تواصل حكومة الاحتلال الاسرائيلي إمعانها في انتهاك القوانين والأعراف الدولية واستغلال المستجدات بالمنطقة والعالم حيث كشفت تقارير اعلامية ان سلطات الاحتلال تتجه لبناء 650 وحدة استيطانية في مدينة القدس المحتلة وذلك بعد أقل من شهر على اعلان وزارة الاحتلال عن مخططات لبناء مليون وحدة استيطانية خلال السنوات العشر القادمة ليتأكد للجميع مرة أخرى أن اسرائيل ماضية في تطبيق سياسة فرض الامر الواقع كخيار لا بد منه لافشال المفاوضات وقطع الطريق على أي اتفاقيات مستقبلية.
وقالت تقارير اعلامية فلسطينية ان ما تسمى اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء في بلدية القدس صدقت مؤخرا على بناء 650 وحدة استيطانية في مستوطنة بزجات زئيف التي أقيمت على أراضي بيت حنينا وحزما عام 1985 شمال مدينة القدس المحتلة ليكون هذا الاعلان الثالث من نوعه لجهة توسيع المستوطنة منذ مطلع العام الجاري.
وكان قد أعلن الشهر الماضي عن خطة استيطانية تتضمن نحو 1400 وحدة استيطانية جديدة على 228 دونما في حيفا وذلك بعد فترة وجيزة من اعلانه مخططا لبناء ألفي وحدة سكنية استيطانية في القدس الشرقية والضفة الغربية منها 1650 مسكنا في القدس والباقي في مستوطنتي معاليه ادوميم وعفرات جنوب بيت لحم في الضفة الغربية.
من جهته أدان الامين العام لمنظمة التعاون الاسلامي أكمل الدين احسان أوغلو بشدة مصادقة حكومة الاحتلال الاسرائيلي على بناء 650 وحدة استيطانية جديدة وشق طريق لربط المستوطنات بالقدس المحتلة.
وذكرت وكالة الانباء السعودية أن احسان أوغلو دعا في بيان صحفي أمس اللجنة الرباعية ومجلس الأمن الدولي إلى تحمل مسؤولياتهم وتبني موقف حاسم يضع حدا لهذه الاجراءات الاستفزازية والممارسات غير القانونية في كل الأراضي الفلسطينية المحتلة وخاصة في مدينة القدس الشرقية . وأكد الامين العام أن سياسة الاستيطان الاسرائيلي تهدف إلى عزل مدينة القدس عن محيطها الفلسطيني وتغيير طابعها الديمغرافي ما يشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي وقرارات الامم المتحدة .
من جهة اخرى وفي وقت ترتكب فيه سلطات الاحتلال الاسرائيلي انتهاكات صارخة لحقوق الاسرى والمعتقلين في سجونها تقدم أعضاء من اليمين الصهيوني المتطرف بمشروع لسن قوانين عقابية جديدة ضد الاسرى الفلسطينيين بشكل يتعارض مع اتفاقيتي جنيف الثالثة والرابعة لعام 1949ويتنافى مع مبادئ حقوق الانسان والاتفاقيات الدولية المناهضة للتعذيب.
وكشفت تقارير اعلامية تناقلتها الوكالات الفلسطينية أن هذه العقوبات تتمثل في منع زيارة الاهل والسماح فقط للصليب الاحمر بزيارة الاسرى كل ثلاثة اشهر ومنع إكمال التعليم الجامعي وادخال الكتب و إلغاء جميع حقوق الاسرى والامتيازات التي حصلوا عليها.
وأكدت التقارير أن هذه القوانين تشمل أيضا تحويل الاسير الذي تنتهي مدة محكوميته إلى الاعتقال الاداري في حين دعا بعض المتطرفين علنا إلى قتل الاسرى.
وقد أدان مركز أحرار لدراسات الاسرى وحقوق الانسان ما تقدم به اليمين الصهيوني.
وندد المركز بدعوة بعض المتطرفين اليهود إلى قتل الاسرى مؤكدا ضرورة تدخل المؤسسات الحقوقية والمجتمع الدولي.
