وبدلاً من العمل على توحيد صفوف المصريين لمواجهة الأزمة التي تمر بها البلاد أنتهج سياسة الجماعة التي لا تقبل المشاركة وتعتمد على إقصاء الآخر ما دفع عموم المصريين للدعوى للخروج في مظاهرات حتى إسقاط الرئيس مرسي وإزاحة حكمه الإخواني.
ونتيجة سياسة الانقسام والانفراد بالسلطة التي يمارسها مرسي وقعت الليلة قبل الماضية مواجهات بين عناصر من جماعة الإخوان المسلمين وأهالي منطقة الحواتم المعارضين لمرسي وسياساته في الفيوم بمصر أصيب خلالها 57 شخصاً.
وكانت الاشتباكات اندلعت بعد تنظيم جماعة الإخوان المسلمين مسيرة لدعم مرسي انطلقت من مسجد الشبان المسلمين وسط المحافظة وعند مرورها بنقطة تجمع لأحد عناصر حملة تمرد التي تجمع توقيعات المصريين لسحب الثقة من مرسي في منطقة سواقي الهدير فاشتبك الطرفان وتراشقوا بالحجارة وأطلق بعض الأشخاص الأعيرة النارية بعد انتقال الاشتباكات إلى مقر حزب الحرية والعدالة بميدان المسلة أسفرت عن سقوط عدد من المصابين.
وفي السياق ذاته قام العشرات من المتظاهرين بمحافظة الفيوم باقتحام مقر الإخوان المسلمين بمدينة الفيوم وتحطيم محتوياته وإلقاء الأثاث المتواجد به وذلك احتجاجا على التعدي على بعض الأهالي بمنطقة الحواتم والاعتداء على أعضاء حملة تمرد مرددين هتافات ضد حكم جماعة الإخوان ومرشدها ومحافظ الفيوم الجديد ومناهضة لحكم الإخوان المسلمين ومرسي.
وحمل المتظاهرون مرسي المسؤولية عن القتلى والمصابين الذين سقطوا وسيسقطون بسبب قراراته العشوائية غير المدروسة التي تتجه بالبلاد إلى حرب أهلية.
غضب مصري من تعيين مرسي لمحافظين ينتمون «للإخوان»
من جهة أخرى أثار تعيين مرسي لمحافظين جدد ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين حالة من الاحتقان والغضب لدى الشارع المصري والتيارات والأحزاب المعارضة مؤكدين أن هذه التعيينات هي حلقة جديدة في مسلسل أخونة الدولة ومؤسساتها وستسقط جميعها في تظاهرات الغضب وإسقاط حكم الإخوان في 30 حزيران الجاري.
وفي محافظة المنوفية تظاهر المئات من أعضاء الحركات الثورية الليلة قبل الماضية أمام ديوان عام المحافظة بشبين الكوم بعد ساعات من تعيين أحمد شعراوي القيادي الإخواني محافظا للمنوفية مؤكدين رفضهم للقرار وأنهم سيمنعونه من دخول ديوان المحافظة مرددين هتافات ضد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين.
وأصدرت حركة «6 ابريل» بالمنوفية بيانا قالت فيه إن تعيين شعراوي محافظا للمنوفية يعتبر معاقبة للمحافظة بعد حصول الفريق أحمد شفيق في انتخابات الرئاسة على نسبة أعلى بكثير من مرشح الإخوان المسلمين مرسي.
كما أصدر الحزب المصري الديمقراطي بيانا رفض فيه تعيين حسام أبو بكر محافظا للقليوبية مؤكدا رفض الحزب تعيين محافظ إخواني وعضو بمكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين.
وأشار الحزب إلى أن هذا القرار يوصف بالغباء السياسي وجاء في وقت عصيب ويزيد الاحتقان بالشارع المصري.
من جانبه قال حمدي الفخراني عضو مجلس الشعب المصري السابق إن تعيين المحافظين من قبل مرسي ما هو إلا تحصيل حاصل لأنهم لن يستمروا أكثر من عشرة أيام لافتا إلى أن الشعب سيقوم بالتخلص منهم في 30 حزيران.
