فهي ترغب في إقامة دولة يهودية أحادية النوع تقوم على العنصرية وطرد السكان الأصليين، متناسية في دعوتها هذه من هم السكان الأصليون ومن هم الذين جاؤوا مهاجرين إلى فلسطين في العقود الأخيرة. غير أن الأمر وإن بدا غريباً من حيث الطرح في القرن الحادي والعشرين إلا أنه ليس جديداً.
ولعل قراءة سريعة في الأحداث التاريخية، ستؤكد لنا عنصرية هذا الكيان فقد حاولت بريطانيا منذ بدء الاستيطان الصهيوني في مستعمرتها هذه خلق التوازن بين استيطان يهودي يتناسب مع المستوى الكفاحي للحركة الوطنية الفلسطينية مع ميل واضح لزيادة نسبة الاستيطان وصولاً إلى قيام إسرائيل وتشريد الشعب الفلسطيني.وعندما وافق بن غوريون على قرار التقسيم 181، كشرط دولي للاعتراف بإسرائيل، كان يدرك تماماً أن بقاء أقلية عربية فلسطينية في القسم الإسرائيلي ستتعاظم وقد تصل إلى حد التوازن الديموغرافي، فلجأت العصابات الإسرائيلية إلى أساليب الترويع والطرد وارتكبت المجازر بأبشع صورها وشردت العائلات الفلسطينية من ديارها وقراها واستولت على ممتلكاتها واستوطنت أراضيها. ومنذ ذلك الحين تمارس إسرائيل أقصى أنواع التمييز العنصري ضد «عرب 48» وتسمح للمستوطنين الإسرائيليين بممارسة اعتداءاتهم اليومية ضدهم بتغطية أمنية وإعلامية والتي بدت واضحة في أحداث عكا الأخيرة، حيث قامت سلطات الاحتلال بالضغط والتضييق على العائلات العربية لترحيلهم قسراً عن المدينة.
كما أصدرت الحكومة الإسرائيلية قانوناً عنصرياً يمنع الفلسطينيين المتزوجين من فلسطينيات يقمن داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 من الإقامة داخل هذه الأراضي وتقوم بتمديده بدعوى انتقال أكثر من مئة ألف فلسطيني إلى أراضي 48 نتيجة حالات الزواج.
ولاحقاً قامت إسرائيل ببناء الجدار العازل والنظام المرتبط به لدواع أمنية بما يتعارض مع القانون الدولي ومواثيق حقوق الإنسان، غير أن هذا الجدار يخلق حالة من الفصل العنصري ومنع الاختلاط والاندماج السكاني وفرض الحصول على تصريحات مؤقتة للدخول لغايات العمل وغيرها تحتم عليهم العودة إلى مناطقهم.
وترافقت دعوة ليفني الأخيرة مع ازدياد نزعات التطرف والعنصرية بعد صعود اليمين الصهيوني المتطرف في إسرائيل الذي يستمد قوته من العنف الذي يمارسه وسعيه الدائم لأخذ أراض فلسطينية جديدة لبناء المستعمرات عليها واستهداف حياة الفلسطينيين المقيمين. ومعروف أن هذا التيار مرتبط بنشأة إسرائيل ويحتضنه جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يرفع شعار «دعوا الجيش ينتصر»، ويتصاعد بشكل واضح ويتغذى على مواقف الداخل الإسرائيلي المبني على مواقف عنصرية بحكم التربية الصهيونية.
ويرى الصحفي الإسرائيلي المناهض للصهيونية «شراغا ايلام» أن إسرائيل لم تتوقف عن سياسة التطهير العرقي للتخلص من الفلسطينيين منذ عام 1948 إما بالقتل أو بالتهجير.
وقال إن أحد أهداف إسرائيل من الهجوم على غزة هو تهجير أكبر قدر ممكن من الفلسطينيين إلى خارج القطاع على أن يكون شمال سيناء مستقراً لهم، وإرغام الاتحاد الأوروبي على قبول عدد آخر كلاجئين سياسيين تحت ضغط المعاناة الإنسانية.