تشكلت الجمهورية البيلاروسية الشعبية 1918- 1919 ومالبثت أن أصبحت إحدى الجمهوريات المكونة للاتحاد السوفييتي تحت اسم جمهورية بيلاروس الاشتراكية السوفييتية.
تم توحيد البلاد بحدودها الحالية عام 1939 عندما منحت الأراضي التي أقيمت عليها الجمهورية البولندية الثانية للاتحاد السوفياتي وألحقت بروسيا البيضاء السوفييتية.
تضررت البلاد بشدة جراء الحرب العالمية الثانية حيث فقدت خلالها روسيا البيضاء نحو ثلث السكان وأكثر من نصف مواردها الاقتصادية، أعيد بناء الجمهورية في سنوات مابعد الحرب نظراً لأثر الحرب العالمية الثانية أصبحت جمهورية بيلاروسيا الاشتراكية السوفييتية عضواً مؤسساً للأمم المتحدة جنباً إلى جنب مع الاتحاد السوفيبتي.
في بيلاروس تم اكتشاف أكثر من 4000 مكمن تحوي على أكثر من 30 نوعاً من الثروات الطبيعية بالدرجة الأولى هناك أملاح البوتاسيوم فالاحتياطبات الصناعية لهذه المادة وضعت بيلاروس في المراكز الأولى وسط الدول الأوروبية، يفوق مخزون هذه الأملاح 22 مليار طن ويقدر احتياط الفحم النباتي في بيلاروس بحوالي 4.4 مليارات طن المستخرج منه 600 مليون طن في الوقت الحاضر، تملك جمهورية بيلاروس منابع فريدة من المياه المعدنية التي تستخدم للشرب ولأغراض طبية تم اكتشاف 63 منبعاً ضخماً مع احتياطي كلي 155572 متراً مكعباً يومياً أحد الموارد الطبيعية المهمة سابروبيل وتشكل احتياطياته 3 مليارات متر مكعب.
تشكل الأراضي الزراعية 44 بالمئة من مساحة بيلاروسي بما فيها المزارع 22٪ تغطي المملكة النباتية 70٪ من مساحة البلد وبينها النباتات من 2 ألفي نوع و 450 نوعاً من الحيوانات ذوات الفقرات بينها 73 نوعاً من الحيوانات الثدييه، 290 نوعاً من الطيور، 60 نوعاً من السمك وحوالي 20 ألف نوع من الحيوانات اللافقارية ثم تسجيل حوالي 200 نوع نباتات وحوالي 180 نوعاً حيوانات، تغطي الغابات 38٪ من مساحة البلد وتتميز الغابات البيلاروسية بوجود الأخشاب الثمينة، يبلغ معدل نمو الحجم للأخشاب 35 مليون متر مكعب سنوياً في الغابات تتمركز بشكل وافر الموارد النباتية القوتية والعسلية والطبية والغنية وغيرها من النباتات المفيدة.
تتكون القاعدة الانتاجية من 20 محطة توليد لكهرباء الحرارية 17 مصنع تحويل للحديد والمعادن الأخرى، 70 مؤسسة بتروكيماوية تابعة للشركة الحكرية 29 مصنعاً ومؤسسة لإنتاج المكنات، 36 مصنع إنتاج سيارات وحافلات، 37 مصنع إنتاج جرارات وآليات زراعية.
