تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


«تطهير» إيديولوجي لفرض النظام العالمي الجديد

شؤون سياسية
الخميس 8-12-2011
منير الموسى

في الثلاثينيات من القرن الماضي كان في أوروبا فاشيون يفتخرون بفاشيتهم، ويعاملون اليساريين كأعداء لاحوار معهم بل تجب محاربتهم على مبدأ يجب منع الحوار مع العدو بل محاربته.

واليوم هناك الموالون لأميركا وسياساتها ممن يدعون أنهم مناهضون للفاشية فيغرقون العالم وحقوق الإنسان بالفوضى والسديم بأسلوب التطهير الإيديولوجي لكل المثقفين والمفكرين الذين ينتقدون الحروب الاستعمارية في كتبهم وينتقدون إسرائيل وينادون بعدم شرعية التدخل في شؤون الدول.‏

وثمة أمثلة كثيرة ومنهم تيري ميسان، وميشيل كولون وفرانسوا آسلينو المعارض لسياسات أوروبا وغيرهم كثيرون.‏

ميشيل كولون الذي ألف كتاب ليبيا والأطلسي والتضليل الإعلامي يحاصر في باريس بلد الحريات ! ويمنع من الترويج لأفكاره فيحاصره من يزعمون أنهم مناضلون ضد الفاشية.‏

والمناضلون ضد الفاشية اليوم «وهم الفاشيون الحقيقيون» يخوضون حملة تطهير إيديولوجي كبيرة ليحاربوا على مبدأ من «ليس معنا فهو ضدنا» كل اليساريين ومعاملتهم على أنهم فاشيون، لاحوار معهم بل تجب مكافحتهم واتهامهم أيضاً بمعاداة السامية.‏

فرنسا التي قدمت عبر العصور مئات المفكرين والأدباء والمثقفين أكثر من أي دولة أخرى في العالم، وقدمت الفنانين العالميين وكانت الأرض الخصبة للأدب والفن واستقطبت كل فنون العالم، يحاصرها قادتها ومن لف لفيفهم بحملة التطهير الإيديولوجي لمصلحة الامبريالية وأطماع أميركا وللنظر إلى فلاسفتها الجدد وخاصة برنارد ليفي وبئس الفلسفة التي توضع لسفك الدماء وتسويغ حروب الناتو وسلب خيرات الشعوب! فتقتل باسم الحرية وتبث الفوضى في العراق وأفغانستان وليبيا والعالم العربي.‏

فالدولة المارقة اليوم غدت أيضاً التي تكافح ضد الامبريالية والإرهابي بنظر الفاشيين الجدد الذين يدعون مكافحة الفاشية ليس هو الذي يقتل أبناء شعبه وليس هو الذي يخضع لأوامر الامبريالية! ويكفي أن تكون مفكراً أو إعلامياً تفضح التضليل الإعلامي كي تتهم بأنك فاشي في الغرب.‏

ولنلحظ لماذا فرض الفاشيون الجدد العقوبات على وسائل الإعلام التي تفضح مراميهم وتكشف تضليلهم وماأكثر الصحف الالكترونية في الغرب التي تحارب لمجرد انتقاداتها للعولمة والعقوبات على المحطات العربية والإسلامية المقاومة مثل قناة الدنيا وصحيفة الوطن وقناة المنار والعالم، لأن سلاحهم الصدق ولأن الصدق أمضى في حرب الإعلام .‏

وتسقط كل ذرائع الحرب على الإرهاب عندما يقوم الغرب بزرع الإرهابيين في الدول حيث تعترف دبلوماسيات الغرب الحربية بدعمها لهم دون خجل، ومدهم بالسلاح والمال.‏

ومعاقبة وسائل الإعلام تبين زيف الشعارات البراقة التي تضيق ذرعاً بالصحافة التي تكشف نياتهم وتقدم الحقائق على الأرض كما هي لا كما تفعل قنوات الجزيرة والعربية وغيرهما من قنوات الضلال والتي تشارك بحروب الناتو بزعم أن الناتو يشن حروبه ضد أنظمة «تسلطية».‏

ولما كان الفاشيون يرفضون الحوار مع أعدائهم فإن الاتحاد الأوروبي الذي يطبق اليوم الفلسفات الصهيونية والأميركية يعادي سورية ويفرض العقوبات عليها لأنها من الدول الحرة الممانعة والمقاومة التي تعكر صفو الأصولية الامبريالية في العالم، فيجب الضغط عليها باسم حقوق الإنسان.‏

وهناك مجلس اسطنبول الذي يعكس صورة تلك الفاشية حيث يخجل مفكرون فرنسيون من كون برهان غليون يعمل مدرساً في إحدى جامعاتهم، وهذا موثق . ورائحة المجلس أينما حل تزكم الأنوف بتشويش العقول وتشويه الوعي .‏

وماإعلان العداء لإيران وحزب الله وحماس ولسياسة سورية سوى جزء من التطهير الإيديولوجي الذي يخضع له العالم كله وليس الشرق الأوسط فقط. والبيتانيون الجدد نسبة إلى «الجنرال بيتان» يريدون ممرات إنسانية في سورية شأنهم شأن حكومة فيشي الموالية لألمانيا في الحرب العالمية الثانية.‏

ومجلس اسطنبول الفاشي بأوامر الفاشيين الجديد يرفع شعار: «نحن لانحاور العدو بل نحاربه» في جهود متهالكة نحو الأنارشية الغربية التي تريد بث الفوضى في العالم العربي ويخضعون لدول رجعية فاقدة للسيادة تريد أن تتعدى على السيادة السورية.‏

الفاشيون الجدد في العالم الغربي والعربي ومن يمثلهم لاشك هالكون ونترك لمجلس اسطنبول أن يتأمل هويته ويفكر بالمصير الغامض الذي سيلقاه.‏

ولاأحد سيستطيع أن يطهر إيديولوجياً حب الوطن والأرض والدفاع عن الحرية والتحرر من أساليب الاستعمار والامبريالية، وفرنسا أم الأدب ستعود إلى رشدها مع احترامنا لكل المثقفين والمفكرين فيها فهم وأسلافهم من بنوا أسس حقوق الإنسان في شكلها الصحيح وهم الذي سيكافحون التطهير الإيديولوجي في مداه العالمي.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية