حيث يضع يده على الوجع في علاقة حب تنتهي إلى مأساة , الفيلم من تأليف حسن سامي يوسف وبطولة قصي خولي وندين سلامة , تمثيل : لمى إبراهيم , سعد لوستان , مأمون الفرخ , وسيم الغانم , حنان نايف , رجاء يوسف , عليا عمرايا .
حول فيلمه الأحدث (سبع دقائق إلى منتصف الليل) كان لنا مع المخرج وليد حريب هذا اللقاء :
* ما المحور الأساسي للفيلم ?
** إنها قصة حب حميمية إنسانية يتخللها خيانة ومرض , مفعمة بالشاعرية ولكنها من صميم الواقع والحياة, إنها قصة بسيطة ولكنها بالوقت ذاته عميقة فهي تختلف عن الأفلام الأخرى عبر أسلوبية معالجة الفكرة , خاصة أن قصص الحب موضوعة مكررة جداً ولكن تمت معالجتها هنا عبر ثلاثة أزمنة مختلفة (زمن الماضي , زمن الحاضر , زمن المرض) أي أنها تختلف عن أسلوبية القصة المتسلسلة .
* الألم والحب والخيانة .. كيف تم المزج بين هذه العناصر الثلاثة ?
**في الحياة ليس هناك أسود أو أبيض فقط وإنما هي مراحل يمر فيها الإنسان , فقد أحبا بعضهما البعض ولكن ظهر عائق أمامهما هو مرض البطلة وألمها , وهو لم يستطع فعل شيء فعاش صراع الخيانة عبر نزوة عابرة وعلى الرغم من أنه رفضها في المرة الأولى ولكنه وقع فيها فيما بعد ..أما هي ففي فترة المرض كانت تأخذ دواءها وتشعر أن لها مكانة عند زوجها علماً أنها تعرف أن مرضها لا شفاء منه لكنها كانت تقاومه من أجل حبها , ولكن عندما شعرت بإحساس المرأة أنه خانها رفضت تناول الدواء , ليشعر زوجها بالذنب ولكن بعد فوات الأوان .
*بعد مسيرة اثني عشر فيلماً قصيراً ومجموعة من الجوائز , أقدمت على أول تجربة في إطار الفيلم الطويل .. فهل تأخرت ?
** هناك من يقول أن الفيلم القصير هو مرحلة أو بذرة للفيلم الطويل ولكن هناك مقولة أخرى تؤكد أن للفيلم القصير محبيه وأفكاره وأهميته .. لقد قدمت أربعين فيلماً قصيراً كمونتاج ونلت جوائز , ولكن شعرت أنه ينبغي تقديم هذا الفيلم الطويل طالما أنه يتماشى مع إحساسي ومشاعري وقد شعرت في بداية هذه التجربة بالرهبة في داخلي ولكن عندما دارت الكاميرا سارت الأمور بشكل جيد , وأتمنى أن يكون الفيلم جماهيرياً وهذا هو المكسب الحقيقي بالنسبة لي كسينمائي وللمؤسسة العامة للسينما .
ولكن الأمر لا يتعلق بأنها كانت مرحلة حتى أنجز فيلماً طويلاً فأنا أرغب حالياً بإنجاز فيلم قصير , لأن الفيلم القصير له ميزاته وخصائصه فيتم إنجازه بمدة قصيرة ويُعرض بشكل رائع في المهرجانات ويقدم اسم سورية في الخارج , وحتى الآن ترسل المهرجانات لسؤالي إن كان لدي فيلم قصير جديد مما أشعرني بالتقصير أنه ليس لدي فيلم قصير أقدمه .
* أنجِز العمل عبر فترة قصيرة بالنسبة لفترة إنجاز الأفلام الطويلة , فهل يعود ذلك لطبيعة موضوع الفيلم أم بسبب خبرتك في مجال المونتاج ?..
** لا أريد أن أتعرض للزملاء ولكن قالوا عن الفيلم أنه صغير ومشاهده قليلة لأنهم غير معتادين على هذه النوعية من الأفلام علماً أن أي فيلم آخر سأنجزه بالوقت نفسه , لأنه إن كان هناك مخطط رتبه المخرج وكان واثقاً من عمله فليس من ضرورة أن يصور عدداً كبيراً من المشاهد و يتلف منها .. فلماذا لا نصور ما نريد ?. فينبغي أن نكسب وقت الإنتاج شرط ألا يكون ذلك على حساب النوعية من أجل التكلفة كي يكون هناك إنتاج أكثر في المؤسسة العامة للسينما فعوضاً من إنتاج فيلمين يتم إنتاج أربعة أو خمسة أفلام .
*إلى أي مدى كانت عملية مونتاج الفيلم مُرتسمة في ذهنك حتى أثناء التصوير ?
** دائماً .. فالمونتاج في ذهني أثناء الكتابة والتصوير وذلك لأني أصلاً مونتير ودرست هذا الاختصاص في ألمانيا ودقيق وحساس في هذه المسألة , فالأمور كلها تكون في ذهني وأحضّر لها بشكل جيد مما يؤدي لنتائج جيدة , وقد أمتد زمن التصوير على مساحة ستة وعشرين يوماً علماً أن المؤسسة أعطتنا ثمانية وثلاثين يوماً إضافة إلى عشرة أيام تنقل ولكن العمل انتهى معنا بأقل من شهر .
* تم تصوير الفيلم بتقنية (الهاي ديفنشن) .. ما ميزتها ? وهل ترى أن كاميرا الديجيتال حلت مكان الكاميرا السينمائية ?
**بالنسبة إلي لم تحل مكانها خاصة أنني بدأت صغيراً مع الكاميرا السينمائية وأنا متعايش معها ولكن صورنا عبر الشريط المغناطيسي بطريقة سينمائية فالعدسات كلها كانت عدسات سينما كما اتبعنا الأسلوب السينمائي , ونحضر الفيلم للنقل إلى شريط 35 ملم , وأعتقد أن الكثير من الأفلام المشهورة في العالم قد صورت بطريقة الهاي ديفنشن .
إنها أسرع وأقل تكلفة واقصر للوقت وهي كدقة ذات كفاءة عالية . وبشكل عام العالم كله يتجه بهذا الاتجاه إن كان عبر الصالات أو التلفزيونات وأرى أنه سيأتي يوم يتم فيه إلغاء الشريط السينمائي الخام فالتلفزيونات ستطلب (هاي ديفنشن) , واليوم هناك كاميرات هاي ديفنشن لتصوير مشاهد وتساعد على تنفيذ خيال المخرج , والخيال لا يتحقق كله عبر الفيلم السينمائي الخام ولكن هنا يوجد خيارات أكبر وأوسع.