وفي وقت تتعالى أصوات التحذيرات بقرب ساعة الانهيار الشامل في قطاع غزة بسبب سياسة الحصار والتجويع التي تتبعها إسرائيل بتشجيع,أو على الأقل(تفهم) من جانب المجتمع الدولي,بينما تتوعد إسرائيل القطاع باجتياح شامل لا يبقي ولا يذر.
الكذبة الكبرى التي يجري تسويقها منذ بعض الوقت بهدف خلق البلبلة في الجانب الفلسطيني هي أن إسرائيل تدعم السلطة الفلسطينية في رام الله ضد (التطرف) الذي تمثله حركة حماس في قطاع غزة بينما الحقيقة هي ان اسرائيل تعمل كل ما بوسعها لاضعاف سلطة رام الله بالقدر نفسه الذي تعمل فيه لاخماد روح المقاومة في قطاع غزة,كي تخلص إلى أن الفلسطينيين منقسمون على أنفسهم,ولا يوجد طرف مفوض يمكنه الحديث باسمهم جميعا,ما يفرض على إسرائيل أن تواصل التصرف من جانب واحد دون احتساب لشريك فلسطيني.وهذا طبعا خطاب لطالما عملت إسرائيل على تسويقه,قبل أن يتحول إلى سياسة رسمية مع حكومة أرئيل شارون السابقة وحتى الآن.
يقول الكاتب والروائي الإسرائيلي عاموس عوز أن إسرائيل تعمل وتخطط باستمرار لاضعاف السلطة الفلسطينية لكي تقول إنه لا يوجد لديها شريك,لذلك قصفت ودمرت كل مقرات الأجهزة الأمنية الفلسطينية,وتواصل فرض الحصار على قطاع غزة وعلى الضفة الغربية التي تقطعها أيضا بأكثر من 600 حاجز عسكري و300 مستوطنة وبالجدار العنصري الفاصل الذي يلتهم ثلث مساحتها.
إسرائيل إذاً,لا تبحث عن شريك فلسطيني,وهي غير معنية بالتوصل إلى تسوية سياسية مع الفلسطينيين,بل معنية فقط بتعميق الانقسام الفلسطيني وتوفير كل الظروف والذرائع لدحر أو تقزيم الطموحات الوطنية الفلسطينية,وهذه هي سياستها الحقيقية وما عدا ذلك مناورات وألاعيب.