الأجمل، فهي تشتمل على الكثير من - أقنعة الوجه الكاملة، الخوذ، الأقنعة، الجلود المزركشة، وسروج الأحصنة. وكذلك بعض السيوف، الخناجر، الرماح، الأقواس كل هذه الأعمال يكشف عنها (معرض كيه برانلي)، وهذه المختارات الفنية ستنقل إلى الكيبيك لتلتحق فيما بعد بمتحف خاص حيث يفتتحها الهواة في مدينتهم في نهاية هذا العام.
ويطل علينا من خلف هذه الروعة ثقافة صارخة منظمة لمحاربين الاقطاعيين تصلنا من أقصى الأرض إنها ذوق ال: زن - وهي فرقة بوذية تميزت بالتأمل للوصول إلى الجمال الذي سعى إلى الكمال المنظم منطقياً والجمالي، قوة حديدية وتأثراً بالطبيعة الحية. والمجموعات الأقدم من هذه الأعمال تعود إلى القرن الحادي عشر، أما الأغلبية فتعود إلى القرن السابع عشر، وهذا يعني طيلة فترة عزلة اليابان الاختيارية، كانت تثبت بعض الخوذات في الأعلى وكانت تمثل تمثال بوذا أحياناً وأحياناً أخرى تمثل الأرواح الخبيثة من مذهب الطاوية (وهي فلسفة دينية مبنية على تعاليم لاوتسو الصيني الذي يعود إلى القرن السادس قبل الميلاد). وكل هذه الأعمال إنما تدل على ابداع لا محدود، يكون معبراً جداً في بعض الأحيان، مثل تلك الخوذة التي تحظى بشعر حواجب جوزي اللون وآذان بميزات تدل على العبقرية، الرخاء والعمر الطويل، أغطية رأس أخرى تتخذ شكل مخلب تنين، قرن وحيد القرن، الأصداف، السرخس وقرون الأيل، أيضاً أقنعة للحماية التي أوحت بأفكارها لمسؤولي مسرح (نو وكابوكيه). نو: تعني دراما غنائية يابانية. وكابوكيه: تعني نوع من التمثيليات التقليدية في اليابان تمتزج فيها أنواع الرقص والمحاورات والتراتيل. لهذه الأغطية شاربان مصنوعان من شعر الحصان، وخدود مزينة بأغصان الخوخ المزهرة، أنف طويل أحمر يبدو كأنه يهزأ بــ «برابرة الجنوب»، هؤلاء الأوروبيون الذين بدؤوا بالتوافد منذ عام 1543، بالنسبة لمجموعة أدوات الحماية، يتحدث مدير متحف كيه برانلي حول انبثاق «مؤثر لأشباح مجللة للأبدية».
نشير إلى هذه المفارقة اليابانية التي تكمن قوتها غالباً في هشاشتها: أصداف، دسار، كاسرة الأمواج مصنوعة من الحرير والقطن والبروكار وخيوط ذات عقد أنيقة تنتهي بشريط مجدول.
كما نشير إلى استخدام فرو الدببة، والقوتاش - مجتر يشبه الثور - ذو صوف طويل يعيش في التيبت والخنزير البري ما لم نقل أوراق ممضوغة.
هل كانوا يصنعون هذه الأشكال الأنيقة من أجل الاحتفالات؟ الكثير منهم كانوا يستخدمونها في المعارك، إن ابتكارهم وتألق ألوانهم «الأحمر، الأصفر، الأخضر» كانت تساعد في تشابه الضباط لـ: شوفون - ديكتاتور ياباني قديم - القائد العام للجيش.
يجيب غابريال باربييه مولر: إنه بدأ منذ عام 1615 حيث أصبحت ألبسة الوقاية مزينة حين دخلت البلاد في مرحلة سلام مدة مئتين وخمسين سنة، وذلك ضمن قانون لم يهمل أبداً هو قانون بيشيدو «bushido» المشهور (طريق المحارب) يرتكز على الشرف، التفاني والسمو. لكن بكل بساطة أضاف الساموراي إلى ضروراتهم الأولى بتحملهم المسؤولية السياسية، أكثر فأكثر اكتسبوا كفاءات إدارية ما ينم عن كفاءة في القراءة والكتابة ومستوى معين من المعرفة، فأصبحوا رهباناً، شعراء وخطاطين ومحسنون على منوال هؤلاء القادمون من دول مجزأة من إيطاليا النهضة، وكرسوا معلميهم كفنانين، كانت تُخرّج العديد من الأعمال من الورشات التي يعمل فيها الحدادون، القياطييون (مزركشو الثياب) والصباغون الذين خُلدوا.
إذاً يمكننا أن نعشق إلى جانب المهارة التي نشهدها في جزء علوي من قبعة مزودة بماص للعرق أدق التفاصيل الرمزية للغنى والسلطة.