تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حيطان المدينة تتحول إلى دفاتر للذكريات.. الإعلانات المشوهة.. لاحسيب عليها ولارقيب!?

ظواهر اجتماعية
الأحد 23 تشرين الثاني 2008 م
تحقيق فاتن دعبول- و تغريد الجباوي

هل ترغب عزيزي القارىء برحلة ترفيهية, مجانية في ربوع دمشق? وهل لديك الفضول للغوص في أعماق بعض ساكنيها والاطلاع على سجلاتهم مكتوبة بالخط العريض على الجدران...‏

فلتتزود إذاً بكاميرا صغيرة, لتلتقط أحاديثهم, وما يعتلج في نفوسهم, عبر الكلمة والصورة الناطقة.‏‏

ولابأس من علبة بخاخ أو قلم عريض, لأنك ربما تتفتق جروحاتك وتحتاج للتعبير عنها في أحد زوايا هذه الجدران.. إذاً لنشد الرحال..‏‏

إنها دمشق, ولكن بلون آخر... والسؤال الذي يفرض وجوده هنا... لماذا تتحول جدران الأزقة والحواري إلى دفاتر للذكريات? فتراهم تارة يرشقون غرامياتهم على الحيطان, وتارة أخرى يلعنون الفقر وأباه على الحيطان أيضاً, وإذا ما أرادوا شتم أساتذتهم, فالجدار ملاذهم الوحيد. وعندما يغضبون من مديريهم فعلى الجدار ينعتونه, ويصبون جام غضبهم, وينددون بأشياء كثيرة, كل ذلك على الحيطان. وإذا ماضاقت بهم جدران وحيطان المدينة لجؤوا إلى جدران دورات المياه حيث لاعين ترى, ولا أذن تسمع.‏‏

ونحن في جولتنا عندما شاهدنا العجب فيما دونه الناس على الحيطان من كلمات وغراميات, قصدوا تخليدها, ولاسيما مادوِّن منها في أماكن مرتفعة يصعب الوصول إليها بسهولة... ولاندري كيف تم تدوينها لاشك أنهم من عمال الرافعات..‏‏

قلنا: ربما عندما نقع في الحب سنضع أسماءنا وأسماء من نحب على الحيطان, لتدوم الذكرى أو ربما الذكريات هي جزء من تراثنا..! أو إننا شعب يحب الوقوف على الأطلال... أو لأن الحائط هو المكان الأنسب للذكريات..‏‏

فالكتابة على الورق ربما تزول, أما الكتابة على الجدار فعمرها أطول لكن ثمة دوافع وغايات تتحكم بهؤلاء وتدفعهم لسلوكيات قد تخالف ماتعارف عليه البشر والمجتمع, سنقف عليها في تحقيقنا التالي...‏‏

التعبير عن ضغط‏‏

تقول منى عللوه طالبة في كلية الآداب: إن التعبير عن المشاعر والمكنونات يتم في دورات المياه حيث لاتوجد لديهم أدوات للتعبير الاجتماعي أو العاطفي, فالطلبة يخرجون كبتهم وضغوطاتهم النفسية والاجتماعية على شكل كتابات على جدران الحمامات.‏‏

يشتمون الأساتذة على الحيطان‏‏

وتؤكد علا هاشم أن هذه الظاهرة سلبية, وهي مستمرة وقد لاحظت أن هناك من يشتم أحد الأساتذة على الجدران بعد موقف حصل خلال المحاضرة, وهذه الطالبة لم تستطع مواجهة مدرس المادة, فعبرت عما في داخلها على جدران الحمام..‏‏

نزوات وأفكار ورغبات‏‏

ويعتبر فؤاد محمد أن ظاهرة الكتابة على الحيطان تمثل في نظر البعض مجالاً للحرية, حيث يستطيعون وفي هذا المكان أن يعبروا عما في داخلهم من نزوات وأفكار ورغبات وحاجات, ومنشأ هذه الظاهرة على حد قوله هي العادات والتقاليد السيئة, ومصاحبة الأشرار..‏‏

وثمة عوامل أخرى في البيت والمدرسة تدفع الإنسان في هذا الاتجاه لذا يتوجب تحذير هؤلاء وإيقافهم عن ممارسة هذا العمل.‏‏

