لكل سؤال سائل والجواب موضوعياً يكون بحدود السؤال والمجيب عن سؤال السائل هو المعني المسؤول الذي يملك التصور والحل. عندما نتحدث عن /ثقافة المسؤولية/ نعني /أدبيات المسؤولية/ ومناقبيتها وسلوكها وكيفية ممارسة المسؤولية ما يجب أن يتمتع به حامل المسؤولية من وعي ومعرفة وإدراك لعمله وحراك إداري يؤدي الغرض المهني الوظيفي للمسؤولية.
من عناصر ثقافة المسؤولية.. /وعي المسؤولية/ والوعي هنا له مستويات: المستوى المعرفي أي فهم طبيعة العمل وأحكامه والمطلوب فيه وأنظمته وقوانينه ثم الجانب الحركي التنفيذي لوعي المسؤولية أي الترجمة العملية في الممارسة اليومية وسلوكها.
من عناصر /ثقافة المسؤولية/ الإحساس بالمسؤولية والإحساس هنا تكوينه نفسي إدراكي من عناصره: احترام العمل والعاملين والالتزام بالقوانين والأنظمة والتحمل والاستيعاب وسعة الصدر وحسن الخطاب والجواب.
الفكر المسؤول هو فكر نقدي يستمع جيداً ويصغي للملاحظات ويقبلها ويتعامل معها تعاملاً جدياً ولا يستهين بسائل بمعنى أن: /المسار النقدي/ التصويبي مسار المراجعة والتقويم للأداء وعبر جلسات وحوارات هو من /ثقافة المسؤولية/ وممارستها.
الفكر المسؤول: هو فكر تشاركي يميل في ممارسته إلى /الأنا الجمعي/ التضامني ويبتعد عن الفردية وهو يقبل الرأي الآخر المختلف معه وقاعدة القبول هي الحوار للوصول للنتائج الأفضل.
من ثقافة المسؤولية: مفهوم /الأنموذج/ أو الريادة وهذا يعني أن /المسؤول/ من معلم الصف إلى المستويات الإدارية المختلفة يجب أن يكون في موقع /الريادة/ أخلاقاً وقيماً وسلوكاً ووعياً ومتابعة، وعند ذلك يشكل حالة ما هو قريب من /المثال/ ليقتدى به.
فالمسؤولية هنا: /تميز وليست امتيازاً/ وهناك فرق بين الدلالتين: أن تكون المسؤولية /تميزاً/ في العمل، والانتاج، والممارسة، وليست /امتيازاً/ بمعنى /موقع المسؤولية/ وما ينتج عنه من مكاسب مادية أو غيرها.
ثقافة المسؤولية هي: /ثقافة الثقة بالنفس/ والثقة هنا أساسها معرفي، إدراكي لطبيعة العمل ومستلزماته وجرأة تحمل المسؤولية ودقة اتخاذ القرار والمتابعة في التنفيذ والثقة في النفس من شروط النجاح في أي عمل، فالثقة مستوى نفسي وحركي يطرد الخوف والتردد ويعرف الهدف والمسار إليه.
من عناصر ثقافة المسؤولية: /احترام العمل/ أي المهمة المكلف بها المسؤول أكانت مهمة متواضعة صغيرة وفي حيز إداري أو عملي محدود أم كبيرة في مستويات إدارية أعلى.
واحترام العمل والمهمة وشؤون الدائرة ومسؤوليتها يعطي للدائرة احترامها ونظامها، ويدخل في دائرة احترام العمل /تقدير المنتجين/ ومكافأتهم.
والتمييز بين المنتج وسواه بمعنى الرجل المناسب في المكان المناسب وهذا يعني الاهتمام /بالكوادر/ وتدريبها والارتقاء بها.
من عناصر ثقافة المسؤولية /الجرأة/ وعدم الخوف أو التردد وقول الحقيقة ودقة التوصيف والشفافية والوضوح والمكاشفة.
من عناصر ثقافة المسؤولية وهو الأهم عنصر /المساءلة/ فلا يجوز ألا يسأل المقصر عن تقصيره والمخطئ عن خطئه والمسيء عن إساءته والمساءلة مسألة قانونية وإدارية وأخلاقية وهي ترتبط بمفهوم : الجزاء من جنس العمل والفرز بين الصحيح والخطأ.
ثقافة المسؤولية هي ثقافة /تطويرية/ تبحث عن الجديد وتضع مسألة المستقبل وتطوير العمل في خططها ومشاريعها والرؤية التطويرية هي حاجة معرفية وتقنية واقتصادية ووطنية.
ثقافة المسؤولية هي /ثقافة أخلاقية/ تحترم القيم المجتمعية العامة، كالصدق والوفاء واحترام العمل والمحبة والتضحية فهي تنتمي لما هو /قيميّ ونهوضي/.
ثقافة المسؤولية هي ثقافة الأمل والتفاؤل ومحبة الأوطان والانتماء لمشروع بنائها.
إنها منظومات قيمية أخلاقية تبدأ من الأسرة والمدرسة والمجتمع والإعلام إنها /شرف المسؤولية/ وممارستها وكلنا يعلم معنى كلمة شرف المسؤولية وارتقائها وهي كبيرة ووجدانية ولها عناصرها ومحدداتها إنها /ثقافة المسؤولية/ وممارستها.
كاتب وباحث