وأشار المركز إلى أن الكيان الصهيوني تجاوز حدوده أكثر من المعتاد بعد تنفيذ المرحلة الاولى من صفقة تبادل الاسرى فتزايدت الاعتقالات وحكمت أحكام قاسية بحق فلسطينيين بعد تنفيذ الصفقة لكي لا يتم ادراج أسمائهم ضمن المحررين.
ولم يسلم الاطفال الفلسطينيون الاسرى من ممارسات الاحتلال الاسرائيلي حيث يعاني الاطفال الاسرى في المعتقلات الاسرائيلية من الممارسات والمضايقات ايضاً.
الى ذلك اعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلي أمس فلسطينيا من مخيم بلاطة في مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة.
وذكرت وكالة الانباء الفلسطينية وفا ان قوات الاحتلال الاسرائيلي اعتقلت ياسر ابراهيم بدرساوي البالغ من العمر 45 عاما من مخيم بلاطة ونقلته لجهة غير معلومة.
الى ذلك هاجم مستوطنون اسرائيليون عددا من الفلسطينيين على أطراف قرية سالم شرق مدينة نابلس.
وأكد مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس أن المستوطنين هاجموا سبعة رعاة قرب القرية وأن مواطني القرية تصدوا لهم قبل تدخل جيش الاحتلال مشيرا إلى ان مجموعة من المستوطنين المسلحين بأسلحة رشاشة يرابطون على مدخل بلدة بيت فوريك.
من جهة اخرى نظمت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في أراضي 1948 أمس تظاهرات في الجليل والمثلث ضمن الفعاليات التضامنية مع أهالي النقب للاسبوع الثاني على التوالي احتجاجا علي مخطط يسعى إلى مصادرة نحو 800 ألف دونم من الاراضي العربية في النقب وتهجير نحو ثلاثين الف مواطن عن أراضيهم.
وفي هذه الاثناء جددت الولايات المتحدة الامريكية تعهدها بتأمين دعم عسكري كبير لإسرائيل من خلال تزويدها بأهم واحدث الاسلحة الامريكية.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ليون بانيتا وزير الدفاع الامريكي قوله في خطاب ان بلاده ستواصل تامين دعم عسكري كبير لإسرائيل من خلال تزويدها بأنظمة معقدة للدفاع المضاد للصواريخ وطائرات قتالية جديدة من طراز اف 350. من جهة أخرى أقر بانيتا بأن اسرائيل تعاني من ازدياد عزلتها في المنطقة مضيفا انه عليها القيام بخطوات للخروج من عزلتها.
وكان الرئيس الامريكي باراك أوباما جدد التزامه بالدفاع عن اسرائيل مؤكدا أنه حينما يتعلق الامر بأمن اسرائيل فان واشنطن لا تساوم وسيستمر هذا الموقف.
ذوو الإعاقات يعيشون
أوضاعاً إنسانية صعبة في ظل الاحتلال
من جانب اخر يعاني ذوو الاعاقة في الاراضي الفلسطينية من أوضاع انسانية صعبة في ظل نقص الدواء والمستلزمات الطبية للاطفال والشيوخ والنساء بسبب الحصار الخانق الذي يفرضه الاحتلال الاسرائيلي على المدن والقرى الفلسطينية ومنعه ادخال الاطراف الصناعية لضحايا حروبه الوحشية على الشعب الفلسطيني الاعزل. ونقل المركز الفلسطيني للإعلام عن الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني قوله في بيان له بمناسبة يوم المعوق العالمي الذي صادف أمس ان أعداد ذوي الاعاقة في الاراضي الفلسطينية وصلت الى نحو 113 الف فرد خلال العام الجاري أي ما نسبته 2.7 بالمئة من مجمل السكان في الضفة الغربية وقطاع غزة. وتشير تلك البيانات إلى أن اعداد ذوي الاعاقة في الضفة الغربية بلغت نحو 75 ألف معوق ونحو 38 ألفا في قطاع غزة كما بلغت نسبة الاعاقة بين الذكور 2.9 بالمئة مقابل 2.5 بالمئة بين الاناث.