أحمد حيدر الذي قدم للمكتبة العربية أكثر من كتاب يعنى بالشأن الفكري ذي الهم القومي والانساني.
الكتاب الجديد يقسم الى ثلاث مقالات هي: الاشتراكية في عصرنا- الخروج من الاستلاب الديني- الاشتراكية الأخلاقية والعصر.
أما الاستلاب كما يعرفه الباحث فهو : الذي يعني ضياع الوعي والضلال المعرفي والاسقاط الخاطىء على موضوع لا يملك الجدارة ولا يتناسب مع إسقاطنا.
فالاستلاب يدخل فيه عنصر التخيل والوهم وهذا ما يضللنا فلا نرى الطبائع الاصلية للأشياء , وعالم الاستلاب هو عالم شحيح , ضنين, يفتقر الى النظرة الانسانية فهو يسلب العالم قيمته ويحمله على تبخيس ذاته.
بعبارة أخرى : العالم الذي يضع مناخ الاستلاب هو عالم ذو مناخ عدمي يفتقر الى الشعور الانساني والسخاء النفسي والانفتاح على الآخر , يفتقر الى القيم وخصوصاً قيمة العدالة , وكل هذا يصنعه المناخ السياسي - الاجتماعي السائد على المستوى العالمي أو المحلي.
إن المناخ العالمي , هو مناخ بربري لا إنساني صنعته العولمة التي تزعم أنها نتيجة طبيعية للتقدم العلمي, للتقنية الحديثة التي وصلت الى درجة الاشباع, فهي اليوم مثل جني ألف ليلة وليلة تلبي لصاحبها عمل رغباته وهكذا وصلت مركزية الذات الغربية مع العولمة الى اقصى طموحها: الهيمنة على العالم وتملكه واحتواء الارض كلها , وهي من أجل ذلك طورت التقنية حتى وصلت الى مرحلتها السحرية, والعولمة هو امتداد الرغبة ورغبة الذات الغربية التي تعتبر نفسها مركز العالم ومحوره وشعوب العالم هي شعوب الهامش.