بعض الكتابات صحيحة .. وبعضها غير صحيح‏‏

ولايجد مدرس الرياضيات لؤي أحمد أن من الإنصاف تقييم ظاهرة الكتابة على الجدران بمنظور واحد, فبعض الكتابات صحيحة وبعضها غير صحيح, فهناك من له أسبابه التي تبرر له ذلك فعلاً.. كأن يكتب أحدهم (لاترمي الأوساخ هنا), أو (لاتبول هنا).‏‏

ويضيف: مادام الناس اعتادوا رمي الأوساخ أمام بيته, فهو بحاجة لأن يكتب إعلاناً, ولايقف مكتوف اليدين ولكننا نقف جميعاً ولايختلف على ذلك اثنان, في أن العبث الذي يقوم به البعض بهدف التخريب أو التشويه أو التشهير بالآخرين أو غير ذلك, من الأسباب الشخصية البحتة هو عمل مرفوض إذ فيه الاعتداء على الأشخاص والممتلكات, ما يوقع الإنسان في المحظورات الشرعية والقانونية.‏‏

وتعتبر هذه الظاهرة سيئة يجب محاربتها والقضاء عليها بوسائل عدة تتمثل في التنشئة السليمة والتوجيه التربوي في البيت والمدرسة, والعقاب الملائم إن لزم الأمر.‏‏

الصحافة والإذاعة والتلفزيون .. جميعها مسؤولة‏‏

تقول د. سميرة شيخاني الأستاذة في كلية الإعلام, إن هذه الظاهرة مسيئة للبلد, وبالوقاية يمكن القضاء عليها, ويجب أن توجد برامج توعية تحاكي المواطن حسب اهتماماته واحتياجاته, عن طريق الصحافة والإذاعة والتلفزيون..‏‏

أما العقوبة فيمكن اتخاذها كخطوة أخيرة, لأن الكتابة على الجدران هي تعبير عن لاوعي , ولاثقافة, والسبب هو أسلوب التربية والتنشئة الاجتماعية التي يجب التركيز عليها في المؤسسات التعليمية, أما بالنسبة للإعلام الحواري فله ظروفه, وأنا مع مبدأ الوقاية والإشراف على أي شيء مهما كان بسيطاً.‏‏

التعبير عن حرمان‏‏

وتحث السيدة نوال علي وهي أم لأربعة أولاد على محاربة هذه الظاهرة والقضاء عليها بوسائل عدة تتمثل في التنشئة السليمة والتوجيه التربوي في البيت والمدرسة, والعقاب إن استدعى الأمر ذلك..‏‏

وتعيد هذه الظاهرة, إلى حرمان الشخص من التعبير بوسائل إعلامية أخرى, فيجد ملاذه في الكتابة على الجدران..‏‏

الأطفال يكتبون على السبورة (كلمات بذيئة)‏‏

والمعلمة فاتن الوالي تقول: أدخل أحياناً إلى الصف فأجد على السبورة كتابات ساخرة, أو رسوماً غير لائقة. أو كلمات بذيئة, ولاأستطيع معرفة من هو الطالب, لأنه غالباً لايكون من طلاب الصف فأنا أعرف خطوطهم جميعاً.‏‏

مبارك الدهان‏‏

ويتحدث أبو وائل (مدرس لغة عربية) أن صديقه يسكن أمام مدرسة ثانوية, وأنه أعاد دهان الجدران الخارجية لمنزله عدة مرات, إلى أن فقد الأمل وأعلن استسلامه تجاه هذه الظاهرة, بعد أن كتب له أحد الشبان (مبارك الدهان) ليدرك أن لامفر له من الكتابة على جداره..‏‏

ويتابع قائلاً: إن المشكلة أكبر من ذلك, وهو يستاء جداً عندما يرى الأخطاء النحوية فيما يكتب على الجدران وأنه لولا الحياء ومخافة أن يقال إنه هو من يكتب على الجدران, لحمل بخاخ طلاء أحمر وباشر بتصحيح الأخطاء النحوية والإملائية.‏‏

الإنترنت .. لم يحد من الظاهرة‏‏

إن أغلب الذين يمارسون الكتابة هم صغار السن, من المرحلتين المتوسطة والثانوية, وتعيد الباحثة الاجتماعية نهلة الحراكي هذه الظاهرة إلى غياب آلية الحوار, فهم يعيشون مرحلة انتقالية بين الطفولة والرجولة, وهم في أذهانهم يعتقدون أنهم بلغوا مرحلة الرجولة, بينما لايزال المجتمع والأهل يرون فيهم أطفالاً, ما يدفعهم إلى تسجيل مواقفهم على جدران المنازل بحيث تكون مثل الإعلانات يراها من يمر في الشارع, الأمر الذي يحقق لهم شعوراً بالرضا النفسي عن حالة التعبير.‏‏

لكن ذلك يعبر عن أزمة نفسية, لكون الشخص الذي يكتب على الجدران يكتب باسم مستعار, وهذا يرسخ حالة سلبية تعكس الكتمان والمخادعة في عرض الآراء والسير في ركب المجتمع.‏‏

وتضيف: إن المنتديات حدت من الكتابة على الجدران للتعبير عن الآراء, لكنها أبقت على المشكلة ذاتها, فالكتابة تتم في الغالب بأسماء مستعارة وخصوصاً في القضايا الخلافية, أو التي يعتبر اعتناقها من وجهة نظر المجتمع مرفوضاً.‏‏

الغاية إيصال رسائل ممنوع إيصالها في القنوات الأخرى‏‏

الحيطان.. دفاتر المجانين, هذا يعني أنها وسيلة إعلان تصل إلى الناس بما أن هناك مارة وجمهوراً.‏‏

يقول الدكتور عربي مصري الأستاذ في كلية الإعلام الاختصاصي في التحرير الإعلامي: غالباً ما استخدمت عبر التاريخ البشري رسائل ممنوع إيصالها في القنوات الأخرى, لكن المشكلة الأساسية, أن يعطي كل شخص لنفسه حق ممارسة هذا النشاط لأن ذلك سيؤدي في النهاية للإخلال بالمرافق العامة.‏‏

والأمر نفسه بالنسبة لجدران قاعات الامتحان وكان الطلاب يتجاهلون أن الجدار هو ملكية سواء خاصة أو عامة, وبالتالي الكتابة عليه يجب أن تكون باستئذان, والاستئذان أصبح على شكل إعلانات طرقية, سواء على الجدار أو ملصقة عليه.. والملصق من الأدوات الألوان الإعلامية الإشهارية البارزة عبر التاريخ الإعلامي ولها تأثير أقوى, لأنه رسالة تصل حتى مرحلة التواصل الشخصي, وهو التطور الطبيعي للكتابة على الجدران.. لكن يجب أن يخضع لضوابط محددة..‏‏

والإعلانات الجدارية خارج الضوابط غالباً ما تلجأ إليها المؤسسات الضعيفة اقتصادياً, والتي ليس لها امكانات التعاقد الإعلاني الكبير..‏‏

مكان آمن.. دون رقيب‏‏

ويعزو د.عربي مصري الكتابة على جدران دورات المياه إلى حاجة للتنفيس في مكان مغلق لمن لا يستطيع التنفيس خارجاً, وهو أسهل مكان لأن تكتب دون رقابة, حيث يخلو الجو للكتابة كما تشاء.. وليس بالضرورة أن تكون أفكاراً سياسية, فربما تكون اقتصادية أو اجتماعية أو عاطفية, وبالتالي هو أضمن مكان للتعبير دون أن تراقب أو تكشف وبالتالي هي ظاهرة في العالم أجمع.‏‏

تراكمات .. خاطئة‏‏

لا شك أن خلف كل سلوك نقوم به دوافع وأسباب, بعضها إرادي وآخر سلوك نقوم به عن غير قصد, بفعل عادات متوارثة أو ثقافة تولدت نتيجة تراكم عبر السنين.‏‏

يقول د.عمار برازي, اختصاص طب نفسي, إن ظاهرة الكتابة على مقاعد السرافيس, أو الجدران أو حتى بالحمامات إما تعبر عن حالة معينة, كالاعتراض على شيء لا أستطيع التعبير عنه أو الكبت, أو مشاعر مراهق غير متوازنة..‏‏

ففي داخل كل إنسان شيء من العدوانية يريد تفريغها إما بالرسم وإما بالرياضة, أو يختار الطريقة الأكثر يسراً..‏‏

والعامل الاقتصادي الحرج الذي يعيشه أكثر الناس هو واحد من الأسباب للتفريغ العشوائي خارج المنزل.‏‏

وقد يدفع القلق الذي يهيمن على النفوس الإنسان للسير على غير هدى, أو أن يرمي القمامة خارج أماكنها المخصصة, وهو في قرارة نفسه لا ينوي التخريب أو التشويه في المرافق العامة.‏‏

وتكون النتيجة بأن هذا التراكم من التشويه سواء منه المقصود أو غير المقصود, يختزن في الذاكرة, ويعبأ باللاوعي ما يؤدي إلى تصرفات غير لائقة فهو اعتاد المشاهد المشوهة ولم يألف بعد مظاهر الجمال لأنه يفتقدها.‏‏

مثل سيىء‏‏

وما يزيد الطينة بلة كما يقول د. برازي: إن بعض المشاريع التي لا تفتأ تنبش الأرصفة والشوارع تترك دون أن تستكمل وهذا يزيد الأمر سوءاً وكأنها بشكل أو بآخر تعطينا درساً في الإهمال واللامبالاة وعدم الجدية في إنجاز أي عمل نقوم به وهو مثل سيىء لما يحدث من تشوه في ديارنا.‏‏

ويطلب بدوره من الإنسان أن يجتهد في تجميل بلاده لأن المناظر الجميلة والمنسقة تجعل الساحة البصرية أكثر ارتياحاً. ما ينعكس إيجاباً على سلوكياتنا ويجعلنا نقف أمام أنفسنا قبل القيام بأي سلوك للسؤال: هل ما أقوم به سلوك سليم أم غير سليم.‏‏

وإن كانت المهنة صعبة فبالتأكيد هي ليست مستحيلة ومشروع الألف ميل يبدأ بخطوة.‏‏

إعلانات .. مشوهة‏‏

وليت المشكلة وقفت عند هذه الكتابات بل تعدتها إلى لجوء بعض الأشخاص إلى كتابة إعلاناتهم التجارية على الجدران متجاهلين قواعد وأصول الإعلان السليم إما لسرعة في الإنجاز وإما للتهرب من رسوم الإعلانات وإما ربما لغاية في نفس يعقوب.‏‏

ولكن هل ينجو هؤلاء من العقاب, ومادور مؤسسة الإعلان في هذا الشأن?.‏‏

السيد ماجد حليمة مدير عام المؤسسة العامة للإعلان يقول: تتابع المؤسسة وضع الإعلانات بشكل نظامي وجميع الإعلانات المخالفة تزال عن طريق فرق خاصة بالمؤسسة وفرعها في المحافظات لهذا الغرض.. وإن تأخرنا بالإزالة, فهذا فقط بسبب ضعف الكادر ونحن الآن بصدد معالجة هذا الأمر بإعادة هيكلة المؤسسة بحيث يكون الكادر والتجهيزات المطلوبة كافيين, فقد وافق رئيس مجلس الوزارة على اقتناء سيارتين جديدتين من أجل الإزالة, لمتابعة اللوحات واليافطات والإعلانات المخالفة..حفاظاً على جمالية المدينة, وإزالة التلوث البصري الذي يحدثه التركيب العشوائي للافتات, سواء منها القماشية , أو المعدنية, أو المكتوبة على الجدران.‏‏

ويتم التنسيق عن طريق اللجنة الإعلانية المشتركة بين المؤسسة والمحافظات لمعالجة هذه الأمور..‏‏

كما أن المؤسسة تحمل صاحب الإعلان مسؤولية المخالفة, وتفرض عليه غرامات قاسية لتكون رادعاً وضابطاً للأمور..‏‏

مشاريع قيد التنفيذ‏‏

وأضاف السيد حليمة أن آلية العمل في المؤسسة بسيطة وسهلة, ويمكن لأي مراجع يريد إعلاناً وبالتنسيق مع اللجنة الإعلانية في المحافظات أن يأخذ موقعاً ومكاناً مناسباً للتركيب, وبرسوم رمزية جداً, وباب المؤسسة مفتوح لكل راغب, لكن يبدو أن الناس كما اعتادوا أن يسرقوا الكهرباء والماء, يحاولون التهرب من رسوم الإعلانات , والمؤسسة بدورها تقوم بمجموعة مشاريع, وبالتعاون مع بعض الجهات الإعلانية لتنظيم لوحات دلالة أنيقة, بسيطة, وأسعارها في العام لا تتجاوز الأسعار البسيطة, ولكنها تقلل من حالة التشويه المنتشرة في الإعلانات لجميع الفعاليات الاقتصادية.‏‏

وقد بدأت هذه المشاريع تنفذ في المحافظات , والنتائج سترى النور قريباً..‏‏

غرامات ..غير رادعة‏‏

يبدو أن محافظة دمشق هي المعنية الآن بشأن الإعلانات المخالفة, وهذا ما أكده معاون مدير دوائر الخدمات المهندس أحمد عمار سلام أن المحافظة تعالج هذا الأمر منذ العام 1987, وقد جاء في القرار رقم /145/م.د:‏‏

- يمنع تحت طائلة المسؤولية بخ الإعلانات على اختلاف أنواعها في شوارع المدينة وساحاتها في غير الأماكن المخصصة لها.‏‏

-ويعاقب المخالف لأحكام هذا القرار بغرامة مالية قدرها500 ل.س تفرض على كل إعلان أو صورة مهما كان عددها.‏‏

- لكن هذا القرار عدّل في القرار رقم /84/ م.د وقد جاء في المادة (2) منه: يعاقب المخالف بغرامة وقدرها ثلاثمئة ليرة سورية للصاقات كافة.. هذا التعديل جعل الفرصة متاحة للمخالفين, فالعقوبة غير رادعة, فإن يدفع المعلن 300 ل.س لقاء عشرات الإعلانات, فهذا أمر فيه نظر..‏‏

وتسعى المحافظة للحد من هذه المخالفات, عن طريق وضع لوحات معدنية, للملصقات, فقد ركبت حوالي 4000 لوحة معدنية, وزعت على المباني الرئيسة, المساجد, الكنائس, والمباني الحكومية. ولجان الأحياء, وأماكن التجمعات .. ورغم عدم كفايتها , لكنها ساهمت إلى حد ما في تلبية حاجات المعلنين, ولكن مع ذلك ما زلنا نشاهد بعض النعوات تلصق إلى جانب اللوحات, ويوجد بدوره دعوة لجميع المواطنين, للتوجه للصحف من أجل وضع الإعلانات, والحفاظ على جمالية المدينة من التشوه البصري , والمحافظة تعمل من خلال دوائر خدماتها ال 14 والموزعة بالمدينة ومن ضمن ورشاتها تقوم ورشات لإزالة هذه الملصقات وتعود غرامات وأجور الإزالة على المخالف, أما الكتابات فتقوم الورشات بدهنها..‏‏

همسة أخيرة‏‏

يبدو أن التقنيات الحديثة, ووسائل الاتصال ورسائل sms لم تكن كافية للتعبير عن مكنونات الإنسان ومشاعره, وربما هي عاجزة عن إيصال الصوت إلى الآخرين. لذا يجد إنسان القرن الحادي والعشرين ضالته في جدران الأزقة والحارات, وربما زوايا وأركان الحمامات, وكأن الإنسان لا يفتأ يحن إلى بدائيته, لتبقى الرموز والإشارات وسيلته المفضلة للبوح والتصريح..‏‏

غير قابل للنشر‏‏

أخبرنا أحد الأساتذة في كلية الإعلام أن أكثر العبارات السياسية والاجتماعية والقيمية إساءة توجد على أبواب التواليتات, بدليل أن التواليتات في كلية الإعلام في جامعة القاهرة هي الجدران الوحيدة التي توجد عبرها الرسائل ضد النظام لأن الرقابة في هذا المكان معدومة.‏‏

التقطت كاميرتنا عبارات وصوراً, لم نستطع اليوم نشرها, بسبب إباحيتها, وحفاظاً على حرمة الصحيفة.‏‏

عبارات بدت كالمعلقات ونظراً لارتفاعها عجزت الكاميرا عن التقاطها, وكأن أصحابها يخشون إزالتها, فخطوها بعيداً عن أيدي العابثين.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية