الخطوة التي قام بها وزير النقل علق عليها الكثيرون بطريقة ايجابية من مبدأ أنه فكك كل شبكات الوزارة التي تراكمت لسنوات طويلة وعطلت حركة العمل وأخذته باتجاهات محددة تخدم مصالح أشخاص وشركات وجهات محددة ولم يستطع أحد أن يخترقها.
هذه النظرة الإيجابية ينتظرها الكثيرون في وزارات أخرى حدثت فيها بعض التغييرات برأس الهرم ولكن هناك جهات ملحقة أحاطت برأس الهرم الجديد ووضعته في نفس الإطار السابق لعمل الإدارة السابقة.
لا يكاد يخلو يوم من قرار جديد بتغيير مدير عام أو مدرين فرعيين ولكن هذه التغييرات تطرح تساؤلات كثيرة عن آلية الاختيار لهذه الإدارات واستحضار أشخاص كان لهم ماضي غير حميد.
هذه الأسئلة تعيد طرح سؤال أكبر عن المؤسساتية وتأهيل جيل أول وثان وثالث في كل مؤسسة تدرج في إدارات المؤسسة وخبر مفاصلها واجتهد لمعرفته بأنه سيكون يوماً ما في الدائرة الأولى لأي مؤسسة ولكن ما يحصل اليوم يختلف فمن اجتهد لسنوات يجد نفسه اليوم أمام شخص آخر قادم من جهة ليس لها علاقة بالمؤسسة وعليه هوأن يعلمه ويعرفه بالمؤسسة وهنا تكمن المشكلة فمن أراد الانتقام لتجاهله قدم كل ما يعرف عن أساليب تخريب المؤسسة التي يعمل بها ومن كان صالحاً في عمله وجد نفسه مستعبداً ومهمشاً ليس له مكان مع الإدارة الجديدة وأبعد مما كان في زمن الإدارة السابقة.
اليوم في زمن الأزمة التي تتطلب أقسى درجات الشفافية زادت الاعتبارات والمحسوبيات والتوصيات وكثرت صيغ التخوين والاستبعاد وهذا بمجمله لا يخدم إلا مصلحة قلة ويزيد من معاناة المواطنين .