ممدوح عدوان الغائب يكثر من حضوره بيننا, ويزيد من مساحة وجوده يوماً بعد يوم... حكايا الأصدقاء وأحاديثهم التي لاتدع مناسبة إلا وتذكرنا بتلك التفاصيل التي كان لك فيها ذاك الحضور... والحاجة التي تكبر مع السنوات إلى ذاك الصوت المشاغب في الأحلام والواقع... تعيدك إلينا بصورة أوضح مما كنت... وترسم عتب الأيام والسنوات التي مضت...
صعب على الذاكرة أن تلم بتلك التفاصيل... ولكن رفاق الأمس الذين يحنون إلى أزقة دمشق وحاراتها يشعرون بوحدتهم... مثلما تحن هي إلى وقع خطواتك...
وقريتك وجلسات الأصدقاء التي أمست مشهداً متداولاً في أحاديث الذين يحنون إلى خبز التنور وخضرة الحضور تبدو اليوم أكثر اشتياقاً وأكثر حنيناً.
كنا نحتاجك في الماضي.. واليوم تبدو الحاجة أكثر .. حاجتنا إلى أولئك الذين رسموا مشهد إبداعنا الأدبي والثقافي على مدى عقود خلت... نبحث في الفراغات الكبيرة التي تكاد أن تكون خاوية بعد رحيلكم... ويدفعنا الحنين من جديد إلى إعادة تقليب الصفحات مرة أخرى...
لسنا اليوم بوارد الحديث عن سنوات الرحيل, ولسنا مولعين بإحصاء تلك السنوات التي مضت... لكنها الذكرى التي توقظ فينا الأوجاع والأحلام والذكريات, والتي تشعل فينا من جديد حضوراً مستمراً ودائماً نحتاجه.. ونرنو إليه...