تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


«عياط» خارج التاريخ

حدث وتعليق
الثلاثاء 18-6-2013
أمين الدريوسي

الرئيس المصري محمد مرسي الذي يمنن شعبه والمسلمين بتربيته تحت قباب الجوامع على حد زعمه، ركع أمام وعاظه من السلاطين وقالها ارضاء للشيطان، وتحسباً ليوم التمرد في الثلاثين،

لكسب مزيد من الحشد.. لأن المعركة ستكون كبيرة، والحسابات كثيرة، ليقول الشعب المصري كلمته في هذه المناسبة «ارحل ياعياط»، فأنت لا تملك سوى السمع والطاعة لمرشدك الأعلى في البيت الابيض.‏

غزل مرسي للسلفيين والجهاديين وتقبيل لحاهم، وهو على اعتاب بركان شعبي ينتظره أخر الشهر الجاري، مجرد محاولة للهروب إلى الامام واسترضاء للشارع السلفي والولايات المتحدة على حساب دماء المصريين والسوريين ظنًّا منه أن واشنطن يمكن أن تحميه من غضب شعبه.‏

لم يخب أمل الاسرائيليين منه، بل خيب مرسي آمال المصريين والعرب، الذين لم يستغربوا كثيراً موقفه الإخواني، وبدلاً من أن يوجه «المرشد» البوصلة المصرية بالاتجاه الصحيح، والوقوف في وجه المشروع الإثيوبي الهادف لقطع مياه نهر النيل عن مصر وشعبها، قرر قطع العلاقات مع سورية وابقاها مع الكيان الصهيوني، كيف لا وقد وصف شمعون بيريز «بالصديق العزيز» فهدم الجسر الذي يربط الشعبين السوري والمصري، واحتفظ بالحبل السري مع تل أبيب.‏

سبق العبد سيده، فكم هو معيب أن يقرر مرسي إغلاق سفارة سورية، وتبقى سفارة الكيان الصهيوني في القاهرة على بعد أمتار من قصره، لكن يبدو الأوامر جاءت هكذا «أغلق سفارة سورية ودع سفارة إسرائيل»، وهو نفذ أوامر أسياده سامعاً طائعاً.‏

إن الموقف العدائي لسورية لا يليق بقيمة مصر التي صادرها، والشعب المصري شعب عروبي وقومي بامتياز ولا يمكن أن يقبل بأن يزج أبناؤه في حرب لا لون لها ولا طعم تخدم المشروع الصهيو أميركي، ولا احد يستطيع أن يفرق النجمتين في العلم السوري الذي تدل أحداهما على الشعب السوري والأخرى على المصري حتى لو كان رئيساً.‏

وفي عالمنا العربي الذي بات يعج بالتناقضات وافرازات «الربيع العربي» أصبحنا أمام مسوخ مثل مرسي العميل الذي لم يقرأ التاريخ.. ولو قرأه لم يكن ليفهمه، ولذلك تنطح وصرح ولم يعرف طبيعة العلاقات بين سورية ومصر.. يقول المثل الشعبي المصري: «لو كنت ناسي اللي جــرى.... هات الدفاتر تنقـرا».‏

daryoussi@hotmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية