وأشار الرئيس الأسد إلى أنّ أيّ إعادة رسم للخريطة في المنطقة، لا يستطيع أحد أن يعرف بعدها كيف سنكون.. لكن الأغلب أنها ستكون عبارة عن خريطة لحروب كثيرة في الشرق الأوسط لن يكون أحد قادراً على إيقافها، من الأطلسي إلى الهادي، مضيفاً أن التحدي الأهم والأكبر الذي يواجه المنطقة هو الوقوف في وجه التطرف..
وقال الرئيس الأسد : تركيا، قطر، السعودية، فرنسا، بريطانيا، هذه الدول بشكل أساسي لا ترغب بالحوار وترغب باستمرار الاضطرابات، هذا هو السبب الذي جعل الحوار وإنجاز الحل السياسي يتأخر في سورية.
وأشار الرئيس الأسد إلى ان المعارضة الخارجية معارضة تعيش في الخارج، ترفع تقاريرها إلى وزارات الخارجية الغربية ومخابراتها.. تعيش في كنف شعب غربي ولا تعيش في بلدها، ومن يمولها هو صاحب قرارها بكل شيء.. وبالتالي بالنسبة لنا مفهوم المعارضة هو أن تمثل جزءاً من الشعب لا أن تمثل دولة أو دولاً أجنبية.
مطاردة الإرهابيين
لهـــا ثمـــن كبيــر
السيد الرئيس بشار الأسد أكد في لقاء مع صحيفة «فرانكفوتر» الغيماينه تسايتونغ الالمانية أننا لسنا في حرب نظامية حتى نفقد السيطرة عن أجزاء ونسيطر على أخرى.. لسنا جيشاً مقابل جيش، وبالتالي أرض محتلة نُخرج العدو منها.. إنما نحن جيش مقابل عصابات، صحيح أن الجيش لم يُرد الدخول إلى مكان إلا وتمكن من الدخول إليه وبالتالي نحن نستطيع أن نسيطر على أي مكان ندخل إليه، لكن في الوقت نفسه الجيش لا يتواجد - وليست مهمته أن يتواجد- في كل نقطة في سورية. الأهم من السيطرة وعدمها أن مطاردة الإرهابيين لها ثمن كبير، مضيفاً أنّ المشكلة ليست أن تكون في مكان ما أو لا تكون ولاشك لدينا بأننا سنقضي على الإرهابيين تماماً على أرضنا لكن المشكلة هي بالتخريب الذي يلحقه الإرهابيون بالبلاد، ما هو الثمن؟ بكل الأحوال نحن دفعنا ثمناً كبيراً.. صحيح أن الوضع ليس مثالياً في كثير من الجوانب, لكن التحدي الأكبر الذي يواجهنا سيكون فعلياً بعد انتهاء الأزمة.
وقال الرئيس الأسد منذ الأيام الأولى كنت أُسأل دائماً متى ستنتهي الأزمة، وكان جوابي أنها قد تستمر لفترة طويلة، ذلك لأن العامل الخارجي كان واضحاً فيها، فأي أزمة داخلية فقط ستنحى بأحد اتجاهين، إما أن تُحل نهائياً وتنتهي, وإما تتطور لحرب أهلية.. لم يحصل لا هذا ولا ذاك، والسبب يعود للعامل الخارجي الذي يسعى سياسياً وعسكرياً لإطالة أمد الأزمة.. وأستطيع القول إنني كنت محقاً في هذا التوقع.
وأكد السيد الرئيس أن سورية ستتجاوز الدمار الذي خلفه الإرهابيون كما تجاوزته ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، وكما تجاوزته كثير من الشعوب بعد ما مرّ بها من حروب طالما أن هناك شعباً حيّاً, فهو من سيبني الأرض ويقوم بالعمران.
كما أعدنا إعمار أنفسنا وبلادنا في السابق، سنعيد إعمارها مرة أخرى مستفيدين من كل ما سبق، مضيفاً : نحن شعب- ومنذ زمن بعيد- منتج لما يحتاج، الأكيد أنه علينا أن نكون أكثر إنتاجاً مما كنا عليه بسبب ما نمرّ به، وقد يستغرق الأمر وقتاً.. لكن هذا ما سنقوم به بإرادتنا وقوتنا وتعاضدنا، لا شكّ أيضاً أن الدول الصديقة مدت وتمد لنا يد المساعدة، ربما تصل حتى للقروض.. لكن في النهاية سنعيد إعمار بلادنا.. الأصعب هو إعادة إعمار نفوس من تضرروا، فكيف لك أن تمحو الآثار الاجتماعية للأزمة وعلى رأسها التطرف؟ أعتقد أن الإعمار الحقيقي هو إعادة إعمار العقل والإيديولوجيات والمفاهيم.. فالحجر غالٍ لكن البشر أغلى.. والتحدي هو أن نعيد بناء البشر والحجر.