ولايزال معظم الاقتصاد البيلاروسي تحت سيطرة الدولة ويوصف على أنه وفق النمط السوفييتي وبالتالي يعمل 51.2٪ من البيلاروسيين في شركات تسيطر عليها الدولة ويعمل 47.4٪ في الشركات البيلاروسية الخاصة منها 5.7٪ مملوكة جزئياً للأجانب و 1.4٪ يعملون في شركات أجنبية تعتمد البلاد على الواردات مثل النفط من روسيا، تشمل المنتجات الزراعية المهمة ومنتجات المواشي بما في ذلك اللحوم، في عام 1994 أكبر صادرات بيلاروس هي الآلات الثقيلة والمنتجات الزراعية ومنتجات الطاقة، تشمل الفروع الصناعية المهمة تاريخياً المنسوجات ومعالجة الأخشاب منذ حل الاتحاد السوفييتي عام 1991 عدت بلاروس واحدة من أكثر دول العالم تقدماً صناعياً وفقاً للنسبة المئوية من الناتج الإجمالي إضافة لكونها أغنى بلدان رابطة الدول المستقلة، انضمت بيلاروس من الناحية الاقتصادية إلى رابطة الدول المستقلة والمجموعة الاقتصادية الأوروبية الاسيوية والاتحاد مع روسيا خلال تسعينيات القرن العشرين انخفض الإنتاج الصناعي بسبب تراجع المدخلات المستوردة، استغرق الأمر حتى عام 1996 لينهض الناتج المحلي الإجمالي من جديد، تزامن هذا الارتفاع مع نية الحكومة بذل المزيد من الناتج المحلي الإجمالي على الرعاية الاجتماعية والدعم الحكومي، كان الناتج المحلي الإجمالي لعام 2006 نحو 83.1 مليار دولار في تعادل القوة الشرائية أو حوالي 8100 دولار للفرد الواحد.
في عام 2005 نما الناتج المحلي الإجمالي بنحو 9،9٪ مع متوسط معدل التضخم بنحو 9.5٪ أكبر شركاء بلاروسيا التجاريين هي روسيا ممثلة لما يقرب من نصف إجمالي التجارة في عام 2006 اعتباراً من عام 2006 أصبح الاتحاد الأوروبي ثاني أكبر شريك تجاري لبيلاروس بما يعادل ثلث التجارة الخارجية بسبب عدم حماية بلاروسي لحقوق العمال فقدت البلاد مكانتها في نظام الأفضليات المعمم للاتحاد الأوروبي في 21 حزيران 2007 والذي رفع مستويات تعريفة الأسعار إلى ماقبل الوضعية التفضيلية تقدمت بيلاروس بطلب الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية في عام 1993، تشكل القوة العاملة في البلاد أكثر من أربعة ملابين شخص حيث النساء يشغلن وظائف أكثر قليلاً من الرجال.
في عام 2005 اشتغل مايقرب من ربع السكان في المصانع الصناعية كما أن معدل التوظيف مرتفع أيضاً في مجالات الزراعة والمبيعات الصناعية وتجارة السلع والتعليم.
عملة بيلاروس هي الروبل البيلاروسي تم تقديم العملة في أيار 1992 لتحل محل الروبل السوفييتي أعيد تقديم الروبل بقيم جديدة في عام 2000 ولايزال يستخدم منذ ذلك الحين كجزء من الاتحاد الروسي البيلاروسي ناقشت كلا الدولتين استخدام عملة موحدة على غرار اليورو أدى هذا إلى اقتراح إلغاء الروبل البيلاروسي لصالح الروبل الروسي مع بداية عام 2008، اعتباراً من آب 2007 لم يعد البنك الوطني البيلاروسي يربط الروبل البيلاروسي بالروبل الروسي يتألف النظام المصرفي البيلاروسي من 30 بنكاً مملوكاً للدولة وبنكاً واحداً مخصصاً.
لكن المشروع الأوراسي يمكن أن يواجه مشكلة أساسية تتمثل في معارضة النخب المحلية في تلك الدول من الساسة ورجال الأعمال ممن يتطلعون إلى الترابط الاقتصادي مع الغرب فإذا هم وضعوا أسهمهم الكبرى مع الدول الغربية.
كما يحذر الخبراء من أن هدف تحديث الاقتصاد الروسي لايمكن تحقيقه دون تعاون شامل مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة واليابان.
في النهاية يمكن القول: إن المشروع الأوراسي قد يضع روسيا بوضوح في موقف المتبرع والممول بحيث تجد نفسها في شكل من أشكال الالتزام بتصدير الغاز الطبيعي بأثمان بخسة وتقديم منح مالية لاترد لشركاتها وحين يحصل هؤلاء على هذه المنح فكيف لهم أن يترددوا حينئذ في الترحيب بشكل جيد من أشكال التكامل في فضاء الاتحاد السوفييتي السابق.