بدوره قال الناشط السياسي نصر وهبي إن جميع الأحزاب السياسية والعاملين بالمجال السياحي في الأقصر اجتمعوا على رفض المحافظ الجديد المنتمي للجماعة الإسلامية نظرا لطبيعة الأقصر السياحية.
بدوره قال أبو بكر فاضل أمين حزب التحالف الاشتراكي بالأقصر إن هذا القرار يعجل بسقوط مرسي وجماعة الإخوان المسلمين والمشروع الوهمي الذي يقولون عليه «المشروع الإسلامي» مشيرا إلى أن الأقصر ذات طابع خاص حيث تضم ثلثي آثار العالم فكيف يقوم مرسي باختيار محافظ من أقصى اليمين المتطرف من الجماعة التي حملت السلاح في وجه السياح وقتلتهم فهذه كارثة كبرى.
من ناحيته وصف شعبان هريدي القيادي بحزب الوفد بالأقصر تعيين المحافظين بالمذبحة الجديدة للأقصر وللسياح بعد مذبحة عام 1997التي نفذتها الجماعة الإسلامية والتي ينتمي إليها المحافظ الجديد معتبرا أن هذا القرار عبثي وغير مدروس.
متظاهرون يغلقون بوابات
محافظتي المنوفية وطنطنا
أغلق متظاهرون مصريون ينتمون الى القوى والاحزاب والحركات المعارضة بمحافظة المنوفية البوابة الرئيسية لديوان عام المحافظة بالسلاسل لمنع دخول المحافظ الجديد مؤكدين رفضهم تعيين محافظ ينتمي لجماعة الاخوان المسلمين.
وردد المتظاهرون هتافات معادية للاخوان المسلمين ومرسي ورفعوا اللافتات التي تعبر عن رفض أهالي المنوفية لأي محافظ إخواني وانهم لن يسمحوا له بالدخول الى المحافظة منددين بتصميم مرسي على اخونة الدولة استكمالا لمسلسل التمكين من مفاصل الدولة.
وفى نفس الصدد أغلق العشرات من شباب القوى والحركات السياسية والثورية بمحافظة الغربية امس أبواب ديوان عام المحافظة واستراحة المحافظ بمدينة طنطا بالسلاسل وحاصروها بشكل كامل رفضا لتعيين قيادي أخواني محافظا.
** ** **
«ضباط مصر»: سنحاكم مرسي «عسكرياً» بتهمة الخيانة
وكالات - الثورة:
أعلنت جبهة ضباط مصر عن استيائها الشديد من حالة انعدام الاستقرار في حكم البلاد خلال حكم محمد مرسي، لافتين إلى أن سياسة الرئيس الحالية «زعزعة للأمن وتشجيع للإرهاب» في البلاد.
وقالت الصفحة الرسمية لـ»جبهة ضباط مصر» في بيانهم الأول الذي تم نشره عبر صفحتهم على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: «سادت في مصر حالة من الفوضى والفساد والإرهاب وعدم الاستقرار في حكم البلاد في عهد محمد مرسي العياط وجماعته الذين تحالفوا مع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل لتنفيذ مخططات صهيونية استراتيجية من شأنها تخريب وتدمير البلاد وزعزعة الأمن وتشجيع الإرهاب وتحويل مصر إلى عراق جديد لإضعافها عسكرياً واقتصادياً بمساعدة الخونة عملاء الإخوان والصهيونية العالمية».
وأوضحت الجبهة أن قراراتها تتضمن الآتي: «محاكمة محمد مرسي وجماعته وأعوانه عسكريا بتهمة الخيانة العظمى للبلاد، وانتهاء عهد الإخوان في 30 -6، والفريق سامي عنان رئيساً عسكرياً توافقياً للبلاد لحين إجراء انتخابات رئاسية مبكرة وحتى لا تسود الفوضى في البلاد، وعلى الشعب المصري العظيم أن يساعدنا على ذلك ويحظر الانقسام حتى يتم التطهير الشامل وفرض الأحكام العسكرية مؤقتا لحفظ الأمن في البلاد».
الجدير بالذكر أن تلك الصفحة تم تدشينها منذ حوالى ثلاثة أشهر، إلا أن المسؤولين عنها «الأدمنز» لم يعلنوا عن هويتهم إلى الآن.