واشار الرئيس الأسد إلى أنه وبعد مئة عام على سايكس بيكو.. أنت تتحدث الآن عن إعادة رسم الخريطة في المنطقة بشكل عام ومن ضمنها سورية.. دعني أُشبّه لك سورية بقوس معماري قديم، فالحجر في قمة القوس هو ما يستند عليه القوس كاملاً.. عندما تسحب هذا الحجر ينهار ذلك القوس.
لنُسقط ذلك على المنطقة، بل وعلى العالم.. أيّ لعبٍ بالحدود في هذه المنطقة يعني إعادة رسم خارطة لمناطق بعيدة جداً، فهذا له تأثير الدومينو الذي لا يستطيع أحد التحكم به، قد تستطيع إحدى الدول الكبرى أن تبدأ بهذه العملية، لكن أحداً بما فيها هذه الدولة كائنة من كانت لن تستطيع أن توقفها في مكان ما, خاصةً أنّ هناك اليوم حدوداً اجتماعية جديدة في الشرق الأوسط لم تكن موجودة خلال سايكس بيكو.. حدود طائفية، عرقية، إضافة للسياسية مما يجعل الوضع أكثر تعقيداً بكثير.
إن أي إعادة رسم للخريطة في المنطقة، لا يستطيع أحد أن يعرف بعدها كيف سنكون.. لكن الأغلب أنها ستكون عبارة عن خريطة لحروب كثيرة في الشرق الأوسط لن يكون أحد قادراً على إيقافها، من الأطلسي إلى الهادي.
وعن مستقبل المنطقة خلال السنوات القادمة قال الرئيس الأسد: إذا استبعدنا سيناريو التقسيم المدمر الذي كنت تَسأل عنه في سؤالك السابق، فأنا أعتقد أنه سيكون هناك سيناريو معاكس تماماً وإيجابي بالمطلق، وهو يعتمد على كيفية تصرفنا كدول وكمجتمعات.
التحدي الأهم والأكبر
هو الوقوف في وجه التطرف
هذا السيناريو يعتمد على تحديات: التحدي الأول - وهو الأَولى- إعادة الأمن والاستقرار، أما التحدي الثاني فهو إعادة الإعمار.. لكن التحدي الأهم والأكبر هو الوقوف في وجه التطرف.. لأنّه بات واضحاً أن هناك انزياحاً في مجتمعات المنطقة وابتعاداً عن الاعتدال خاصةً في الجانب الديني، السؤال هنا: هل نستطيع أن نعيد هذه المجتمعات إلى مكانها الطبيعي كما كانت عبر التاريخ؟ هل يستطيع كل هذا التنوع الغني أن يعيش مع بعضه البعض بشكل طبيعي؟.. ودعني في هذا السياق أوضح بعض المصطلحات.. فهناك من يقول «تسامح» وهناك من يقول «تعايش».. أما ما كنا فيه هنا وما يجب علينا أن نعيده كما كان فهو التجانس.. إن الأمر لا يتعلق بالتسامح فإذا كنت متسامحاً فسيأتي يوم وتتوقف عن التسامح مع الطرف الآخر.. ولا يتعلق بالتعايش لأنك تتعايش مع من يخالفك تماماً.. أما التجانس فهو تماماً ما كان يميزنا في هذه المنطقة.. لا يمكن لك أن تقول إنّ يدك تتعايش أو تتسامح مع قدمك.. فيدك تتجانس مع يدك الأخرى وتكمّل الواحدة دور الأخرى إنه العيش المشترك.
التحدي الأخير هو الإصلاح الذي نريده.. والسؤال دائماً ما هو أفضل نظام سياسي يُبقي مجتمعنا متماسكاً.. النظام الرئاسي، نصف الرئاسي، برلماني، ما هو قانون الأحزاب المناسب؟
أنتم في ألمانيا لديكم الحزب الديمقراطي المسيحي، لا يمكن أن يكون لدينا أحزابٌ دينية، لا مسيحية ولا إسلامية لأن الدين لدينا هو دعوة للدين وليس لممارسة السياسة.. وكثير جداً من التفاصيل.. لكن الجوهر هو قبول الآخر، فإذا لم أقبل الآخر لا يمكن أن يكون هناك ديمقراطية حتى ولو كنا نملك أفضل دستور وأفضل قوانين.
وأكد الرئيس الأسد أن كثيرين في المنطقة لا يفهمون علاقة العلمانية ضمن إطار التوجه الإسلامي الموجود في المنطقة ، الشرق الأوسط منطقة إيديولوجية.. والمجتمع العربي بشكل عام يعتمد على قاعدتين: العروبة والإسلام.. أي شيء آخر هو أشياء صغيرة.. لدينا شيوعية، ليبرالية، أيّ شيء آخر، لدينا قومية سورية أصغر من القومية العربية ولكن كل هذه ليست قاعدة كبيرة. كثير من الأشخاص يفهمون العلمانية كما كانت الشيوعية في السابق بأنها ضد الدين لكن الحقيقة هي ليست كذلك، بالنسبة لنا في سورية العلمانية هي حرية الأديان، وهذا النوع من العلمانية هو الذي يجعل هذا التنوع جميلاً، مسيحيون ومسلمون ويهود، وبكل طوائفهم الكثيرة.. العلمانية هي ضرورية لوحدة المجتمع ولشعور المواطنة الحقيقية، فإذاً لا يوجد خيار لنا إلا أن نعزّز العلمانية، لأنه وبنفس الوقت الأديان قوية أساساً في منطقتنا، وأؤكد أن هذا شيء جميل وليس شيئاً سيئاً، السيئ هو التطرف لأنه يؤدي إلى الإرهاب. ليس كل متطرف إرهابياً ولكن كل إرهابيّ متطرف.
