ولدى المتحف المذكور ، ومقره منزل العائلة الأدبية في هاوورث غرب يوركشاير بالفعل أربعة من بين المجلدات الخمسة الأخرى في هذه السلسلة.
المخطوطة المكتوبة بيد الروائية والشاعرة الإنجليزية شارلوت وهي في سن ال 14 تحتوي على 19 صفحة و 4الاف كلمة مصغرة وفيها مجموعة قصص باسم «مدينة الزجاج» .
وهي لم تنشر من قبل ، لكن اهميتها تكمن بأنها تلقي الضوء على مسيرة شارلوت الأدبية . ويجري بيعها من قبل هواة تجميع المقتنيات الثمينة لدى المواطنين الأوروبيين .
ويقول مدير المتحف اندرو مكارثي ان هذه المخطوطة تعد الاهم مما ظهر الى النور في العقود الاخيرة، ورأى انها تشكل ثروة وطنية ولها دلالة كبيرة في التراث الأدبي الأوسع،مشيرا إلى الحاجة الماسة لجمع التبرعات لاعادة المخطوطة الى بلدها .
وتحوي احدى القصص في المخطوطة التي يجري المزاد عليها في دار ساوثبي في 15 كانون اول في لندن، المقطع الشهير في رواية «جين آير» حيث زوجة السيد روتشستر المجنونة التي يتم الاحتفاظ بها في الطابق العلوي وتسعى إلى الانتقام عن طريق إضرام النار في ستائر سريره.
وشارلوت برونتي (21 نيسان 1816—31 آذار 1855) روائية وشاعرة إنجليزية، هي الأكبر بين الأخوات برونتي الثلاث اللواتي تعتبر رواياتهن من أساسيات الأدب الإنكليزي. كتبت روايتها الشهيرة جين اير تحت اسم مستعار لرجل كيور بيل.
انتقلت عائلة شارلوت عام 1820 إلى مدينة هاوورث، حيث عين باتريك كقس الأبرشية هناك. وفي منزل القسيس الكائن في هاوورث، بدأت شارلوت وأختاها إيميلي برونتي وآن برونتي بنسج حكايات عن سكان ممالك خيالية والتأريخ لحياتهم ونضالاتهم. كتبت شارلوت وبرانويل حكايات خيالية عن مملكتهما انجريا بينما كتبت ايميلي وآن مقالات وقصائد عن مملكتهما جوندال. وكانت كتاباتهن محكمة ومعقدة (ولايزال جزء من هذه المخطوطات محفوظاً بحال جيدة) وأمدتهن باهتمامات في مرحلة طفولتهن وبدايات مراهقتهن رافقتهن بعد ذلك في كتاباتهن الأدبية لاحقاً.
أكملت شارلوت تعليمها في رو هيد، مير فيلد من 1831 إلى 1832، وهناك قابلت رفيقات حياتها الين نسي وماري تايلور واللواتي لم ينقطعن عن تبادل الرسائل. وكتبت في هذه الفترة روايتها القزم الأخضر 1833 تحت اسم ليسلي. وعادت شارلوت إلى هذه المدرسة فيما بعد كمدرسة من 1835 إلى 1838. وفي عام 1839، عملت كمربية خاصة لدى عدد من العائلات في يوركشاير، وظلت في هذه المهنة حتى عام 1841. وفي عام 1842 سافرت شارلوت واميلي إلى بروكسل للتسجيل في مدرسة داخلية يديرها قسطنطين هيغر (1809 - 1896) وفي محاولة لتسديد أقساط انتسابهم إلى المدرسة، درست شارلوت اللغة الإنجليزية بينما درست ايملي الموسيقا. واضطرت الأختان إلى ترك المدرسة عام 1842 عندما توفيت خالتهم اليزابيث برانويل، وعادت شارلوت وحدها إلى بروكسل مرة أخرى عام 1843 لتتولى التدريس في المدرسة مرة أخرى. ولكن اقامتها الثانية في المدرسة لم تكن سعيدة على الإطلاق، فشعرت بالوحدة وأصابها الحنين إلى الوطن وتعلقت بعمق بقسطنطين هيغر (أشيع أن شخصية ادوارد رويشستر في روايتها جين آير كانت مستمدة من شخصية هيغر)، فعادت مرة أخرى إلى هاوراث في يناير 1844 واستخدمت الوقت الذي قضته في المدرسة الداخلية كمصدر الهام لروايتيها البروفيسور وفاليت.
