|
مركز وطني للأبحاث مجتمع الجامعة خلال هذا النشاط الذي نظمته الجمعية السورية للأطباء برعاية وزارة التعليم العالي.. أكد الدكتور غياث بركات وزير التعليم العالي الاهتمام الكبير للحكومة بموضوع تطوير البحث العلمي وتأمين الكوادر المؤهلة والآليات والأدوات الداعمة له. مشيراً إلى وجود المجلس الأعلى للبحث العلمي الذي تتبع له هيئات عديدة تهتم بجمع الجهود المتناثرة وتنظيم مسألة الأبحاث وذلك بعد أن قامت الوزارة بوضع النقاط فوق الحروف حول المشكلة وما حولها. وقال: إن هذه المبادرة وسيلة داعمة للجهد الذي نعمل به في مجال رفع رقم البحث العلمي لدينا. الدكتور نعيم شحرور أستاذ في كلية الطب ورئيس الجمعية, قال: إن النشاط يقوم بتدريب باحثين على القيام في الأبحاث الطبية المتقدمة والمطلوبة الآن ولهذا حرصنا أن يشارك معنا خبراء عالميون وأساتذة جامعة وباحثون من وزارة الصحة وطلاب دراسات عليا من مختلف الاختصاصات وطلاب طب بشري وجمعٌ من المهتمين والمتعطشين للقيام بشيء في هذا المضمار للأخذ قدر الإمكان من خبرة الباحثين المدعوين. من أجل استراتيجية وطنية وفي سؤالنا له حول نوع الأبحاث المقدمة, أشار أن مهمتهم في هذه الخطوة هي وضع استراتيجية عامة لكيفية القيام بالأبحاث بشكل عام وجيد, أما الأبحاث التي سيقومون بها فهي موضوعة مسبقاً من قبل الجمعية بالتشاور مع الاختصاصيين والباحثين الموجودين في سورية حسب حاجة البلد. وقال: إننا نقوم بتأصيل فكرة البحوث في عقول أساتذة الجامعات والأطباء وتدريبهم بشكل علمي فعال على القيام بهذه المهمة. وقد وضعنا أفكاراً لمسح الكثير من الأمراض المزمنة والمستعصية في كل اختصاص ومنها أمراض السرطان, حيث بنينا جسوراً مع مشفى البيروني ومع وزارة التعليم العالي ومع كلية الطب ووزارة الصحة ومع بعض المراكز البحثية الدولية لإجراء هذه الأبحاث. وفي هذه الدورة أتى إلينا 14 باحثاً ومحاضراً من الولايات المتحدة ومن كندا ومصر وبلجيكا مع باحثين سوريين ومدير البحوث والدراسات السكانية والجميع سيقدمون آليات ووسائل لكيفية إجراء البحث العلمي ولوضع استراتيجية وطنية لهذا الموضوع. حتى لا نكون خلف العالم ومن الوفود المشاركة التقينا الدكتور عدنان منصور رئيس قسم أمراض الدم في كندا وسألناه عن الأفكار الرئيسية التي يحملها لدعم المؤتمر? فقال: التركيز الرئيسي هو إعطاء فكرة حول إنشاء مركز أبحاث خاص بالأمراض السرطانية وكيف يمكن أن نفعله ونجعله مفيداً بالشكل الأمثل وسوف نناقش كيف يمكن تطبيق ذلك في سورية. وعن رأيه فيما يجب أن يتعلمه طلابنا, أشار أنه لا يكفي أن يتعرف الطلاب على المبادئ الأساسية في الأبحاث وفي الأمراض وما شابه, لكن المهم أن يعرفوا ما المتوفر بالنسبة لهم هنا, وما هو موجود في الخارج حتى يستطيعوا أن يحصلوا على العلم بكل جوانبه, وقال: إن الإمكانيات التي يراها ويشاهدها ومن خلال المحادثات التي تمت مع الكثير من الناس في سورية تبين له أننا في مقدمة الدول من حيث الإمكانيات, لكن يجب أن نسخرها ونزرع كل البذور والأمور التي تساعدنا على إنشاء مراكز بحثية وأن نقوم بالأبحاث من الآن حتى نستطيع أن نجني ثمارها في المستقبل. وأضاف: توجد توصيات وتعليمات من الجمعية القومية العالمية للسرطان بدأت عام 2001 وإذا لم تتبع هذه التوصيات سنكون خلف العالم. ينقصنا الكثير ثم توقفنا مع عدد من طلاب الطب البشري الذين أكدوا أهمية إنشاء أبحاث وضرورتها بالنسبة لأساتذة الجامعة أولاً وطلاب الدراسات ثانياً وبالنسبة لهم مستقبلاً والأهم ضرورتها بالنسبة للمجتمع السوري ككل, وقالوا: إن هؤلاء الخبراء أتوا ليعلموا شيئاً نحن نفتقده في هذا البلد ونختلف به عن الطلاب الذين في الخارج ونحن نقرأ في الكتب والمجلات العلمية وفي الانترنت عن الأبحاث الجديدة, ولكن في مثل هذا المؤتمر نتعرف على الأشخاص الذين قاموا بهذه الأبحاث ونتعلم منهم, وللأسف نحن في كلياتنا نعاني من نقص في البحث العلمي الذي هو أداة للتطوير في كل المجالات الطبية وكلية الطب لدينا تعتمد على التعليم النظري فقط وتفتقد الجانب البحثي, وما هو موجود لدينا عبارة عن حالات فردية, ومن الضروري أن يتحول العمل إلى بحث علمي طبي جماعي ضمن مراكز أبحاث قائمة. وبعيدون عن المقياس العالمي طلاب آخرون قالوا: نحن يهمنا الممارسة السريرية في المستقبل, وما يأتي إلينا من دراسات من الخارج هي متخصصة بالأمراض وعوامل الخطورة التي لديهم, ولكل بلد عوامل خطورة مختلفة وانتشار الأمراض لدينا يختلف عما لديهم وبالتالي مراكز الأبحاث هي لتطوير الطب حيث نستطيع إجراء أبحاث محلية تعطينا نظرة عامة عن الأمراض الموجودة في المجتمع ووضع خطط علاجية لها, ونحن ننتظر هذه الخطوة منذ زمن لأن الجامعة التي ليس فيها أبحاث علمية هي مدرسة وليست جامعة, وممكن أن يقرأ الطالب بمفرده للحصول على المعلومات النظرية. وبما أن المقياس العالمي لتصنيف الجامعات يحسب بعدد الأبحاث التي تصدرها سنوياً فنحن بعيدون عن هذا التقييم. تكريم المساهمين وباعتبار أن هذه الدورة الأولى في أصول البحث الطبي والإحصاء الحيوي فقد بين الدكتور محمد أحمد عيد المسؤول الإعلامي لهذه الدورة أن هناك تركيزاً كبيراً على نوعية البحث الطبي واستخدام المعايير الصحيحة والمعتمدة عالمياً والاستفادة من أفضل ما أحرز في التقدم العلمي الطبي لتأهيل وتأسيس باحثين, ولهذا بدأنا الدورة بتكريم معنوي لكبار الأساتذة الذين ساهموا في نجاحها ومنهم الدكتور غياث بركات راعي المؤتمر والدكتور إبراهيم بيت المال ممثل الصحة العالمية في سورية و د. سلافة علي وغيرهم. وتجدر الإشارة إلى أننا أخذنا موافقة لإنشاء مركز الأبحاث في سورية والتعاون سيكون مع عدد من المختصين والباحثين وطلاب الدراسات مع عدد من الجامعات. لابد من بحث موجه الدكتور محمد نبيل راجح - أمين سر الجمعية قال: لابد من بحث علمي موجه لمعرفة المشكلات التي يعاني منها المرضى لبناء مجتمع متكامل, لهذا كان التركيز بالجمعية على البحث العلمي بالدرجة الأولى. وتم عرض معلومات دقيقة وحديثة تساهم في النضوج العلمي والفكري لدى الأطباء الموجودين. إضافة لأبحاث هامة حول أمراض الدم والتشخيص والتشريح المرضي وطرق إجراء التشخيص المبكر لأورام الثدي وعنق الرحم, ومحاور متعددة تهتم بطرق الاحصاء وجمع المعلومات وكيفية اختيار البحث العلمي المهم والمتطوعين لتلبيته. ويؤكد د. راجح أنه ليس من الضرورة لإجراء البحث العلمي أن يكون البلد الذي يقوم به متطوراً أو لديه كم هائل من التقنيات الحديثة. فقط هو بحاجة لأشياء بسيطة لجمع المعلومات وتقديمها بشكل مختصر ومفيد لواقع البلد الذي نعيشه فالكثير من الأبحاث التي تجرى في أمريكا, مثلاً لا تهم مجتمعنا, ونحن في سورية بحاجة لإجراء أبحاث تخص المواطنين حول زيادة نسبة الأورام وأسبابها وزيادة الوفيات ولاسيما الوفيات المبكرة. وطرق علاجها بالنسبة للمصابين بها وبالوضع الاقتصادي لهم, وأشياء كثيرة تدرس لمعرفة أسباب حدوثها بشكلها المختلف عن العالم. علاجات متطورة الدكتور مظهر ريتشي مغترب من أمريكا الشمالية قدم بحثاًعن الطرق الحديثة التي تقام حالياً هناك حول تشخيص سرطان الثدي في مرحلة مبكرة جداً وبواسطة تحاليل مخبرية خاصة وحديثة منها استخدام آلية التصوير بالأجهزة الرقمية (الديجيتال), أو عن طريق إجراء خزعة صغيرة جداً موجهة من قبل الكمبيوتر, أو عبر تكوينات مناعية خاصة كي يتعالج المريض بصورة مناعية موجهة أكثر من العلاجات الروتينية التي تقام حالياً, وهذه الإجراءات سهلة التطبيق ويمكن القيام بها في سورية. وتحدث د.ريتشي عن خبرته الواسعة في تشخيص سرطان عنق الرحم بواسطة لطاخة عنق الرحم والطريقة الحديثة لقراءتها بشكل يجعل احتمال الخطأ في القراءة قليلاً ويساهم ذلك في الكشف المبكر عن هذه الأورام ويؤكد على إجراء هذه التحاليل سنوياً لإنقاذ حالات كثيرة.
|