رحلة البحث عن خليفة ساكاشفيلي
نوفوستي ترجمة الأحد 23 تشرين الثاني 2008 م ترجمة: د. ابراهيم زعير خيب الرئيس الجورجي ساكاشفيلي آمال الأميركيين بفشله في تحقيق ما خططوه في منطقة القوقاز, فهزيمة قواته أمام الجيش الروسي, لم تكن متوقعة بالنسبة له ولا لمحرضيه الأميركيين والإسرائيليين وتفجر بالون اختبارهم لقدرات الجيش الروسي في وجههم,
وهذا الفشل دفع المختصين بشؤون القوقاز للتوقع بأن الأميركيين بصدد دراسة إيجاد شخصية مناسبة لهم يستبدلونها بساكاشفيلي وتتحدث وسائل الإعلام عن استياء الولايات المتحدة من ساكاشفيلي وبحثها عن بديل له ويبدو أنهم وجدوا مثل هذه الشخصية ونشرت صحيفة كفيرس باليترا الجورجية مؤخراً استطلاعاً للرأي حول الشخصية المؤهلة للعب دور إيجابي في حل مشكلة وحدة الأراضي الجورجية وكانت النتيجة أن أكثرية المستطلعة آراؤهم ذكروا اسم ممثل جورجيا الدائم في هيئة الأمم المتحدة إيراكلي ألسانيا والذي وصفته أكثر الشخصيات السياسية شهرة في جورجيا بأنه الرجل المناسب للمرحلة الراهنة في قيادة جورجيا, ويتحدث البعض الآن أن ألسانيا سيشغل منصب رئيس الحكومة ومن ثم يمكنه أن يخلف ساكاشفيلي في منصب الرئيس وأشارت وكالة أنباء ناشا أبخازيا إلى احتمال حدوث تطور كهذا في جورجيا بناء على معلومات من مصدر مطلع , ومن المثير للاهتمام وجهة نظر ألسانيا بشأن وحدة الأراضي الجورجية والتي كان قد عبر عنها في تصريح له عقب العملية التي أطلق عليها الحقل النظيف( العسكرية الجورجية في أوسيتيا الجنوبية يقول ألساينا : للخروج من الوضع المتأزم في جورجيا من جهة تسوية الأزمات من الضروري التحليل والتقييم الدقيق, يجب أن نعرف ماذا نريد? وطالب بأن تتوقف عملية الاعتراف باستقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية - ويؤكد أنه من الضروري حسب وجهة نظره أن تتمكن جورجيا من الحصول على إمكانية الحوار المباشر مع أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية وبدء عملية إعادة المهجرين, مشكلة المهجرين على العلاقات الجورجية الأوسيتية الجنوبية. إذ خرج من أوسيتيا الجنوبية عدد كبير من الجورجيين مطلع التسعينيات . كما يوجد الكثير من المهجرين الآخرين غير الجورجيين من الأوسيتيين والأبخاز الذين اضطروا للهروب من جورجيا على خلفية الضغوطات التي تعرضوا لها في جورجيا بعد سقوط الاتحاد السوفييتي, ورغم اتهامات ألسانيا لروسيا ومسوؤليتها عن الوضع المتأزم في المنطقة ولكنه يعترف بأن بلاده تمر في مرحلة عصيبة ويعلق آماله على حل المشكلات المتراكمة بالطرق السياسية وعودة العلاقات الاقتصادية ورفض الاعتماد على الآلة العسكرية في الحوار بين جورجيا من جهة وأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية من جهة أخرى, وفيما إذا تم اختبار السياسة الصحيحة لهذا الحوار فمن الممكن أن يبدأ بعد سنوات وفي المستقبل يمكن التوصل إلى مشاريع اقتصادية وسياسية مشتركة معهما.
ولكن إلى أي مدى يمكن للسياسة الجورجية أن تتغير في حال أصبح ألسانيا رئيساً لجورجيا, لقد أشار الخبراء السياسيون إلى أنه من الأفضل الحفاظ على علاقات شراكة مع روسيا عبر رابطة الدول المستقلة للحفاظ على وحدة الأراضي الجورجية , ولو أن تبليسي حليفة لموسكو لكان الوضع أفضل وأكثر استقراراً وأمناً لشعوب القوقاز, ومن الواضح للكثير من الجورجيين بمن فيهم النخب السياسية وليس فقط معارضو نظام ساكاشفيلي أن المواجهة مع روسيا والتلويح بقوة السلاح تتعارض مع المصالح القومية الجورجية وتخدم مصالح محرضي ساكاشفيلي على شن الحرب ضد أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا ومعاداة روسيا, وهذا يعني أن النخب السياسية الجورجية الحالية في نظام ساكاشفيلي تتصرف وفق نهج سياسي يتعارض مع مصالح جورجيا وإذا ما أتى تعيين ألسانيا رئيساً لجورجيا بدفع من الولايات المتحدة فإن السياسة الجورجية لن تتغير بل سيستمر النهج القديم على حاله لكنه سيكون بصورة جديدة, بالمناسبة ألسانيا ولد عام 1973 وتربطه بساكاشفيلي علاقة قرابه عبر أسرة أمه, عمل في وزارة الأمن الجورجية ومنذ عام 2001 عمل في وزارة الخارجية في عام 2004 سمي ألسانيا رئيساً لحكومة أبخازيا في المنفى ومنذ عام 2006 شغل منصب الممثل الدائم لجورجيا في الأمم المتحدة.
|