ممدوح عدوان الذي لا يعنيه الخلود -لأنه للآلهة كما كان يرى - ( كتب ليتسلى, وكأن أحداً لن يقرأه) , كتب ما يدور هناك في اعماقه الجوانية, وكل ما فعله أنه لعب مع الزمن, ضحك عليه فبقي خالداً رغم أنف الرحيل!
شعرياً كان ممدوح عدوان قادراً على جذب المتلقي بسرعة بما اتصف به شعره من حماسة قاربت حدود الموضوعية فهو في النهاية ابن الشعب تشغله قضاياه ( وهو الذي اعتبر ان اكبر فاجعتين في حياته كانتا رحيل أمه وهزيمة حزيران 1967 م وكما كان في الشعر كان في المسرح ذلك المشاكس المتمرد ولم يكن عبثاً إعجابه بالثائر الفار-أبو علي شاهين- فكتب عنه أولى أعماله المسرحية.
ممدوح عدوان واحد من الادباء القلائل الذين تمكنوا من ممارسة العمل الصحفي وممارسة الادب فبقي محافظاً على ذلك الخيط الفاصل بينهما ممسكاً بزمام الامور وقد بدأ رحلته مع الصحافة في وقت مبكر في صحيفة الثورة.
ولا ننسى اهتمامه بالبحث والترجمة والدراما ومسلسله الدرامي الاشهر (الزير سالم) حيث تمكن من شحنه بجمولات سياسية آنية الألم والوجع.
ممدوح عدوان هذا النزق الطفل تمكن رغم هذا من تحقيق جماهيرية واسعة حقيقية لأنه كان يكتب كرد فعل على زمنه غير عابئ بالخلود ورغم اهمية كل ما انجزه عدوان لربما حقق ما هو أهم لو ان ذلك النزال مع الموت لم يحسم أخيراً في غير مصلحته.