ونقلت الصحيفة عن مالبرونو قوله: بعيد وصولي إلى بيروت بفترة قصيرة، وذلك يوم السبت في 19 تشرين الثاني نوفمبر، أكد لي عسكري فرنسي يتمركز في لبنان بأن الأجهزة الفرنسية ليست «غير ناشطة» فيما يتعلق بالفارين السوريين الذين لجؤوا إلى تركيا وبلاد الأرز. وقال لي «إنه من السهل جداً استخدام شبكات الاتجار بالأسلحة العاملة في لبنان لتعزيز قوة المسلحين» الذين يضاعفون عملياتهم على الجانب الآخر من الحدود ضد قوى الأمن السورية.
وينقل مالبرونو عن المسؤول العسكري الفرنسي نفسه أن «أجهزة الاستخبارات الأردنية لن تكون مرتاحة في جنوب سورية على الحدود مع المملكة، وقد أبلغني المسؤول أيضاً أنه خلال فصل الصيف، سعت فرنسا ومن دون جدوى، لوضع خطة تهدف إلى المحافظة على الرئيس السوري بشار الأسد، ولكن إبعاد من تبقى من النظام المحيط به».
وينقل الكاتب عن المسؤول الفرنسي قوله: «من بين وسائل الدعم العديدة التي يمكن أن تقدمها فرنسا للفارين أيضاً، هو الاستخبارات الفضائية حول مواقع الجيش الذي يقاتلهم».
ويضيف الكاتب الفرنسي: مساء الإثنين في 21 تشرين الثاني نوفمبر، ودائماً من بيروت عبر التلفون، لخّص لي صديق من لندن مناقشات وزير الخارجية البريطاني مع مسؤولي المعارضة السورية الذين اجتمعوا في اليوم ذاته على ضفاف التاميز.
وقال لي إن ويليام هيغ أبلغ المعارضين ما مفاده «بأننا نشك في عزم الإدارة التركية على إقامة منطقة عازلة داخل سورية».
وتابع الكاتب خلال مأدبة عشاء في بيروت، ظهر السفير التركي بدوره «متحفظاً جداً» حيال إمكانية تقدّم بلده داخل الأراضي السورية من أجل السماح للفارين من الجيش السوري باللجوء إلى منطقة آمنة.
ويضيف: في اليوم التالي، أبلغني دبلوماسي فرنسي بأن «المراسلات الدبلوماسية الواردة من المنطقة توحي بأن الأتراك يتكلمون كثيراً ولكنهم قليلاً ما يفعلون». وأضاف الدبلوماسي بـ«أنهم يستحضرون العقوبات منذ أسابيع، لكنهم لم ينتقلوا بعد إلى العمل».
وتابع الكاتب الفرنسي: أثناء صعودي على متن الطائرة لدى مغادرتي بيروت، قرأت مقالة «الكنار» التي تشير إلى أن فرنسا تساعد «الثوار» السوريين بالتعاون مع بريطانيا وتركيا في «تدخل محدود» في سورية.
ويختم مالبرونو مقالته متسائلاً: لكن من الذي هو على حق؟ أهو المصدر الأول أم العسكري الفرنسي؟ هل النفي التركي والبريطاني حقيقي أم مجرد تأويلات بسيطة من أجل إخفاء حقيقة الدعم اللوجستي لمعارضي الرئيس بشار الأسد؟ لكن هناك شيء واحد أكيد: الدعم التركي للجيش السوري أمر واضح.
وقد سُمع أحدهم كان يتكلم على الهاتف مع مسؤوله رياض أسعد وهو يقول العبارة التالية: «ليست هناك مشكلة في أن نلتقي، لكن ذلك يجب أن يتم أولاً عبر مفكرتي في وزارة الخارجية التركية»، وهو ما يعني، ختم الكاتب الفرنسي، بأنه الشخص الذي يتولى مسؤولية تنظيم العلاقات مع الصحافة.... وهي مسألة تستحق المتابعة.