ويؤمل من المعاهدة أن توسع مشاريع التعاون بينهما لتخفيف التوتر على الجبهة الأخيرة من جبهات الحرب الباردة, غداة موافقة كوريا الشمالية على كشف برامجها النووية وتفكيك منشآتها. لكن محللين يقولون إن التعهدات خلال القمة الأولى عام 2000 بين سيول وبيونغ يانغ خلال السنوات السبع كانت محدودة.
وفي ختام الإجتماعات أصدر الرئيسان إعلاناً مشتركاً جاء فيه أن كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية اتفقتا على ضرورة إنهاء الهدنة الحالية وبناء نظام سلمي دائم, وأن الجنوب والشمال لهما رؤية مشتركة, ينص على ضرورة إنهاء الوضع الحالي القائم على الهدنة وإقامة نظام سلام دائم). لم يوقع البلدان اتفاق سلام بعد توقف الحرب الكورية (1950-1953) وإنما اتفاق هدنة, ما يعني أنهما لا يزالان نظرياً في حال حرب. كذلك دعا الجانبان إلى عقد قمة (ثلاثية أو رباعية) لتوقيع اتفاق سلام رسمي يتطلب توقيع الولايات المتحدة والصين, وهما الجانبان المعنيان مباشرة بالنزاع الكوري ويمكن أن يضاف إليهما روسيا واليابان.
ووقع الرئيسان بالأحرف الأولى وثيقة تتضمن ثماني نقاط يتعهد بموجبها البلدان تعزيز السلام والازدهار في شبه الجزيرة المقسمة منذ أكثر من خمسة عقود وجددا التزامهما تفكيك المنشآت النووية في كوريا الشمالية التي تفي بالتعهدات الدولية التي قطعتها في هذا المجال.
وكانت بيونغ يانغ وافقت في 13 شباط 2007 على التخلي عن برنامجها النووي, مقابل حصولها على مساعدة كبيرة في مجال الطاقة وعلى ضمانات أمنية بعد أربعة أشهر من إجرائها تجربة نووية في مطلع عام .2007 وبموجب اتفاق كشفته الصين, وافقت كوريا الشمالية على جدول زمني يحدد المراحل المقبلة لنزع أسلحتها وبرامجها النووية, متعهدة تفكيك منشآت مجمع يونغبيون قبل 31 كانون الأول 2007 بإشراف الولايات المتحدة والصين. وعلى صعيد العلاقات الثنائية, اتفق الجانبان الكوريان على عقد قمم جديدة.
ومن المقرر أن يجتمع وزيرا الدفاع في البلدين في أواخر عام 2007 في بيونغ يانغ, في محاولة لتسوية نزاع بحري مزمن في البحر الأصفر. وفي المجال الاقتصادي قرر البلدان زيادة تعاونهما,وخصوصاً الاشتراك في تشييد حوض لبناء السفن في مدينة نامبو جنوب غرب بيونغ يانع. وسيقام خط حديد للشحن بين البلدين.
وحرصت سيول وبيونغ يانغ على إظهار بشائر انفراج منذ بدء القمة في 2/10/2007 وهي الثانية بعد القمة التاريخية التي عقدت عام 2000 وكرست التقارب بينهما. ففي خطوة رمزية اجتاز الرئيس الكوري الجنوبي مشياً خط التماس الفاصل بين الكوريتين. بينما تجاوز كيم كونغ -إيل البروتوكول وحضر شخصياً لاستقبال ضيفه.
وصرح الناطق الأميركي بأن احتمال صدور قرار من الولايات المتحدة بشطب كوريا الشمالية من لائحة الدول الداعمة للإرهاب أو مشاركة الولايات المتحدة في معاهدة سلام تضع حدا للحرب الكورية, يخضعان لترتيب ينص على أن أي عمل من الحكومة الأميركية ينبغي أن يسبقه عمل من كوريا الشمالية وأن التفاهم بين دولتي كوريا يعطي الانطباع بأن بيونغ يانغ قد أخذت بمبدأ القبول بالحوار مع الدول الأخرى في المنطقة, فيما ترى كوريا الجنوبية التي يتصاعد فيها الشعور الشعبي المعادي للقواعد الأميركية في الجنوب أن سد الحاجات الاقتصادية الأساسية التي تحتاج إليها كوريا الشمالية في النهوض الصناعي وخصوصاً (الواردات الحيوية وواردات الغذاء, لا تحتاج إلى استمرار التشنج بين البلدين, بعد أن فتحت الأبواب مشرعة نحو السلام والتفاهم والتعايش في شبه جزيرة كوريا بكاملها التي تاقت إلى وضع حد لمعوقات التعاون الموحى بها من الخارج.
سفير سابق