لذلك وجواباً على سؤالك نحن دولة علمانية بمفهومنا المؤدي إلى السماح للجميع بحرية ممارسة الأديان وعدم التعامل مع أي شخص على أساس ديني أو طائفي أو عرقي. الجميع متساوون بالفرص دون النظر لدينهم.
الرئيس الأسد أكد أن « الربيع العربي» مفهوم خاطئ.. لأن الربيع ليس فيه نزف دماء، ولا قتل، ولا تطرف، ولا تدمير مدارس ولا منع للأطفال من الذهاب لمدارسهم ولا منع المرأة من أن ترتدي ما تريد وما يناسب.. الربيع هو أجمل الفصول وما نمر به اليوم هو أحلك الظروف.. فهو بكل تأكيد ليس ربيعاً..
خُذْ تفاصيل ما يجري في سورية من قتل وذبح وتقطيع رؤوس وأجسادٍ وسلخ جلد وأكل لحم البشر واعرضها على من يسوّقون هذا المصطلح.. وأتركُ الرأي لك.
وأضاف الرئيس الأسد العلاج لن يأتي لا من الربيع ولا من غيره، العلاج يأتي منّا نحن، نحن من يجب أن يُعالج، أن نكون فاعلين لا منفعلين، فعندما نقوم نحن بعلاج مشاكلنا سيكون العلاج صحيحاً، أما الربيع - إن كان سيعالج - فهي معالجة منفعلة ونتيجتها مشوّهة.
نحن وكثير من دول الشرق الأوسط لدينا مشاكل كثيرة، نعرفها وننظر إليها بشكل موضوعي.. وهذا هو المنطق الصحيح لحل هذه المشاكل. الأهم إذاً أن يكون علاجنا من الداخل، لأنّ أيّ شيءٍ يأتينا من الخارج سيعطيك مولوداً مشوهاً غير قابل للحياة السليمة، لذلك عندما ندعو لحوار أو حلول ما، يجب أن تكون محلية وطنية لنصل إلى سورية التي نريدها.
هناك فرق كبير بين التعاون والتدخل في الشؤون الداخلية لدولة ما
الرئيس الأسد أشار إلى أن هناك نوعين من التدخل الأجنبي: الأول بشكل غير مباشر عبر وسطاء وعملاء، والثاني هو تدخل مباشر من خلال شن الحروب.. نحن في المرحلة الأولى.
في بداية الأزمة قلت إن التدخل في سورية ولو بشكل غير مباشر هو كاللعب بفالق الزلزال.. سيؤدي إلى ارتجاج المنطقة كلها.. في حينها قال الكثيرون وخصوصاً في الإعلام إن الرئيس الأسد يهدد بأنه سيوسُع الأزمة لتصل للجميع.. وهذا طبعاً دليل على أنهم لم يفهموا ما قصدته وهو ما حصل الآن..
لو نظرنا إلى الواقع سنرى أن ما يحصل في العراق وقبله في لبنان هو تداعيات ما يحصل في سورية، وهذا سيمتد بشكل طبيعي.
رغم كل ذلك، ونحن مازلنا في النوع الأول - التدخل غير المباشر - وبدأنا نرى هذه النتائج، فما بالك لو حصل تدخل عسكري.. طبعاً سيكون الوضع أسوأ بكثير وعندها سنرى تأثير الدومينو لانتشار التطرف والفوضى والتقسيم.
وحول أدوار بعض الدول الاقليمية والدولية بالأزمة في سورية.. قال الرئيس الأسد: هناك فرق كبير بين التعاون بين الدول والتدخل في الشؤون الداخلية لدولة ما وزعزعة استقرارها.. التعاون بين الدول يتم برغبة متبادلة فيما بينها بما يحافظ على سيادتها واستقلالها وحرية قرارها وضمان استقرارها... العلاقة بيننا وبين روسيا وإيران وغيرها من الدول التي تقف مع سورية هي علاقة تعاون تكفلها وتضمنها المواثيق والقوانين الدولية.
أما الدول التي ذكرتها» السعودية وقطر»، فهي ومن خلال السياسات التي تنتهجها إزاء الأزمة في سورية تتدخل في الشؤون الداخلية لسورية وهو تدخل سافر ترفضه المواثيق الدولية ويُعد انتهاكاً للقانون الدولي وخرقاً لسيادة الدولة.
هذا هو الفرق... التعاون بين الدول يهدف إلى الحفاظ على الاستقرار وازدهار الشعوب بينما التدخل الخارجي هدفه زعزعة هذا الاستقرار ونشر الفوضى والتخلف.
