تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


القتلة والمتطرفون ينالون الجائزة..!

شؤون سياسية
الأثنين 16-2-2009م
علي سواحة

ها هم القتلة والمتطرفون يفوزون بانتخابات الكيان الإرهابي، وها هو الجاني ينال جائزته مكافأة لما فعله في الضحية غزة،

ورهاناً عليه لما سيحمله من مفاجآت أخرى لا تقل وحشية عن ماضيه الأسود ضد هذه الأمة وكرامتها لصالح المشروع الصهيوني القائم على القتل والتوسع. ففي ضوء نتائج انتخابات إسرائيل تنكشف حقيقة هذا الكيان الغاصب الذي اختار طريق العنصرية والتطرف أكثر من ذي قبل استجابة لأجندة أحزابه المتطرفة الفائزة «كاديما، الليكود، إسرائيل بيتنا»،‏

وهي نتائج في حقيقة الأمر تعكس حقيقة لدى الإسرائيليين على مختلف انتماءاتهم هويتها التطرف وعداء السلام، كما تعكس أيضاً ارتفاع نسبة الناخبين المؤيدين للأحزاب التي تدعو إلى ترحيل عرب 1948، وهذا من شأنه أن يثير موجات عداء جديدة بين الأوساط اليهودية ضد العرب،ما سيجعلهم يعيشون في قلق متزايد على مستقبلهم إنه زمن الصعود الهستيري لهكذا أحزاب إرهابية متطرفة، فالليكود الذي تأسس برئاسة مناحيم بيغن وبمبادرة من الإرهابي شارون نجح في الوصول إلى الحكم عبر تحالفه مع الأحزاب الدينية وذلك للمرة الأولى في تاريخ الكيان الصهيوني في عام 1977 في خطوة عرفت وقتها في الحياة السياسية الإسرائيلية بالانقلاب وبرنامجه الانتخابي اليوم تلخص بمعارضة أي انسحاب أحادي الجانب من أي أرض محتلة ويرفض زعيمه أي مسؤولية أخلاقية تجاه اللاجئين الفلسطينيين فضلاً عن رفضه المطلق تنفيذ القرار 194 الخاص بعودتهم وهو أيضاً يصر على إبقاء القدس موحدة كعاصمة لإسرائيل ويضع مواجهة الخطر الإيراني المزعوم على رأس أولوياته بالتلازم مع رفض الانسحاب من الجولان.‏

أما حزب إسرائيل بيتنا الذي تأسس عام 1999 على يد أفيغدور ليبرمان على قاعدة تمثيل المهاجرين اليهود الوافدين من دول الاتحاد السوفييتي السابق فهو الحزب الذي انشق عن الليكود وكان ليبرمان وقتها يشغل منصب رئيس ديوان رئيس الحكومة.‏

وقتذاك نتنياهو ومنذ تأسيس هذا الحزب إلى برنامجه الانتخابي الأخير ينتهج خطاً يمينياً متطرفاً ولاسيما تجاه عرب فلسطين داخل إسرائيل ونجح هذا الحزب بتوسيع قاعدته داخل إسرائيل وخارجها ولاسيما فوزه الأخير في الانتخابات الإسرائيلية فيما يتولى ليبرمان حقيبة الشؤون الاستراتيجية في حكومة أولمرت المستقيلة قبل أن يستقيل منها أواخر العام الماضي احتجاجاً على تنظيم مؤتمر أنابوليس ورغم مغالات هذا الحزب بمواقفه وشعاراته العنصرية فإن قاعدة التأييد له تتسع داخل الأوساط الإسرائيلية وبرز في الانتخابات الأخيرة طرفاً مرجحاً في تأليف الحكومة الإسرائيلية الجديدة وهو ما زال يعلن ضرورة طرد عرب 1948 من بلداتهم وقراهم إلى أراضي السلطة الفلسطينية.‏

أما حزب شاس فهو حزب ديني تأسس عام 1983 بعد انشقاقه عن حزب أغودات إسرائيل تحت شعار خدمته لمصالح اليهود الشرقيين ومطالبته بإحلال الشريعة اليهودية لدولة إسرائيل وتصديه المطلق للعلمانيين في الوسط الإسرائيلي مع التركيز على التعليم الديني اليهودي ودراسة التوراة خصوصاً وهو يشارك في أكثر من حكومة إسرائيلية سابقة بنحو 11 مقعداً.‏

وهذا الحزب يستغل أقصى طاقاته في كل حكومة ائتلافية في إسرائيل بهدف الحصول على الأموال اللازمة لتمويل أفكاره وخططه ومجلس حاخاماته الذي يتولاه الحاخام عوفاديا يوسف، وحزب شاس ينتهج خطاً يمينياً ولاسيما في شأن مستقبل القدس الذي يرفض التفاوض نهائياً حولها وهو يدعم نتنياهو لرئاسة الحكومة القادمة كونه يتفق معه في أطروحاته وخططه بشكل كامل.‏

أما كتلة يهدوت هتوراة فهي تشكلت في عام 1992 من حزبين دينيين اشكنازيين هما أغودات إسرائيل وديفل هتوراه وحرصت هذه الكتلة منذ تأسيسها على عدم استلام أي حقيبة وزارية لأسباب دينية وعرفت بمطالبتها بترؤس لجنة المال في الكنيست بغية التأثير على موازنة الدولة لخدمة المتدينين في إسرائيل وهي على غرار حزب شاس تطالب بأن يكون القرار السياسي في إسرائيل بأيدي المتدينين.‏

كذلك كتلة الاتحاد القومي- موليدت والتي تأسست عام 1999 من اتحاد أحزاب يمينية صغيرة يسيطر عليها التوجه الديني المتطرف في قضايا الصراع العربي الصهيوني وتمسكها بدولة إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل ورفضها إقامة أي نوع من الدولة الفلسطينية، وكذلك الحال لكتلة «البيت اليهودي» التي تأسست نهاية عام 2008 من عدة كتل دينية تتبنى إيديولوجيا يمينية صهيونية وتؤيد إقامة أرض إسرائيل الكبرى وابقاء المستوطنات أياً كان موقعها.‏

هذه هي الأحزاب الإسرائيلية بفكرها وعقيدتها الدينية المتطرفة التي فازت في الانتخابات وسط مباركة وتهليل الغرب الديمقراطي لها، وهي خيارات في حقيقة الأمر تؤكد هوية إسرائيل العنصرية المتطرفة وهوية مشروعها النقيض تماماً للسلام، ولهذا وذاك جاء الفوز للتطرف وكان الخاسر وحده السلام وهو بدون شك سيبقي السلام في مهب الريح طالما أن الإسرائيليين إلى اليوم لم يفكروا به أو يستسيغوه لأنهم جميعاً يؤمنون بالتطرف والقتل والعدوان والتوسع خطوطاً حمراء لا يمكن أن يتنازلوا عنها في صراعهم سواء مع العرب أم مع غيرهم ممن يعادي فكرهم الفاشي هذا.‏

إن القادم السياسي في إسرائيل في ضوء نتائج انتخاباتها أخطر مما يظنه البعض، إنه الإرهاب والفاشية والعنصرية وهي تحمل في طياتها من الحقد والكراهية للعرب ما لم تظهره من قبل وما لم تستخدمه من قبل تلك العصابة الصهيونية الحاقدة ولهذا حري بهذه الأمة أن تكون على مستوى الحدث وأن تمتلك لواء التحدي كي ترفع عن كاهلها الضيم الذي أضناها طويلاً.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية