ربما يكون بيتهوفن اكثر المبدعين في المجال الموسيقي إثارة وجاذبية في شخصيته وفي أسراره وفي قدرته على الإبداع وهو الأصم.
من سيرة بيتهوفن ومن ساعات صراعه مع الموت ننقل آخر ما قاله مع الإشارة إلى أحد أهم عوامل إبداعه, في البداية لا بد من الإشارة إلى أن بيتهوفن ولد سنة 1770 كان أبوه مغنيا في كولونيا بألمانيا, نبغ في الموسيقا وهو صبي وعين بعد ذلك مديرا لجوقة الأوبرا.
زار فيينا سنة 1787 فتلقى من موتسارت بعض الدروس وعاد إلى المانيا وبعدها إلى فيينا حيث قضى سائر حياته ومات سنة 1827 بعد أن قضى اكثر من 20 عاما وهو أصم ومع ذلك لم يكف عن تأليف القطع الموسيقية التي كان خياله يقوم فيها مقام أذنه.
ويقال إن بيتهوفن احب الكونتسة تريزا برونزويك وكان حبا عذرياً استوحى منه الخيال الموسيقي والف بهذا الوحي اجمل الألحان وارخم الأنغام ومع ذلك عاش بيتهوفن معذبا لان الحب الذي سمت إليه نفسه كان مستحيلا وحين كان ينازع الموت قرأ عليه الكاهن الصلاة فقال بيتهوفن لمن حوله: (اهتفوا وصفقوا فإننا انتهينا من تمثيل المهزلة) ثم هز قبضة يده وكأنه يتحدى القدر وينكر هزيمته وهو على فراش الموت, ووصفه أحد اصدقائه فقال: كان جسمه يعاني الانحلال ومنظره كان يفتت الأكباد وتشوه وجهه وغطى عينيه ستار زجاجي ولم يكن جانبه إلا خادمته التي انكبت عليه تشهق وتبكي.