وأكد الرئيس الأسد أنه عندما يكون هناك أنظمة طائفية مجاورة ، أو اضطرابات طائفية أو حروب أهلية -كما حصل في لبنان منذ 30 عاماً أو أكثر- فهذا سيمتد إليك، لذلك تدخلت سورية في لبنان في عام 1976.. لكي تحمي نفسها وتحمي لبنان، ولهذا أيضاً نهتمّ بما يحصل في العراق، لأننا سنتأثر به مباشرة.. من هنا كان موقفنا ضد الحرب على العراق موقفاً حاداً بالرغم من الإغراءات والتهديدات الأمريكية في ذلك الوقت، لأنه لم يكن لدينا قناعة بأنه علينا أن نرضي الأمريكيين ونخسر استقرارنا، لذلك الأنظمة الطائفية هي أنظمة خطيرة، وهذا يجعلني أؤكد على الأنظمة العلمانية وهي نقيض الأنظمة الطائفية، حيث كل المواطنين متساوون بغضّ النظر عن الدين.
وأوضح الرئيس الأسد أن جبهة النصرة فرع من القاعدة، وبالتالي يحملون نفس الإيديولوجيا تماماً.. لكنهم يعيشون بمنطقة سورية والعراق ولبنان والأردن.. يتم تمويلهم بشكل أساسي من قبل كل الأشخاص والمنظمات غير المعلنة التي تملك المال وتحمل الإيديولوجيا نفسها.. أموالهم كثيرة وسلاحهم أيضاً لأن التبرعات تأتيهم بشكل مباشر ومن الصعب معرفة المصدر والمصبّ.
يهدفون أساساً لإقامة دولة إسلامية - كما يفكرون هم بالإسلام - يعتمدون بشكل أساسي على المذهب الوهابي، وبالتالي كله يصب في فكر القاعدة كما هو الوضع في أفغانستان تماماً.
وحول الدافع الذي يحدو المملكة العربية السعودية وقطر كي تسلّحا الإرهابيين ، ما مقصدهم؟
قال الرئيس الأسد: أولاً.. أعتقد أن هذا السؤال يجب أن يجيبوا هم عليه، ولكن أنا سأجيب بتساؤلات.. هل يدعمون المسلحين إيماناً منهم بالحرية والديمقراطية كما كانوا يدّعون في إعلامهم؟ أساساً هل لديهم ديمقراطية في بلدانهم حتى يدعموا الديمقراطية في سورية؟ هل لديهم برلمان منتخب؟ هل لديهم دستور اختاره الشعب؟ هل قرر الشعب يوماً ما منذ عقود حتى اليوم شكل الدولة التي يرغب بها؟ ملكية أم رئاسية أم إمارة أم غيرها..؟! فإذاً الأمور واضحة.. أعتقد بأنهم أولاً يجب أن يهتمّوا بشعوبهم، وثانياً أن يجيبوا على سؤالك.
وحول بريطانيا وفرنسا ودورهما أوضح الرئيس الأسد أعتقد بأن لدى فرنسا وبريطانيا مشكلة مع الدور السوري المزعج في المنطقة حسب رأيهم.. فهذه الدول كما أمريكا تبحث عن إمّعات ودمى تنفذ مصالحهم دون أي اعتراض، ونحن رفضنا أن نكون كذلك بل وكنا دائماً مستقلين أحراراً..
فرنسا وبريطانيا دول استعمارية تاريخياً، ويبدو أنهما لم تنسيا هذا التاريخ ومازالتا تتعاملان مع هذه المنطقة بالطريقة نفسها, لكن الآن عبر وكلاء وعملاء.. نعم قد توجه فرنسا وبريطانيا السعودية وقطر بما يجب أن يفعلانه، لكن بالمقابل يجب ألا ننسى أن سياسة فرنسا وبريطانيا واقتصادهما هو رهن بالبترودولار..
المهم أن ما حصل في سورية كان فرصة لكل هذه الدول للتخلص من سورية، هذه الدولة غير المطيعة، والبحث عن رئيس يقول لهم «حاضر» دائماً.. وهذا ما لم ولن يجدوه لا الآن ولا مستقبلاً.
هناك انقسام في «الأوروبي»
حول تمديد حظر السلاح
وبخصوص الاتحاد الاوروبي وعدم تمديد حظر السلاح على سورية، وعدم سماحه بتوريد السلاح إلى المعارضة أجاب الرئيس الأسد : من الواضح بأن هناك انقساماً في الاتحاد الأوروبي حول هذا الموضوع من عدة جوانب، لا أستطيع أن أقول بأن الأوروبيين مع الدولة السورية، ولكن هناك دول لديها موقف عدواني تجاه الدولة السورية، خاصةً فرنسا وبريطانيا، الدول الأخرى بالمقابل، وفي مقدمتها ألمانيا تسأل أسئلة منطقية.. حول نتيجة إرسال السلاح للإرهابيين، وما الذي سيحصل.. أولاً ستدمّر سورية أكثر.. ومن سيدفع الثمن الأكبر هو الشعب السوري، النقطة الثانية أنت ترسل سلاحاً لإرهابيين، والأوروبيون يعرفون بأنهم إرهابيون، البعض يحاول تسويق الطريقة الأمريكية عن «مقاتلين جيدين ومقاتلين أشرار» تماماً كما فعلوا وقالوا منذ عدة سنوات بأن هناك «طالبان جيد وطالبان سيئ»، «قاعدة جيدة وقاعدة سيئة»، الآن هناك مصطلح جديد بأن هناك «إرهابي جيد وإرهابي سيئ «، هل هذا منطقي؟!.. هم الآن يعرفون بأن وصول السلاح إلى هذه المنطقة يعني وصوله إلى الإرهابيين، وهذا سيكون له نتيجتان، الأولى هي أن الحديقة الخلفية لأوروبا ستكون حديقة إرهاب، وأوروبا ستدفع الثمن، فعندما يكون هناك إرهاب يعني أن هناك فوضى.. والفوضى تعني فقراً.. والفقر يعني أن تفقد أوروبا سوقاً مهماً لها.
النتيجة الثانية هي تصدير الإرهاب لكم مباشرة، لأن الإرهاب عندما يسيطر هنا فإنه لن يتوقف هنا بل سينشر رسالته الإرهابية باتجاه أوروبا إما من خلال الهجرة غير الشرعية للإرهابيين أو من خلال عودة الإرهابيين الأوروبيين إلى بلدانهم الأصلية.. وسيعودون مدربين ومشرّبين بالإيديولوجيا المتطرفة أضعاف المرات.
كل ذلك سيؤدي - وأدى برأيي- لوجود انقسام بل وربما صراع داخل الاتحاد الأوروبي حول هذه الحقائق.. فلا يوجد لهم أي مخرج آخر، أو أن يضطروا للتعاون مع الدولة السورية ولو لم تعجبهم.
وحول أن المستقبل هو ضد الإرهاب أكد الرئيس الأسد بأن ذلك هو المنطق، منوهاً: لديكم الكثير من المسؤولين غير المنطقيين في أوروبا، وغير الواقعيين، وغير الموضوعيين، والذين يعملون بعواطف سلبية بدلاً من العقل، السياسة فيها مصالح لا تعتمد على الحب والكره، وأنت عليك أن تسأل نفسك كألماني ما هي مصلحتي فيما يحصل في المنطقة؟ بكل بساطة ما يحصل هو ضد مصلحتك، هو ضد أوروبا. لديكم مصلحة في مكافحة الإرهاب.
وأكد الرئيس الأسد أن الإعلام الآن يحاول أن يصوّر أن حزب الله كان يقاتل، والجيش السوري هو جيش ضعيف لا يحقق أي انتصار، هذا هو الهدف، في الواقع نحن منذ عدة أشهر نحقق انتصارات كبيرة على الأرض في مناطق مختلفة، وربما أهم من القصير، ولا يتحدثون عنها، ولا أحد يقاتل في تلك المناطق سوى الجيش السوري، أيضاً هناك قوات شعبية تقاتل مع الجيش الآن دفاعاً عن مناطقها، هي من السكان المحليين، وهذا أحد أسباب نجاحنا في سورية، لكن القصير أخذت أهمية، بسبب تصريحات المسؤولين الغربيين، حتى أن مسؤولين في الأمم المتحدة ادعوا أنهم يعرفون ماذا يجري في القصير!. وأصبح المسؤولون الغربيون يتحدثون عنها بأنها بلدة استراتيجية. كلا، الوضع مبالغ به، ولكن كان فيها عدد كبير من المسلحين والسلاح، وبدأ الإرهابيون يضربون القرى الموالية لحزب الله على الحدود فكان لابد من تدخل حزب الله مع الجيش السوري لإنهاء الفوضى، الجيش السوري جيش كبير ويستطيع أن يقوم بمهامه مع السكان المحليين في كل المناطق، أما لو كنا نريد المساعدة فلماذا لم نأت بهذه القوات إلى ريف دمشق؟ وأنت تعرف أن المعارك موجودة قرب دمشق. دمشق بكل تأكيد أهم من القصير... حلب أهم من القصير... كل المدن الكبرى أهم من القصير، فهذا كلام غير منطقي، ولكن كما قلت في البداية الهدف هو إظهار أن من ينجز العمل هو حزب الله، ولإثارة الرأي العام الغربي والعالمي ضد حزب الله.
وأوضح الرئيس الأسد أنه لا يوجد كتائب، هم أرسلوا عدداً من المقاتلين على أطراف الحدود حيث يوجد إرهابيون في منطقة الحدود عند القصير، وساعدوا الجيش السوري في عملية التنظيف على الحدود اللبنانية، ولم يرسلوا قوات إلى داخل سورية، كما تعلم قوات حزب الله تتموضع باتجاه إسرائيل ولا تستطيع أن تغادر جنوب لبنان، ومهما أرسل حزب الله إلى سورية فكم يستطيع أن يرسل؟ بضعة مئات؟ أنت تتحدث عن معركة يوجد فيها مئات آلاف الجنود من الجيش العربي السوري، وبالتالي بضعة مئات تؤثر في مكان، ولكن لا تستطيع أن تغيّر الموازين في سورية.
اتهام سورية باستخدام «الكيماوي» هو لتبرير المزيد من التدخل العسكري وسفك الدماء فيها
وحول ادعاءات بريطانيا وفرنسا أن لديهما بعض الأدلة الواضحة لاستخدام أسلحة كيماوية، وبأن البيت الأبيض قال إن لديه ما يؤكد ذلك الآن, ما أدى إلى مقتل150 شخصاً خلال عام، قال الرئيس الأسد: لنبدأ مما صرح به البيت الأبيض حول الـ150 شخصاً... عسكرياً : الجميع يعرف أن السلاح التقليدي العادي أثناء الحروب يقتل وبيوم واحد هذا العدد وربما أكثر وليس على مدى عام كامل... أسلحة الدمار الشامل تُستخدم لقتل مئات بل آلاف الأشخاص دفعة واحدة هذا هو الهدف من استخدامها، وبالتالي من غير المعقول أصلاً أن تستخدم السلاح الكيماوي لتقتل عدداً يمكن لك بالسلاح التقليدي أن تصل إليه.
إن أميركا وفرنسا وبريطانيا، وبعض المسؤولين الأوروبيين، قالوا إننا استخدمنا هذه الأسلحة في عدد من المناطق السورية، بغض النظر عن وجود أو عدم وجود هذه الأسلحة، فنحن لم نعلن بأننا نمتلكها أو لا نمتلكها، ولكن هل تعتقد بأنهم لو كانوا يملكون دليلاً واحداً فقط على أننا استخدمنا سلاحاً كيماوياً لما كانوا أعلنوا عنه على الملأ وأمام الدنيا كلها؟.. ثم أين الأدلة والإثباتات التي أدت إلى هذه النتيجة (بأن سورية استعملت سلاحاً كيماوياً)؟ .. هذا الكلام بات مضحكاً فعلاً، الدليل على أنهم يكذبون وأن الإرهابيين هم من استخدم السلاح الكيماوي، أننا عندما طالبنا الأمم المتحدة بإرسال لجنة تحقيق إلى المكان الوحيد الذي استخدم فيه الإرهابيون السلاح الكيماوي وهو في حلب، الفرنسي والبريطاني هم من عرقلوا هذا الأمر، لأن مجيء لجنة التحقيق سيثبت بأن الإرهابيين استخدموا السلاح الكيماوي، وسيظهر تماماً بالدليل القاطع بأن فرنسا وبريطانيا تكذبان. نحن لم نرفض مجيء اللجنة، نحن من دعا لمجيئهم، هو مقترح سوري، ولكن هم أرادوا أن تذهب هذه اللجنة إلى كل الأماكن في سورية، وتقوم بنفس العمل الذي قامت به لجان التحقيق في العراق، وتدخل في قضايا ليست من اختصاصها، نحن دولة لدينا جيش، لدينا أسرار، ولن نسمح لأحد بأن يطّلع عليها، لا الأمم المتحدة ولا فرنسا ولا بريطانيا ولا غيرها، فلذلك لن نسمح لهم أن يحققوا إلا في حادثة حلب.
وبالتالي فإن كل ما يُقال حول استخدامنا للسلاح الكيماوي هو جزء من استمرار الأكاذيب الأميركية والغربية حول الوضع في سورية وما هو إلا محاولة لإقناع الرأي العام لديهم إما بصوابية سياستهم أو لتبرير المزيد من التدخل العسكري وسفك الدماء في سورية.
وقال الرئيس الأسد: نحن منذ الأيام الأولى للأزمة، بل قد تُفاجأ بأننا قبل الأزمة بسنوات بدأنا بالإصلاح في سورية. عند بدء الأزمة أصدرنا حزمة من القوانين الجديدة، ورفعنا قانون الطوارئ، بل وغيرنا الدستور وتم الاستفتاء عليه... كل ذلك ربما يعرفه الغرب أو لا يعرفه، لكن ما لا يريد أن يراه الغرب هو أنه ومنذ الأسبوع الأول للمظاهرات كان لدينا شهداء من الشرطة، فكيف يمكن لمظاهرات سلمية أن تسقط شهداء؟.. من يقول إن المظاهرات بقيت سلمية أشهراً طويلة قبل أن يتحول الحراك إلى عسكري هل له أن يشرح لنا كيف سقط هؤلاء الشهداء منذ الأسبوع الأول؟.. هل لهتافات المتظاهرين أن تقتل شرطياً؟..
ما حصل وما قلناه مراراً... هو أنه منذ الأيام الأولى كان المسلحون يتواجدون بين المتظاهرين ويطلقون النار على الشرطة، وأحياناً أخرى كانوا يتواجدون في أماكن قريبة من المظاهرات ويطلقون النار على المتظاهرين وعلى الشرطة معاً كي يظن كل طرف أن الآخر يعتدي عليه.. وهذا ثبت بالتحقيقات والاعترافات التي نشرناها وبثينا كثيراً منها في الإعلام.
