تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الإرهاب الداعشي في عرسال وتداعيات انتشاره

شؤون سياسية
الاربعاء 6-8-2014
محرز العلي

ما قامت به عصابات تنظيم ما يسمى دولة الإسلام في العراق والشام وجبهة النصرة من إرهاب استهدف لبنان وأجهزته الأمنية حيث استشهد وجرح وأسر العشرات من جنود الجيش اللبناني لم يكن مفاجئا لأي متابع لتطورات الأحداث في المنطقة،

فمنذ بدء الأزمة المفتعلة في سورية والحدود اللبنانية كانت ممرا للمسلحين التكفيريين بمساعدة بعض الأطراف السياسية النافذة، وكانت بلدة عرسال تحديدا مقرا رئيسيا لهؤلاء المسلحين الذين كانوا يرتكبون الجرائم والمجازر بحق المواطنين السوريين، ويحاولون استهداف الجيش العربي السوري ونقل الأسلحة إلى العصابات التكفيرية إلى الداخل السوري دون ان يسمح للجيش اللبناني بضبط الحدود انطلاقا من سياسة ما يسمى النأي بالنفس التي وفرت تغطية ودعما للمسلحين وساهمت بتقويتهم وتنظيم صفوفهم ظنا من بعض القوى السياسية ان ذلك سيسهم في إضعاف سورية وتدميرها فكانت النتيجة الاعتداء على الجيش اللبناني واستنزافه وتمدد الإرهاب الداعشي والقاعدي إلى داخل اللبنان.‏

لقد نبهت سورية من خطورة ان تكون الأراضي اللبنانية مقرا ومنطلقا للمسلحين العابرين إلى سورية ومن تورط جهات لبنانية بتسهيل تهريب السلاح إلى العصابات الإرهابية التكفيرية الظلامية التي ترتكب الجرائم والمجازر بحق البشر والشجر والحجر في سورية، وقد تقدم مندوب سورية في الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري في نهاية عام 2011 بوثيقة إلى مجلس الأمن تثبت تورط لبنان بتهريب الأسلحة والمقاتلين إلى سورية، إلا ان القوى السياسية اللبنانية التي ترتبط ارتباطا وثيقا بآل سعود وبالقوى الاستعمارية المعادية لسورية ولبنان وارتضت ان تكون أدوات في تنفيذ المؤامرة الكونية على سورية، حاولت تضليل الرأي العام الدولي واللبناني والتستر على هؤلاء المجرمين الذين يعيثون فسادا وقتلا في عرسال مستهدفين الجيش اللبناني الذي يشكل القلعة الحصينة لوحدة لبنان ما يعني أمرين اثنين أولهما ان القوى التي وفرت الأجواء السياسية والجغرافيا لإقامة المسلحين على الأراضي اللبنانية مسؤولة بشكل مباشر عما يحدث الآن من إرهاب منظم في عرسال وثانيا ان العصابات الإرهابية تحاول النيل من الجيش اللبناني وبالتالي تعريض لبنان لمخاطر كارثية لها تداعيات على كل الشعب اللبناني وربما على وحدته أرضا وشعبا .‏‏

هذه القوى المتآمرة على ذاتها وعلى الشعب اللبناني وبعد أن استقدمت إليه الإرهاب الداعشي والقاعدي تحاول الآن عبر الفبركات والتصريحات التضليلية التنصل من مسؤوليتها عما يجري في عرسال عبر إلصاق التهم على جهات وطنية تحارب الإرهاب وسبق أن نبهت إلى مخاطره ودعت إلى إغلاق الحدود أمام المجرمين التكفيريين، وفي هذا السياق نذكر من نسي أو حاول التناسي ما أشار إليه وزير الدفاع اللبناني فايز غصن حول وجود القاعدة في عرسال وحينها انبرى رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي يفترض حرصه على مصلحة لبنان وتقديمها على أي مصلحة أخرى ويحافظ على سلامته وامن شعبه ليهاجم الوزير غصن ويشن حملة إعلامية عليه، كما شارك وزير الداخلية آنذاك ورئيس بلدية عرسال علي الحجيري بهذه الحملة وذلك خدمة لأسيادهم الذين يخططون لبث الفوضى والإرهاب في المنطقة ما يؤكد ان قوى لبنانية متورطة في سفك الدم السوري عبر جعل بعض المناطق اللبنانية ولا سيما عرسال مكانا آمنا للجماعات الإرهابية وهذا يعني تورطها بسفك الدم اللبناني أيضا.‏‏

لقد أكدت سورية رغم الظروف الصعبة التي تمر بها أنها تساند الجيش اللبناني في تصديه للإرهاب وهي مستعدة لتقديم ما يلزم من أجل القضاء على الإرهابيين واجتثاثهم من ارض لبنان، وفي ذلك حرص من سورية التي كانت دائما تقف إلى جانب لبنان الشقيق في الشدائد والمحن على الحفاظ على الأمن والاستقرار ووحدة لبنان أرضا وشعبا وإفشال المخططات التي تحاول تقسيمه عبر إشعال الحرب الأهلية وانطلاقا من القناعة التامة بأن امن لبنان من امن سورية وامن سورية من امن لبنان وما يجري في سورية من إرهاب وانتقاله إلى لبنان يؤكد ان الإرهاب ليس له دين وهو عابر للحدود ولا بد من تعاون جميع الدول لمكافحته وإنقاذ شعوب المنطقة من شروره وهذا بالضرورة يستدعي المزيد من التعاون والتنسيق الأمني بين الجيش السوري والجيش اللبناني لمحاربة التكفيريين في عرسال وفي سورية على حد سواء .‏‏

الأعداد الكبيرة من المسلحين التي هاجمت مراكز الجيش اللبناني ومعظمها من جنسيات غير لبنانية وارتكبت الجرائم بحق الجنود اللبنانيين تنذر بمخاطر انتقال الإرهاب إلى أماكن لبنانية أخرى تحوي خلايا إرهابية نائمة وهذا يستدعي من جميع القوى اللبنانية وضع امن واستقرار لبنان في مقدمة الأولويات والالتفاف حول الجيش اللبناني الذي يشكل ضمانة لحماية لبنان والدفاع عن وحدته أرضا وشعبا ومساندته ودعمه في اجتثاث هؤلاء المجرمين لا سيما الغرباء والمأجورين وفي ذلك بداية الانتصار على من يتربص شرا بلبنان mohrzali@gmail.com‏‏

".‏‏

mohrzali@gmail.com‏‏

‏">واللبنانيين‏

mohrzali@gmail.com‏‏

".‏‏

mohrzali@gmail.com‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية