فعيد رمضان الذي استقبل بكثير من البذخ والترف حسب ما شهدته الأسواق على مختلف أنواعها وما تحدث به الناس بمختلف مستوياتهم وشرائحهم أفرغ جيوب أصحاب الدخل المحدود واستكملوا بقية شهرهم بالتقشف والتقتير, في حين نلحظ أن عمليات الشراء ومظاهر الترف التي استقبل بها عيد الأضحى المبارك كانت أقل حماساً وكأنها مقتصرة على عائلات معينة وكان هذا لافتاً للانتباه من خلال حركة الناس في الأسواق وكلام الباعة وأحاديث الأمهات فمن اشترت في العيد الماضي بعض الملابس لأولادها لن تشتري هذا العيد ومن تقول إن الشهر في أوله ولا داعي لصرف الراتب في أمور يمكن الاستغناء عنها و..و..الخ.
ومهما كانت الأسباب فإننا نقول لهؤلاء لا داع لأن تطغى هذه النظرة التشاؤمية على أفكارهم لأن عظمة المناسبة ليست بكمية الأشياء التي نشتريها وليست بحثاً عن الترفيه المادي والتخلي عن المعاني الجميلة التي وجد العيد لإحيائها في نفوس الناس.
وبالطبع ليس ذلك دعوة للتخلي عن فرحة العيد وشراء اللعب والهدايا لأطفالنا وإنما هي دعوة للتخلي عن بعض العبارات المحبطة التي نسمعها هنا وهناك ونرددها أمام أطفالنا (العيد ليس للفقراء, الأغنياء يتمتعون بالعيد ويسافرون ويشترون الكثير من الطعام والملابس وغيرها..).
كل ما نخشاه أن يفقد هذا العيد مضمونه المعنوي وأن تتلاشى روح الرحمة والمحبة بيننا حتى أننا لا نرى الأشياء الجميلة التي نمتلكها, فوجود الصحة عيد وسلامة الأولاد عيد, وأمن الوطن عيد كل عيد وأنتم بسلام وخير.