وأكد الرئيس الأسد نحن نطارد الإرهابيين حيث يذهبون، والإرهابيون يدخلون إلى مناطق سكنية في كثير من الأحيان. ولكن لنأخذ مثالاً القصير، كان الصراخ الغربي في الإعلام يقول بوجود 50 ألف مدني في القصير، سكان القصير الأصليون هم أقل من ذلك طبعاً.. عندما دخل الإرهابيون خرج السكان، وعندما دخلنا إلى القصير لم نجد مدنيين، فعملياً كل مكان يدخل إليه الإرهابيون يخرج المدنيون، وعندها تحصل المعارك. والدليل على هذا الكلام أن معظم الضحايا في سورية هم من العسكريين، أما المدنيون الذين قتلوا، فقتلوا عندما دخل الإرهابيون، حيث قاموا بعمليات إعدام، واستخدموا المدنيين كدروع بشرية. والعدد الأكبر قتل عن طريق الانتحاريين في السيارات المفخخة، أما الباقي فهم إما إرهابيون أجانب، أو إرهابيون سوريون.
يدنا ممدودة
لكل من يرغب بالحوار
واضاف الرئيس الأسد: منذ اليوم الأول مددنا يدنا لكل من يرغب بالحوار، ولم نغيّر موقفنا، وعقدنا في بداية الأزمة مؤتمر حوار وطني، وبالتوازي كنا نحارب الإرهابيين، لكن عندما نتحدث عن مفهوم المعارضة، فلا يجب أن نضع الجميع في سلة واحدة، لا يجب أن نضع الإرهابي مع السياسي، لديكم معارضة في ألمانيا، ولكنها لا تحمل السلاح، المعارضة هي عمل سياسي، فإذاً عندما نتحدث عن المعارضة نقصد السياسيين، بالنسبة لهؤلاء، نعم نحن دائماً مستعدون للحوار، ولا علاقة له بالقصير.
أما بالنسبة للمصالحة الوطنية، فلا أعتقد بأنه مصطلح دقيق، فهنا ليست القضية مسألة حرب أهلية كما كان في لبنان، وليست «أبيض وأسود» كما كان في جنوب أفريقيا، وإنما القضية هي حوار من أجل الخروج من الأزمة، ودَفْع الإرهابيين لإلقاء السلاح، بكل الأحوال نحن مقبلون على مؤتمر جنيف، وجنيف له الأهداف السياسية نفسها، إذاً المسار السياسي لم يتوقف، ولكن هناك عراقيل خارجية : تركيا، قطر، السعودية، فرنسا، بريطانيا، هذه الدول بشكل أساسي لا ترغب بالحوار وترغب باستمرار الاضطرابات، هذا هو السبب الذي جعل الحوار وإنجاز الحل السياسي يتأخر في سورية.
وحول أيٍّ من المعارضة السياسية يمكن أن تُقبل كجزء شرعي.. قال الرئيس الأسد: أيّ معارضة لا تحمل سلاحاً، لا تدعم الإرهاب، ولديها برنامج سياسي، لكن أيضاً أنت تعرف أن كلمة المعارضة مرتبطة بالانتخابات، أي إذا كنت معارضاً وليس لديك قاعدة شعبية فليس لك قيمة عملياً، فعلى المعارضة أن تثبت نفسها بالانتخابات.. انتخابات الإدارة المحلية، والانتخابات البرلمانية وهي الأهم، نحن نتعامل مع قوى تسمّي نفسها معارضة، لكن هنا نسأل سؤالين: ما هي قاعدتهم الشعبية.. وما هو برنامجهم السياسي.. وعلى هذا الأساس نتصرف.
وأوضح الرئيس الأسد أنه عندما تكون المعارضة مستقلة ووطنية لا يوجد لدينا مشكلة.. لكن لنكن واضحين فيما يتعلق بالمعارضة الخارجية.. هذه معارضة تعيش في الخارج، ترفع تقاريرها إلى وزارات الخارجية الغربية ومخابراتها.. تعيش في كنف شعب غربي ولا تعيش في بلدها، ومن يمولها هو صاحب قرارها بكل شيء.. وبالتالي بالنسبة لنا مفهوم المعارضة هو أن تمثل جزءاً من الشعب لا أن تمثل دولة أو دولاً أجنبية.. كي تكون معارضة حقة لابد أن تعيش على التراب السوري مع شعبه ومشاكله وهمومه.. عندها ستكون هذه المعارضة جزءاً من العملية السياسية.. أما أن تكون خاضعة لدول أجنبية فنحن لا نسميها معارضة، بل نسميها معارضة بالوكالة!!
نأمل أن يكون «جنيف 2»
محطة هامة لدفع الحوار
وأكد الرئيس الأسد نحن سنذهب إلى جنيف من أجل هذا الحوار، ولكن أنا قلت هذا الكلام لكي أوضح ما الذي سيحصل عملياً، عندما تجلس مع شخص وهو لا يملك القرار فأنت تفاوض صاحب القرار، لأن هذه الدول التي تقف خلفهم ستقول لهم ماذا يفعلون وماذا لا يفعلون، وستقول لهم ماذا يقبلون وماذا يرفضون، وتستطيع أن ترى عبر الفضائيات كيف كان السفير الفرنسي في سورية يتحدث مع المعارضة السورية ويعطيهم الأوامر ويشتمهم، وفي فيديو آخر، وهذا على لسان المعارضة نفسها، تحدثوا كيف شتمهم السفير الأمريكي في سورية، فنحن إذاً سنفاوض عملياً أمريكا وفرنسا وبريطانيا وأدواتهم: تركيا وقطر والسعودية.. فهذه القوى التي تسمى معارضة الخارج هي مجرد موظفين، ولذلك أنا تكلمت عن العبد والسيد.
وأعرب الرئيس الأسد عن أمله أن يكون مؤتمر جنيف محطة هامة لتدفع الحوار في سورية، خاصة أننا أعلنّا في بداية العام عن رؤية للحل السياسي يستند إلى جنيف1، لكن وفي الوقت نفسه الذي نذهب فيه إلى هذا المؤتمر بهذا التصور، يجب أن نعرف الوقائع. أول هذه الوقائع أن هناك دولاً ليس لها مصلحة في نجاح جنيف2.
هذه الدول نفسها التي ذكرتُها هي التي تدعم الإرهابيين في سورية، السؤال المنطقي هو ما العلاقة بين مؤتمر جنيف والإرهاب على الأرض؟ هناك علاقة واحدة.. إذا تمكّن مؤتمر جنيف، وهذا ما نأمله، من منع تهريب السلاح وتهريب الإرهابيين إلى سورية، وهناك إرهابيون من 29 جنسية تم إحصاؤهم حتى الآن عندها ستكون بداية النجاح وسيبدأ تراجع الأزمة، أما إذا لم يحصل هذا الشيء واستمر الإرهاب فما قيمة أي حل سياسي؟ عملياً الحل السياسي يستند إلى إيقاف تهريب الإرهابيين والسلاح، نحن نأمل من مؤتمر جنيف أن يبدأ بهذه النقطة، وإذا تمكن فقط من تحقيق هذه النقطة فأنا أعتبره مؤتمراً ناجحاً جداً.. من دون تحقيق ذلك لن يُكتب له النجاح.
وفي حال لم ينجح مؤتمر جنيف2 والنتائج المترتبة عن ذلك قال الرئيس الأسد: في كل الأحوال هذه الدول مستمرة في دعم الإرهابيين وستستمر، وعندها إذا لم تنتهِ الأزمة في سورية ستنتشر إلى دول أخرى وستصبح الأمور أسوأ، فالمنطق يقول أن للجميع مصلحة بالنجاح، أما بالنسبة للمعارضة الخارجية، فإذا نجح المؤتمر فسيفقدون الأموال التي كانت تأتيهم، وإذا كنت لا تملك لا الأموال ولا القاعدة الشعبية فأنت لا تملك شيئاً.
وأضاف الرئيس الأسد: تحدثنا عن حكومة موسعّة تمثل جهات مختلفة تحضّر لانتخابات برلمانية، ومن ينجح في الانتخابات يساهم، ومن لا ينجح ليس له مكان. نحن كنا منفتحين لهذه الفكرة منذ بداية الأزمة ولم يكن لدينا مشكلة بهذا الشأن.
وعن الانتخابات الرئاسية القادمة قال الرئيس الأسد: ستكون بحسب الدستور الجديد، أي أن هناك أكثر من مرشح.. ستكون تجربة جديدة .. من الصعب أن نعرف بالتحديد كيف ستكون حتى نجرّبها.
وكرر الرئيس الأسد بأن التحدي الأكبر هو التطرف، إذا تمكنا من مكافحته بالفكر، بالثقافة، بالمناهج، عندها نستطيع أن نسير في مسار ديمقراطي سليم. والديمقراطية التي نراها في سورية هي ليست هدفاً، وإنما هي وسيلة للاستقرار، ووسيلة للازدهار، القضية ليست قوانينَ ودساتيرَ، فهذه أيضاً مجرد أدوات، يجب أن ترتقي بالمجتمع أولاً لتكون مؤهلاً للممارسة الديمقراطية. العملية الديمقراطية هي عملية ثقافية - اجتماعية بالدرجة الأولى، وعندما يكون لديك الكثير من «التابوهات» أو المحظورات في عقول الناس من الصعب أن تتطور الديمقراطية. وأولى هذه المحظورات هي الفكر المتطرّف. طبعاً عدا عن ذلك نحن نتمنى أن نعيد الإعمار ، نعيد الصناعة التي كانت ناشئة في سورية، نعود بانفتاح أكثر من الانفتاح الذي كنا فيه.. وسورية منفتحة دائماً.. نتعلم الكثير من الدروس من هذه الأزمة، نتعلمُّ بأن الجهل هو عدو المجتمعات.. هو القاعدة للتطرف. هذه مجرد عناوين، ولكن نتمنى أن تكون أوروبا أيضاً قد تعلمت معنا الكثير من الدروس.