أفريكوم ... عسكرة السياسة الأميركية
دراسات الأربعاء 19/12/2007 محمد كشك القيادة العسكرية الأميركية الجديدة الخاصة بإفريقيا والتي يطلق عليها اسم أفريكوم (AFRICOM) و الكثير من التساؤلات في أميركا وفي إفريقيا لا تزال رغم صدور قرار إنشائها وتحديد بدء عملها في عام 2008 وتخضع للمزيد من الحوار والنقاش
في الأوساط الرسمية والاعلامية ومراكز الدراسات والمعاهد المتخصصة ومنها معهد ( الأمريكان انتريرايزا A-E-I) وهو يعد من المعاهد المهمة المعنية بالسياسة الخارجية الأميركية في مجالاتها المختلفة ولقد نظم المعهد ندوة بمقره بواشنطن حول دور الأفريكوم شارك فيها مسؤولون من وزارة الدفاع ونائب الوزير السابق وولفوتيز وسفراء ومهتمون أفارقة وأميركيون وهي قيادة عسكرية مكملة للقيادة الوسطى والأوروبية والباسيفيكية إلا أنها ستقوم بدور في المجالات الأمنية والدبلوماسية بالإضافة إلى مهامها العسكرية وسنحاول هنا إلقاء بعض الأضواء على هذه القيادة العسكرية الأميركية وتعدد واختلاف الآراء حولها.
المعروف أن أميركا تقسم العالم إلى مناطق تشرق على كل منطقة منها قيادة عسكرية متخصصة فهنالك القيادة العسكرية المركزية أو الوسطى CENTCOM والتي كان مقرها تامبا بولاية فلوريدا وتم تحويل معظم انشطتها إلى خارج أميركا أو القيادة العسكرية لأوروبا EUCOM والقيادة العسكرية الباسيفيكية PACOM ولقد تقرر مؤخرا إنشاء قيادة عسكرية جديدة خاصة بافريقيا وسميت AFRICOM (أفريكوم) إذ إن المعروف أن افريقيا كانت القارة الوحيدة التي لا تتبع لقيادة موحدة إذ أن التعامل مع افريقيا كان يتم عبر أكثر من قيادة منها القيادة العسكرية المركزية والقيادة العسكرية لأوروبا لذلك فإن انشاء هذه القيادة الجديدة يعتبر بالنسبة لوزارة الدفاع الأميركية وسيلة لتحقيق تعامل عسكري أكثر كفاءة مع افريقيا أي إن أميركا ستقوم بكل ما كانت تقوم به سابقا بالمنطقة ولكن بصورة أكثر عمقا إذ إن التعامل السابق كان يقلل أحيانا من فرص الاهتمام بإفريقيا لتنافسها مع أولويات القيادات التي كانت تتبع لها مع دول أوروبا والشرق الأوسط ولكن المنتقدين لهذه القيادة الأميركية الجديدة يرون أنها ستقود إلى عسكرة سياسة أميركا الخارجية في افريقيا وتعتبر جنوب إفريقيا من أهم هؤلاء المنتقدين علاوة على أن هنالك تفاؤلا حذرا من جهات عديدة في واشنطن تجاه هذه القيادة, كذلك فإن إنشاء قيادة عسكرية أميركية خاصة بإفريقيا سيجعل هنالك قادة عسكريين على مستوى عال يتفرغون لهذا العمل ولها موارد وامكانيات موظفة تماما لهذا الغرض الأمر الذي يختلف عن الوضع السابق والذي كانت إفريقيا تتقاسم فيه الامكانيات والاهتمامات مع دول أخرى من خلال أكثر من قيادة عسكرية وهنالك عامل مهم جدا أيضا إذ إن القيادة العسكرية الأميركية لأفريقيا تتميز عن كل القيادات الأخرى إذ يرى البنتاغون في هذه القيادة اختياراً لأشكال جديدة من التعاون مع الوكالات الحكومية الأميركية المتخصصة فلأول مرة سيقوم مسؤول بوزارة الخارجية يتولى وظيفة مهمة, حيث سيتولى أحد الدبلوماسيين منصب الرجل الثاني في هذه القيادة وستتداخل النشاطات المدنية والعسكرية وسينضم لها أيضا مسؤولون من هيئة المعونة الأميركية USAID إلى جانب بعض المسؤولين الذين يمثلون ست وكالات أخرى ستعمل القيادة العسكرية على الاستفادة من خبراتهم لتنفيذ مهامها في افريقيا وهكذا تتضارب الاختصاصات في هذه القيادة فإلى أي مصير تسير?!
كاتب سوداني
|