الفرنسيين، في النصف الأخير من القرن التاسع عشر.
في أول معرض للفنانين التأثيريين عام 1874، عرض كلود مونيه «1840-1926»، لوحة بعنوان “تأثير، شروق الشمس”.
لم تنل اللوحة رضا النقاد. أحدهم قال في سخرية إنها تمثل “الفن التأثيري”، وهى مدرسة فنية لم تكن قد تكونت في ذلك الوقت بعد. في العرض الثالث للوحة عام 1878، لاقت قبول النقاد. بعد ذلك، أطلق الفنانون على أنفسهم، نكاية في النقاد، اسم “التأثيريون”. من هنا، ولد الفن التأثيري.
بدأ عدم الرضا والغضب يجتاح الفنانين الجدد، بسبب رفض عرض لوحاتهم في الصالون الملكي. لكي يخفف من هذا الغضب. أسس نابليون الثالث عام 1863، صالوناً جديداً لعرض اللوحات المرفوضة من الصالون الملكي. لوحة مانيه بعنوان “مأدبة غداء على الأعشاب”، كانت من اللوحات المرفوضة.
في عام 1867، وبعد رفض الكثير من لوحاته، قام مانيه بعرض خاص لـ 50 لوحة من أعماله. بعد ست سنوات، قام الفنانون التأثيريون، بإنشاء جمعية خاصة بهم، وأنشأوا معرضاً للوحاتهم في باريس، يُقام مرة كل عام أو كل عامين. هذا القرار، أعطى التأثيريين الحرية والتحرر من القيود التي وضعها الأكاديميون على أعمالهم.
مع ازدياد سوق اللوحات الفنية، ازداد عدد أماكن العرض. من ثم، زادت فرص الفنانين الجدد في عرض لوحاتهم وتطبيق أساليبهم الحديثة، بعيداً عن قيود الصالون الملكي وشروطه المجحفة.
كان مونيه يرسم في العراء والهواء الطلق. هذا جعله يركز على دور الضوء والألوان في صبغ الأشياء الموجودة بالمشهد. كل الفنانين التأثيريين، علموا أهمية الضوء والألوان، وعرفوا كيف يوظفونهما في أعمالهم، لكن مونيه، كان أقدرهم وأكثرهم جرأة.
يقول رينوار عن أسلوبه التأثيري في الرسم:
“أنا لا أريد أن يشعر المشاهد، عندما يرى لوحتي، أنها مملة لا حياة فيها”.
إن لوحات رسامي الفن التأثيري، وبعد ما يزيد على 125 عاماً، عادت إلى الواجهة التشكيلية العالمية، وتصدرت في كثير من المعارض الاستعادية، ربما كاعتذار على عدم تقدير هذا الفن في وقته.