تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ســــــورية رائدة الكرامة وقلعة العروبة

آراء
الأثنين 16-2-2009م
محمود شيخ عيسى

ينعكس الخواء الفكريّ الذي قد يمرّ به بعض حملة الأقلام المشبوهة من حين إلى آخر، إصراراً على سدّ هذا الخواء بجعجعة لا طائل من ورائها لأنها خالية من ذرة واحدة متناهية في الصغر من الطحين، ويصبح التهجّم الأعمى على المواقف النبيلة

هدفاً يرمي من يسعى إليه من خلاله لإثبات أنّ المزبلة التي يدّعي أنّه الديك الأوحد الذي يملكها هي وقف عليه، وكلّ ما يعرض من برامج تتبناها شاشة هذه المزبلة هي برامج حصرية خاصة به قولاً واحداً.‏

لكنّ الانقلاب على الحقائق الواضحة ليس بتلك العملية السهلة، كما يتخيّل هذا الدعيّ الذي يقحم نفسه في زمرة الكتاب، أما المسافة التي تفصله عن الكتابة التي يمكن أن يخصص لها المرء بعض جزء من وقته لأنها تستحقّ الاهتمام، فمسافة أقلّ ما يقال عنها إنها تمتدّ آلافاً مؤلفة من السنوات الضوئية.‏

وفي غمرة الجلبة والضوضاء والصياح تسمع ذلك الصوت الذي بدأ صاحبه هامساً، ثم اكتسى فجأة حلة ممزقة من الشجاعة الجوفاء فرفع عقيرته بالصراخ والبعاق، وكلّ همّه أن يستقطب تلك الأيدي التي يمكن شراؤها بثمن بخس دراهم معدودة لتهري أصابعها الوسخة تصفيقاً هو أقرب ما يكون لوجبة ساخنة من التهريج والتخريف.‏

يقول صاحب ذلك الصوت إنّ دولته ذات ثقل دوليّ لا يمكن إنكاره، وانطلاقاً من هذا الدور المعتوه الذي طاب له أن يلعبه يحمل شهادات براءة واتهام يوزّع بعضاً منها على من لا يراه معارضاً لصوته، وبعضاً منها على من يشير إلى ضآلة حجمه المتناهي صغراً ودونية.‏

يحلو له الخوض في ميدان السياسة فيتهم سورية بالخروج عن الشقيقة الكبرى ولا نعرف من هي هذه الشقيقة، ويزعم أنّ دعوتها لعقد قمة عربية تناقش العدوان الصارخ اللئيم على غزة الصامدة، دعوة ترمي سورية من خلالها إلى لعب دور محوريّ على مستوى العرب، ولكي يجنّب نفسه تهمة الحقد على سورية، يأتي إلى دولة أخرى أخذت تلعب دوراً واضحاً في الدفاع عن القضايا العربية هي قطر فيكيل لها التهم التي يفصّلها خياله الحاقد المريض فيرميها بما شاء من نعوت وألقاب، ليس المجال مجال ردّ على ما فيها من كذب وافتراء، لكنّ الذي يرسل بصاقه إلى السماء يجب أن يكون مستعداً للاغتسال ببصاقه بعد أن يسقط على وجهه التافه.‏

وحبّذا لو تذكّر صاحب ذلك الخشب المجوّف الأجوف الذي لا يمكن بحال من الأحوال أن نسميه قلماً أنّ سورية لم تكن لتجهد نفسها بالبحث عن دور محوريّ لأنّ القدر اختارها للعب هذا الدور بحكم موقعها الجغرافيّ، ووجود تاريخ من المفاخر والحرص على الأمة أصبح مكوناً أساسياً من مكوناتها العامة والخاصة.‏

وسورية عندما تنهض للدفاع عن كرامة الأمة والتنبيه للمخاطر المحيقة بها، لا تنتظر شهادة حسن سلوك من هذا وذاك، لأنّ الأب الحريص على كلّ فرد من أفراد أسرته لا يدافع عن وجودهم، ويضحّي بلا حدود ذوداً عن كرامتهم، انتظاراً لتلقّي أوسمة الحمد والثناء، بل يفعل ذلك لأنه يرف ما تعنيه كلمة الأب من عطاء بلا مقابل، وتقديم أغلى ما يملك في سبيل سعادة الأسرة التي سيسأله التاريخ عنها، ويحاسبه إذا قصر في تأمين مصالحها، أو الدفاع عنها، وقبل ذلك سيسأله ضميره الحيّ الذي لا يموت إلاّ بموت صاحبه، على أنّ سورية قلعة الكرامة والعروبة التي لن تشيخ ولن تموت.‏

ولكلّ من يشدّ على أصابعه ذلك الكويتب الحاقد الذي ترحّب بما يكتب تلك الجرائد التي تفضل اللون الأصفر لوناً لورقها نقول: سورية رائدة الكرامة وقلعة العروبة، وليس أمامك إلاّ أن تصدع بهذه الحقيقة لأنّ كلّ أولئك الذين حاولوا القفز عليها تعثروا من قبل، وسقطوا سقوطاً مخزياً ولم يجدوا من يرثي لحالهم أو يشفق عليهم.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية