إلى حين تولي حكومة جديدة,وقد أثار عدم قدرة ليفني على تشكيل الحكومة التساؤلات لكن أحاديثها وتصريحاتها التي تلت ذلك تنم عن ثقة بالنفس, ثم قدرتها على الاتفاق مع ايهود باراك زعيم حزب العمل على دخوله معها في شراكة ائتلافية, وتوقيع الاثنين الاتفاق بالأحرف الأولى.
وكانت المؤشرات كلها تشير إلى اتجاه معين ولكن انتقلت المؤشرات إلى الاتجاه العكسي بسبب فشل ليفني, الوصول لاتفاق مع حزب شاس الديني الذي يرأسه إيلي يشاي والذي يسيطر على 12 مقعداً في الكنيست الحالي.
وبسبب إصرار حزب شاس على تمسكه بمطالب كثيرة أكد المقربون من ليفني أن سلوك هذا الحزب يؤكد أنه لم يكن لديهم النية الحقيقية في الانضمام لحكومة ليفني, ورداً على ذلك قال المفاوضون من شاس, لقد حصلنا على عرض بضعف ما لليفني.
ويعتبر ذلك إشارة واضحة للدور الذي لعبه نتنياهو لإفشال محاولات ليفني, فالمعروف أن زعيم حزب الليكود هو أولى الشخصيات التي التقتى بها ليفني عقب تكليفها بتشكيل الحكومة في أيلول الماضي ودعته للدخول في حكومة وحدة وطنية معها ولكنه رفض عرضها وقال إنه من الأفضل أن تحكم البلاد حكومة منتخبة, ومما يشير إلى الدور الذي لعبه نتنياهو لإفشال ليفني هو التصريح الذي أدلى به يووم ليؤم المتحدث باسم حزب شاس وقال فيه: إن نتنياهو أبدى تفهماً لمطالب شاس المالية, كما أن زعيم الليكود قد التقى مع الحاخام يوسف مؤخراً لمناقشة بعض المخططات المالية, وقام بتعيين سودري المتحدث السابق باسم حزب شاس كمستشار سياسي له.
في نفس الوقت مازال سودري يرتبط بعلاقة وثيقة بعائلة الحاخام يوسف الزعيم الروحي لحزب شاس.
ويؤخذ بعين الاعتبار أن شاس ستكون أكثر ارتياحاً إذا ما كانت شريكاً في حكومة يقودها اليمين, وهو التيار الأقرب لحركة شاس الدينية بدلاً من أن تدخل في حكومة بقيادة ليفني وتضم في صفوفها حزب ميرتس (اليساري).
من الملاحظ أن المعطيات الجديدة قد أظهرت أن حركة شاس قد تناست خلافاتها السابقة مع زعيم الليكود نتنياهو.
ومن المهم أن نشير إلى أن تعثر ليفني لم يكن بسبب شاس فقط ولكن حزب أرباب المعاشات الذي يقوده رافي ايتان انسحب من المفاوضات لأن مفاوضي كاديما تجاهلوا مطالبه, كذلك لم يشعر مفاوضو حزب ديجل هتوراه بالرضا عن العرض الذي قدمه له حزب كاديما بسبب عدم الاتفاق بين الطرفين فيما يخص وضع القدس في المفاوضات مع الفلسطينيين.
وعلى جانب آخر كان المخرج أمام تسيبي ليفني هو أن تسعى لتشكيل ائتلاف ضيق يضم في صفوفه أحزاب العمل, وميرتس وجبهة التوراة الموحدة وحزب أرباب المعاشات ولكنها بالتأكيد تدرك أن حكومة ذات أغلبية محدودة في البرلمان 61 مقعداً لن يكتب لها البقاء طويلاً وستصاب قراراتها بالشلل, ولن نتمكن من تمرير القوانين في الكنيست ولذلك لم يكن أمامها مفر من التوجه إلى صناديق الاقتراع.
وبالرغم من أن استطلاعات الرأي ترجح فوز الليكود بزعامة نتنياهو ب 29 مقعداً في الكنيست القادم مقابل 25 مقعداً لصالح كاديما و14 لصالح العمل, وبالتالي ستسند إليه مهمة تشكيل الحكومة الجديدة, فإن ليفني تؤكد أنها اتخذت القرار الصحيح ويدعمها في قرارها أعضاء حزبها.
وهي تؤكد للجميع أنها مطمئنة لقرارها وأن دعوتها لإجراء انتخابات مبكرة عامة جاءت لقناعتها أن حزب كاديما سيفوز في هذه الانتخابات. فهل ستصدق توقعاتها هذه المرة..?