للتعرف عن معنى مفهوم الروح المعنوية وكيف تتجلى بإيجابياتها المؤسسات وكيفية التعامل معها تؤكد الدكتورة اسمهان علي جعفر من كلية التربية جامعة دمشق في لقاء معها على أن مفهوم الروح المعنوية هي التي تدل عليها آثارها المترتبة نحوها ونعرف الشيء بالاثر الدال عليه وخاصة بالمفاهيم المجردة كالروح وما الى ذلك..
إذا الروح المعنوية كما عرفها بعض التربويين بأنها (اتجاه نفسي عام يسيطر على الفرد في مجموعة ويحدد نوع استجاباته الانتقالية وردود الفعل لديه للعوامل والمؤثرات المحيطة به ، والتي يمكن ان تزيد أو تنقص فإن زادت دفعت الانسان الى مزيد من الإنتاج والابداع ،وان نقصت ضعف الانتاج ودفع بصاحبه الى أزمات نفسية متعددة.
العناية الفائقة
إذاً للروح المعنوية أهمية كبرى وخاصة عند الموظفين في الدولة فكيف يتجلى ذلك؟ نعم وهذا أمر على المسؤولين في الدولة عدم تجاهله بل العكس تماما الاهتمام به بالدرجة الاولى لما للروح المعنوية العالية من اثر في زيادة انتاج الفرد وتحسن نوع انتاجه وحسن تكيفه النفسي مع العمل الذي يقوم به ولما للروح المعنوية المنخفضة من هبوط في نسبة انتاج الفرد وسوء تكيفه النفسي لذا من الاهمية بمكان اهتمام المسؤولين بارتفاع الروح المعنوية لدى العاملين لديهم وايلائهم العناية الفائقة بمسألة الصحة النفسية لعامليهم وايجاد الحلول لمشكلاتهم التي تحسن ظروفهم النفسية.
إيمانه بالأهداف
وكيف نستطيع ان نعرف أن العاملين في مؤسسة مايمتلكون روحاً معنوية عالية او منخفضة ؟ طبعا هناك ميزات خاصة تتجلى بسلوك الفرد تجاه أمر ما فإن كانت روحه المعنوية عاليه فهو يتميز بإيمانه بأهداف مؤسسته وثقته بنفسه وبقيادته الادارية وتمتعه بنفسية مفعمة بالحب والمودة تجاه الاخرين واحترامه للعمل الجماعي بل ومشاركته الفعالة به ، وشعوره بأنه محترم ومقدر من قبل رؤسائه بالعمل فيما يقدم من عمل مميز.
والعكس صحيح تماماً لميزات الافراد الذين يتسمون بروح معنوية منخفضة حيث تجد اللامبالاة وعدم تحمل المسؤولية وكثرة الغياب في دوامه واهماله المتكرر.
إشباع الحاجات النفسية
ماهي اذاً العوامل التي تؤدي الى رفع الروح المعنوية بين العاملين ؟ باعتقادي ان اهم عامل هو عامل إشباع الحاجات النفسية من خلال توفير الامن النفسي الذي يتجلى في التحرر من التوتر النفسي والمكانة في المجتمع وحاجته الى التقدير والتشجيع من اجل تحفيزه على المزيد من الانتاج وعامل توفير الجو المناسب للعمل من خلال توفير الامن والاطمئنان والاحترام والعدل في المعاملة ومحاولة تحسين مستواه العلمي والمهني والتركيز علىالادارة الواعية المنفتحة القادرة على الاشراف وإشراكه في المسؤوليات بالاضافة الى وجود مدير له مؤهلات علمية وخبرات واعية تشعر العاملين بالثقة بالنفس.
كلمة اخيرة
لابد لنا من تحديد مفاهيمنا جيداً واتباع مبادئ التربية الواعية كأسلوب في الحياة وفي المعاملة ، والتركيز على اتباع المعايير الدقيقة لانتقاء الادارات لما لها من دور كبير في رفع او خفض معنويات العاملين معهم ونتمنى من المسؤولين العناية بهذه النقطة والنظر اليها بأسلوب جاد لتشخيص اسبابها في المؤسسات (اسباب نقصها) ثم التخطيط والعمل لعلاجها على اسس تربوية ناجحة.