وهذا يعني أن النظام التركي لا يزال يركب رأسه بالإصرار على التنصل من أي تفاهم أو اتفاق مع الجانب الروسي بخصوص الأوضاع في إدلب، رغم إدراك السفاح العثماني بأن رأسه سرعان ما يرتطم بالجدار في كل مرحلة يتهرب فيها من تنفيذ التزاماته ووعوده.
النظام التركي يمهد اليوم لمواصلة عدوانه على الأراضي السورية، على الرغم من أن المحادثات العسكرية المتممة للاتفاق الأخير في موسكو بدأت للتو عبر اتصال هاتفي بين وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ونظيره التركي، والتصريحات المتوالية التي يطلقها أردوغان ومسؤولو حكومته بأن نظامه سيرد على أي خرق للاتفاق كافية للإشارة إلى أنه يحضّر لعدوان جديد تحت مزاعم كاذبة، متجاهلاً في الوقت نفسه حقيقة التزام الجيش العربي السوري بمخرجات الاتفاق، خلافاً للخروقات المستمرة من إرهابيي أردوغان التي وصلت إلى أكثر من 33 خرقاً خلال يومين فقط منذ دخول اتفاق وقف الأعمال القتالية حيّز التنفيذ صباح الجمعة الماضية.
أركان منظومة العدوان يسعون اليوم للتسريع بعملية تخريب الاتفاق، عبر زيادة جرعات التحريض للدمية العثمانية، فحلف «الناتو» سارع وعلى لسان أمينه العام ينس ستولتنبيرغ لطمأنة المجرم أردوغان بوقوف الحلف إلى جانبه بحال قرر مواصلة عدوانه على الأراضي السورية، ووضع أمام ناظريه جزرة «الباتريوت» التي سبق وطلبها من أميركا، ولم ينتظر المنسق الأميركي للعدوان جيمس جيفري طويلاً حتى يطير إلى مقر الحلف الأطلسي في بروكسل للبحث في آليات دعم جديدة للوكيل العثماني كي يستكمل دوره الوظيفي في الانخراط المباشر في الحرب الإرهابية على سورية، وخاصة أن الأميركي بات يحسب كثيراً لموعد إنجاز الجيش العربي السوري تحرير إدلب بالكامل، قبل توجهه إلى المناطق الشرقية، حيث توجد قواعد المحتل الأميركي، الأمر الذي يدفع المشغل الأميركي لمواصلة الاستثمار في نزعة أطماع أردوغان التوسعية، وشهيته المفتوحة نحو الانغماس أكثر في دعم الإرهاب.
الجيش العربي السوري ثبت انتصاراته في هذه المرحلة رغماً عن أنف أردوغان الذي انصاع لحقائق الميدان، وكل القوات التي يحشدها عبر استغلال «وقف الأعمال القتالية» لن تسعفه في محاولاته لتكريس بؤرة دائمة للإرهاب في إدلب، كما أن عويل الغرب وتباكيه على الوضع الإنساني لغايات استعمارية باتت معروفة لم يعد ينطلي على أحد، وكل أساليب رعاة الإرهاب باتت مستهلكة، ولن تثني الجيش العربي السوري عن مواصلة حربه المفتوحة ضد الإرهابيين التكفيريين حتى اجتثاثهم أينما وجدوا على الأرض السورية.