أم أنه عاد للمراوغة، بحيث جعل من الاتفاق الجديد مجرد فرصة تمكنه ومرتزقته على الأرض من كسب المزيد من الوقت، واستقطاب ما أمكن من إرهابيين جدد واستبدالهم بمن نفق أو انتهت صلاحيته؟.
الجيش العربي السوري التزم بالاتفاق في منطقة خفض التصعيد، ولكن على الناصية المقابلة خرق تنظيم (جبهة النصرة) الإرهابي مدعوماً من الاحتلال التركي الاتفاق عشرات المرات حتى الآن، واعتدى بقذائف صاروخية على نقاط للجيش بريفي إدلب الجنوبي وحلب الغربي، أما النظام التركي فقد واصل بدوره إدخال أرتاله الاحتلالية إلى المناطق التي يشملها الاتفاق، الأمر الذي يؤكد أن أردوغان وكعادته التي يعرفها الجميع نكث عهوده ولم يلتزم ولو بحرف واحد من نص الاتفاق الذي وقع عليه مؤخراً.
أردوغان لم يمتثل للاتفاق لأنه، لا يريد لسورية أن تتعافى من أوبئته الإرهابية، لا يريد لداعش أن يتبدد ويندحر، ويستميت لحماية إرهابيي النصرة، فهم أدواته ومنفذو أجنداته، كما أنه لا يريد للمهجرين السوريين أن يعودوا إلى ديارهم، فهم أوراقه التي يقامر بها لابتزاز أوروبا، لذلك نراه يمضي في غيه أكثر، ويعلن على الطاولة ما ينفذ عكسه من تحتها، وكأن اتفاقات السياسة من وجهة نظره تمحوها أطماعه التوسعية في الميدان.
ليست المرة الأولى التي ينكث فيها اللص أردوغان بالتزاماته، وقد استنفذ كل الفرص، وسقط في جميع الامتحانات، بل ونستطيع الجزم بأنه وضع نصب عينيه هدفين لا ثالث لهما، وهما مواصلة عدوانه الغاشم على الأراضي السورية أولاً، والاستمرار بدعم الإرهابيين ثانياً، الأمر الذي سيدفع ثمنه حتماً.
سورية التزمت قولاً وفعلاً بالاتفاق، ولن تتوقف عن محاربة الإرهاب حتى تحرير كل أراضيها، فالقرار اٌتخذ: لا للإرهاب على أراضينا، ولا وجود لمحتل تركي أو أميركي أو غيره، والمسألة مسألة وقت ليس إلا.