باختصار وبالعودة الى الوراء قليلاً.. نجد ان سورية وشعبها قادران على التكيف مع الظروف جميعها والتجارب تتكلم.
ففي ثمانينيات القرن الماضي كما هو معروف تعرضت سورية الى حصار اقتصادي يوازي ما تتعرض له اليوم من ضغوط.. لدرجة ان المواطن على سبيل المثال كانت تتعبه رحلة البحث عن «علبة محارم او سطل سمنة»..
ومع ذلك خرجنا من تلك الازمة وتم اتباع سياسة في حينها قضت بتوفير السلع والمنتجات بأسلوب وطني بعيدا عن الاعتماد على الاستيراد .
وهكذا بات لدينا آلاف المعامل ومئات آلاف الورش التي تقوم بتوفير احتياجاتنا «وعلى العكس تماماً فقد أدى فتح البلد على مصراعيها باقامة مناطق تجارة حرة والدخول في منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى الى اغراق اسواقنا بالمستوردات مقابل اغلاق الكثير من الورش ليتحول اصحابها الى موزعين للسلع المستوردة. وبالتالي فإن العقوبات المفروضة.. والاجراءات التي اتخذتها سورية للرد عليها سوف تكون فرصة للعودة الى المنتج الوطني.
ولا شك بأن آلة الحصار الاقتصادي التي فرضت شمالا لن يكون لها تأثيرات كبيرة كما قلنا بعد ان اخذت منتجاتنا الوطنية طريقها نحو الشرق حيث فتحت امامها الابواب على مصراعيها.
نعود ونقول.. رب ضارة نافعة.. لمنتجاتنا ولمنتجينا الذين عانوا ما عانوه من كساد واغلاق للورش بعد الاغراق بالمستوردات .. ونؤكد مجددا ان بلدا يأكل مما يزرع ويلبس مما يصنع لن يتأثر كثيرا بشتى انواع الحصار.
وهنا لا بد من التذكير انه آن الأوان كي نفخر بمنتجاتنا التي غزت العديد من الاسواق العربية والعالمية. وكفانا تباهيا بالمستورد.. وندعو الجهات المعنية والشعبية للقيام بحملة هدفها تقديم المزيد من الدعم للمنتج الوطني .
اذ ليس اجمل مما تصنعه ايدينا وتبدعه عقول منتجينا !