وفي مايو 1846، نشرت شارلوت، ايميلي وآن مجموعة مشتركة من القصائد تحت أسماء مستعارة : كيور، إليس وأكت بيل. رغم أنه تم بيع نسختين فقط من الكتاب إلا أن الأخوات استمرين في إنتاجهن الأدبي وبدأن بالكتابة،واستخدمت شارلوت الاسم كيور بيل عندما نشرت أول روايتين لها. وبررت ذلك فيما بعد بالقول :
« أخفينا أسماءنا الأصلية خلف كيور، إليس وأكتن بيل. اخترنا هذه الأسماء الغامضة لرغبتنا في استخدام أسماء ذكورية مسيحية بشكل إيجابي، حيث لم نكن نود أن نعلن أننا نساء، لأنه في ذلك الوقت كان سيتم التعامل مع طريقة كتاباتنا وتفكيرنا على أساس أنها أنثوية. كان لدينا انطباع قوي أن مؤلفاتنا سينظر إليها باستعلاء، حيث لاحظنا كيف يستخدم النقاد في بعض الأحيان أسلوب مهاجمة الشخصية كوسيلة عقاب، وأسلوب الغزل كمكافأة، وهو ليس بالمدح الحقيقي ».
وفعلاً، حكم النقاد على روايتيها بأنها خشنة، وكانت هناك تساؤلات حول هوية كيور وعما إذا كان رجلاً أو امرأة.
كانت النقلة الحاسمة في مسيرتها الادبية هي روايتها جين آير، وبعدها اقنعها ناشر الرواية بزيارة لندن ، حيث كشفت عن هويتها الحقيقية، وبدأت بالتحرك في أكثر من دائرة اجتماعية وسرعان ما كونت صداقات مع هارييت مارتينو، اليزابيث غاسكل، ويليام ميكبيس ثاكري ولويس غ. كان كتابها بمثابة شرارة في مجال حركة تحرير المرأة الأدبية. الشخصية الرئيسية، جاين آير، في رواية جاين آير كانت موازية لشخصية شارلوت نفسها، امرأة قوية. ومع ذلك لم تغادر شارلوت هاوورث أبداً لأكثر من بضعة أسابيع في وقت واحد حيث لم تكن ترغب في ترك والدها الشيخ المسن.
في يونيو 1854، تزوجت شارلوت بآرثر بيل نيكولز، مساعد والدها، وحملت بعدها بوقت قصير. بدأت صحتها بالتدهور سريعاً خلال هذا الوقت، ووفقاً لغاسكل، أول كاتبة لسيرة شارلوت، كانت قد « هاجمتها مشاعر غثيان دائم وتعب متكرر «. توفيت شارلوت، مع ابنها الذي لم يولد بعد، في 31 آذار 1855، في سن الثامنة والثلاثين. وأرجعت شهادة وفاتها السبب إلى مرض السل، ولكن العديد من المؤرخين يرجح أن يكون سبب الوفاة ناتجاً عن الجفاف وسوء التغذية، بسبب الإفراط في القيء الشديد من غثيان الصباح أو التقيوء أثناء الحمل. وهناك أيضاً أدلة تشير إلى أن شارلوت توفيت من التيفوس، والذي كان سبباً في وفاة تابيثا أكرويد، مدبرة منزل عائلة برونتي، والتي كانت وفاتها سابقة لوفاة شارلوت بفترة وجيزة. دفنت شارلوت في المدفن العائلي في كنيسة القديس مايكل في هاوارث، غرب يوركشايربإنجلترا.
بعد وفاتها، تم نشر أولى رواياتها في عام 1857، المخطوط الذي عملت عليه لاحقاً في سنواتها الأخيرة في 1860 (تم انهاؤه من قبل الكتاب المعاصرين مرتين، وكانت أكثر النسخ شهرة (ايما براون، رواية عن المخطوط غير المكتمل لشارلوت برونتي) بقلم كلاير بولين عام 2003.