إذا ما أحيل ملفها النووي إلى مجلس الامن تمهيداً لفرض عقوبات عليها, هذا ما أعلنه أمس وزير الخارجية الايراني منو جهر متكي رداً على التهديدات الامريكية الأوروبية بالاحالة إلى مجلس الامن..مضيفاً أن طهران ستكون مضطرة لإنهاء جميع الاجراءات الطوعية أيضاً والتي اتخذتها بما في ذلك عمليات التفتيش المفاجئ لمراكز الابحاث في حالة الاحالة.
وهذه ليست المرة الاولى التي تتمسك بها ايران في حقها بتخصيب اليورانيوم لاغراض انتاج الطاقة السلمية..لكن ومع تصاعد التهديدات الامريكية الأوروبية ترد بالمقابل بالتهديد بوقف تعاونها النووي مع الامم المتحدة وبانتظار أن تعود الترويكا الأوروبية ( فرنسا - ألمانيا - بريطانيا) للاجتماع بعد غدٍ الاثنين في لندن اضافة إلى الولايات المتحدة وروسيا والصين تحضيراً لاجتماع مقبل لمجلس حكام الطاقة الذرية هذا الاجتماع الذي انبثق بعد اجتماع برلين للترويكا الأوروبية فإن الرئيس الايراني أحمدي نجاد جدد أمس تأكيده أن بلاده لن تتنازل قيد انملة في المسألة النووية لا سيما على صعيد دورة الوقود النووي, رغم التهديدات باحالة ملفها الى مجلس الامن الدولي.
وقال الرئيس الايراني الذي اوردت تصريحه وكالة الانباء الطالبية (ايسنا) (يطلبون منا التخلي عن الطاقة النووية ويعدوننا بتزويدنا بالوقود النووي (..) لكنهم لا يعطوننا حتى ادوية حيوية).
وتساءل (كيف لنا ان نثق بهم وعدم انتاج الوقود النووي).
واضاف (بحكمة وحزم ستقاوم الحكومة وتدافع عن حق الشعب الايراني).
وبالعودة إلى ردود فعل ومواقف الدول المعنية بالقضية النووية الايرانية..فإن واشنطن رغم تهديداتها بالاحالة إلى مجلس الامن إلا أنها تستبعد الخيار العسكري ضد ايران حالياً هذا ما قالته وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس, ونقلت رويترز عن رايس قولها الليلة قبل الماضية لشبكة تلفزيون سي بي اس الاميركية اننا ماضون في مسار دبلوماسي وليس مخططا في هذه المرحلة الانتقال من ذلك المسار الدبلوماسي لكنها اضافت ان الرئيس الاميركي لا يستبعد أبدا أياً من خياراته, لكنه وخلال اجتماعه مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل امس قال انه يريد تسوية الازمة بشأن الملف النووي الايراني بالطرق الدبلوماسية.
ونقلت رويترز عن بوش قوله للصحفيين عقب اجتماعه مع ميركل كان لدينا مواضيع هامة للنقاش وفي مقدمتها الملف النووي الايراني والرغبة بحل هذه الازمة بالوسائل الدبلوماسية.
واضاف بوش انه لن يستبق ما يجب ان يفعله مجلس الامن الدولي بخصوص ايران.
برلين أكدت أن الحديث عن عقوبات على ايران سابق لاوانه بينما تفضل باريس التعامل مع الملف الايراني خطوة خطوة وأن الاولوية الآن لعقد اجتماع للطاقة الذرية للبت بإحتمال الاحالة إلى مجلس الامن.
وانضمت واشنطن الى الانتقادات الاوروبية منددة ب (التصعيد المتعمد) الذي قررته طهران بشان ملفها النووي كذلك فعلت اليابان.
ولئن هدد الايرانيون بوقف تعاونهم, الا انهم ابقوا الباب مشرعا امام المفاوضات ولكن بشروطهم التي لن يكون سهلا على الغربيين ان يأخذوا بها.
وقال الامين العام للامم المتحدة كوفي انان ان المسؤول الايراني المكلف بالملف النووي علي لاريجاني ابلغه هاتفيا ان ايران (لا تزال مهتمة بمفاوضات جدية وبناءة ولكن في اطار برنامج زمني).
ونقل عن لاريجاني تذكيره بانه في المرة الاخيرة التي فاوضت فيها طهران (استمر الامر عامين ونصف العام من دون نتيجة).
ونصح وزير الخارجية الايراني الاوروبيين (بالتحلي بضبط النفس والصبر والحكمة).
وقال )ننصح الاوروبيين بفصل مسالة الابحاث عن انتاج الوقود النووي وعدم تضخيم الدعاية بشان انشطة الابحاث النووية التي كانت علقت بصورة غير عادلة).
واضاف (اذا ارادوا الحديث عن انتاج الوقود النووي, فاننا على استعداد لمواصلة مفاوضاتنا مع الترويكا الاوروبية (...) وفي حال وقف (المفاوضات من جانب الاوروبيين) فان ايران ستتحرك من طرف واحد للاتصال بالوكالة الدولية للطاقة الذرية لضمان حقها الشرعي والطبيعي).
واكدت طهران ان تخصيب اليورانيوم صناعيا لا يزال معلقا, لكنها لم تخف رغبتها في استئنافه في المستقبل القريب.
وفي موسكو دعت روسيا ايران مجددا امس الى العودة عن قرارها باستئناف الابحاث حول تخصيب اليورانيوم وقالت انها تدرس احتمال الإحالة الى مجلس الامن.
وقال بيان عن الخارجية الروسية ان موسكو تدرس باهتمام المقترحات المقدمة لتحديد ما يجب ان تفعله الطاقة الذرية بما فيها احتمال ابلاغ مجلس الامن بالملف الايراني. وكان وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا والمانيا دعوا امس الى تحرك مجلس الامن الدولي ضد ايران بسبب برنامجها النووي واقروا بأن المفاوضات التي اجروها على مدى اكثر من عامين مع ايران وصلت الى طريق مسدود.
وفي بكين يرى محللون أن الصين قد تعارض فرض عقوبات ضد ايران في حال تم احالة ملفها النووي الى مجلس الامن لكن في الوقت نفسه لن تستخدم حق النقض الفيتو الذي تملكه بصفتها عضوا دائما في المجلس.
ونقلت رويترز عن تيلور فرافيل المتخصص في شؤون السياسة الخارجية الصينية بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا قوله انه اذا نظرنا الى بعض الامثلة المشابهة فان الصين لا تحبذ أن تكون القوة المعارضة الوحيدة في مجلس الامن.
وأضاف ان الصين اذا أرادت اتخاذ موقف قائم على مبدأ دون عرقلة أي جهود للامم المتحدة فقد تمتنع عن التصويت على أي قرار لمجلس الامن بدلا من نقضه.