ولاسيما تشاد التي يعتبر أمنها امتداداً لأمن السودان,حيث التداخل القبلي والارتباط العنصري للمواطنين على حدود البلدين ,ولذلك فإن توتر العلاقات السودانية- التشادية من وقت لآخر يلقي بظلال سلبية على المشهد الأمني والسياسي في اقليم دارفور.
وعلى ا لرغم من اتفاق داكار الموقع بين السودان وتشاد لإنهاء الأزمة بينهما بغية الإسراع في حل مشكلة دارفور,فإن التوجسات القائمة تراوح في مكانها,في وقت لازالت فيه الخرطوم ونجمينا تتبادلان الاتهامات رغم توقف التحركات على الحدود بعد انتشار قوات (اليوفور) الأوروبية داخل تشاد.ويرى بعض المراقبين أن لغة الدبلوماسية ربما فرضتها أحياناً ضرورات التعامل مع المجتمع الدولي,وإن ظلت مواقف الطرفين على أرض الواقع تبتعد عن بعضها,وبينما ترى تشاد أن الخرطوم لم تتوقف لحظة عن احتضان المعارضين المناوئين لها ,ومن جانبها تتابع الخرطوم بقلق نشاطات حركة العدل والمساواة التي تتحدث عن الحوار والمساواة وتستعد للهجوم من داخل الحدود التشادية بآليات وامكانيات على المدن الحدودية.ومع ذلك فإن التوترات على الحدود مهما ارتفعت حدتها فإن إفرازاتها واحدة,لكن أسوأ الاحتمالات زيادة المعاناة لدارفور في غياب حلول واضحة..وعلى صعيد آخر يرى خبراء واستراتيجيون في الشأن الافريقي أن تشاد ربما لاتريد سلاماً مع السودان,ولاتريد لحرب دارفور أن تتوقف خشية أن تنتقل الحرب إلى تشاد ولاسيما في ظل وجود القبائل المشتركة بين البلدين والتي تدخل في التأثير المباشر للصراع الدائر.
وعبرالمد والجزر بين الجارتين (السودان وتشاد) أصبح من قبيل الروتين الدبلوماسي أن يتم الاعلان رسمياً من قبل السودان وتشاد,عن طي صفحة قديمة من التوترات الحدودية والخلافات وفتح صفحة جديدة سرعان ماتسودها الاتهامات المتبادلة.
وتبدو تشاد دائماً في وضع المعتدى عليه,حيث يتجاهل المجتمع الدولي,النزاعات الداخلية المسلحة وغير المسلحة السياسية والاثنية الناشطة في تشاد ليجعل من أزمة دارفور-التي تحتكر حتى الآن صدارة الاهتمام العالمي,وفق الترتيبات الأمريكية -الذريعة التي تعلق عليها لامشكلات تشاد الداخلية وحسب وإنما مشكلات افريقيا الوسطى المجاورة للبلدين أيضاً.
كذلك فإن تشاد تبدو أكثر تناغماً مع السياسات الأمريكية تجاه السودان فيما يتصل بالتعاون مع قضية دارفور,منذ أن تخلت تشاد عن الوساطة بين الحكومة ومسلحي دارفور,فقد أيدت بثبات نشر قوات دولية في دارفور ,التي سبق أن عارض السودان نشرها,كذلك تجاوبت مع الدعوة لنشر قوات دولية على امتداد الحدود المشتركة بين السودان وأفريقيا الوسطى وتشاد لمراقبة الحدود مع السودان واتخذت تشاد من الخلاف التقليدي بينها وبين السودان ذريعة لتبني الدعوة الأمريكية لمنع السودان من تولي رئاسة الاتحاد الافريقي مرتين متتاليتين.هذا البعد الخارجي في الخلاف بين تشاد والسودان ,ربما كان الأصل في حالة التوتر القائمة بين البلدين والتي ينتج عنها احباط كل الجهود التي بذلت لوضع الاتفاقات السابقة بين البلدين مروراً باتفاق طرابلس, وانتهاء باتفاق داكار ,ولاسيما أن أمريكا تصطادفي هذه المياه العكرة ,وتزيد النار اشتعالاً.
إن تداعيات الأحداث والخلاف بين السودان وتشاد إذا لم تحل بصورة سلمية,فإنها تطال دول الجوار الافريقي كما أشرنا وهذا يفاقم بدوره -أزمة دارفور ,لذا فإن المتحدثين في منتدى مركز الراصد للدراسات بعنوان »مؤتمر القمة الاسلامي في داكار«- دلالات ونتائج الاتفاق السوداني التشادي, أكدوا عدة نقاط في هذا الصدد أبرزها:عودة الصفاء بصورة نهائية بين البلدين لحل قضية دارفور وحل المعارضة السودانية والتشادية التي تشعل الفتنة على الحدود.وتغير النظرة ا لاستراتيجية لكلا البلدين فيما يتعلق بآفاق العيش المشترك والاحترام المتبادل.
إضافة إلى أن يكون الاتفاق المبرم بين الطرفين-هذه المرة-ملزماً للجميع,ليضع بذلك الحل الجذري للمشكلة السودانية التشادية.