|
في العيد..يعم الفرح وتتصافى القلوب دمشق وتبدأ هذه الاحتفالية في دمشق منذ توديعها لأول حاج ينطلق لأداء فريضة الحج مرورا ببدء أول أيام شهر ذي الحجة حيث تتردد في جنبات المدينة تكبيرات العيد وتزدان البيوت والأسواق بحلة قشيبة من الزينات بينما تنتشر في ساحاتها وحدائقها الأراجيح والدوامات والقلابات المخصصة للعب الأطفال. ولعل سوق البزورية هو الاسم الأكثر ترددا في هذه المناسبة حيث تغص السوق بالمتسوقين الذين يقومون بشراء حاجاتهم من الجوز والفستق لإعداد حلويات العيد في منازلهم حيث يفضلها الكثيرون على الحلويات المصنوعة في محال بيع الحلويات بسبب جودتها وتكلفتها الأقل. وللحلويات الدمشقية صيت ذائع في أرجاء الأرض وقد انتشرت تسمياتها على كل الألسنة, ولو لم تجد اللغة العربية فمن (الكول واشكور) إلى (الآسية) والمبرومة بالفستق الحلبي مروراً بالمعمول بالجوز والفستق الحلبي وبالتمر الذي يسمى أقراصاً بعجوة وصولاً إلى الكرابيج والتوتيات والبللورية والأصابع بالصنوبر والغريبة والبرازق والبقج والبقلاوة وإن كان المعمول هو الحاضر الأول في كل الضيافات التي تقدم بعيد الأضحى الذي يسمى بالعامية العيد الكبير وهو ذكرى لقصة ابراهيم عليه السلام عندما أراد التضحية بابنه اسماعيل تلبية لأمر ربه ففدي بذبح عظيم لذلك يقوم الناس وخاصة ذوي اليسر بذبح الأضاحي وتوزيع لحمها على الأقارب والفقراء. ولعل من أخص مستلزمات العيد شراء الشوكولا والسكاكر والفواكه المجففة والملبس. ولا يكاد يغمض جفن لأحد ليلة العيد فالصغار يحتضنون ثيابهم الجديدة وألعابهم التي حظوا بها والكبار مشغولون في تحضير حلويات العيد المنزلية. وعند أذان فجر أول أيام عيد الأضحى تغص الشوارع بالرائح والغادي فيما تصدح مآذن جامع بني أمية الكبير بأصوات مؤذنيها في أذان جماعي تميز به مسجدها الشهير. وعند انتهاء صلاة العيد يغادر الناس مساجدهم ليتجهوا إلى المقابر ليزورا موتاهم وهم يحملون باقات الآس الخضراء وفاء للأسلاف واعترافاً بفضلهم. وفي العيد يتزاور الأصدقاء والأقرباء وتنسى الخصومات والأحقاد ويتزاور الأقرباء البعيدين ويحنو الجميع على المحتاجين وتقدم لهم النقود والأطعمة والألبسة لتعم فرحة العيد على الجميع.
|