ومن الطبيعي أن يكون هذا اليوم من كل عام مناسبة غالية لأنه شهد ولادة سياسي من الطراز الفذ، ومن أكثر السياسيين حنكة وحكمة على الساحة العالمية. يحق لنا أن نقول إنه يوم تاريخي ومنعطف بالغ الأهمية في حياة الأمة الكورية لأنه جسد فيما بعد مع ولادة القائد العظيم زمنا كوريا جديدا عنوانه المستقبل الواعد لقضية الاستقلالية وللانتصارات الباهرة المستمرة.
فالقائد العظيم كيم جونغ ايل هو القائد الوفي الذي تابع وبأمانة الثوابت العظيمة الخالدة التي أرساها الرئيس كيم ايل سونغ، تابعها بحرص بدون تحريف، بل أضفى عليها من عبقريته طابعا ينسجم مع العصر الراهن والمتغيرات الدولية وتحدياتها.
لقد واصل القائد تمسكه «بفكرة زوتشيه» الذي أبدعها الرئيس الراحل، بالاضافة لدراسته المعمقة وتحليله لأدبيات الطبقة العاملة الثورية وللمبادئ الأساسية لفكرة زوتشيه وجوهرها، مما أدى الى تبويبها بشكل متناسق يليق بها كنظرية هادية لقضية الاستقلالية.
بالاضافة لذلك رسخ القائد سياسة «سونكون» (فكرة أولوية الجيش) باعطاء الأولوية للشؤون العسكرية والتسليح، منطلقا من اعتبار هذه الفكرة من ثوابت الرئيس الراحل، بالاضافة لكون هذه الفكرة هي المنطق والتصرف الواقعي بعينه. فالعالم كله يرى ويسمع أن العصر الراهن لا يحترم الضعيف ولا يقدر من لا يمتلك القدرة الذاتية للدفاع عن نفسه. لذلك تبنى القائد فكرة سونكون مطورا اياها كطريق لابد منه للرد على الطامعين والظالمين وقوى الشر العالمي الذي تمثله بالدرجة الأولى الولايات المتحدة الأمريكية و»اسرائيل».
ان الواقع الراهن يؤكد أن ما قام به الكيان الصهيوني في قطاع غزة في الشهر الماضي من مجازر رهيبة بحق النساء والأطفال والشيوخ لم تشهد كفظاعته البشرية ولا حتى في أيام النازية والفاشية، وهذا الكيان الصهيوني لم يتمكن من فعل ذلك لو وجدت القوة التي تردعه عن فعلته، وما يزال الكيان الصهيوني المحتل ينكل بالشعب العربي في فلسطين سالبا اياه أرضه وحقوقه ضاربا عرض الحائط بكل المواثيق والشرعات الانسانية والدولية. والسبب هو غياب القوة القادرة على التصدي لهذا الكيان الغاصب.
لذلك ومن هذه الزاوية يبدو جليا أن تمسك القائد العظيم كيم جونغ ايل بسياسة سونكون هو قمة العقلانية، فبفضل هذه السياسة أصبحت جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية دولة قوية تمتلك القدرات الخارقة لردع أي عدوان تتعرض له.
لقد عزز القائد الوحدة الوطنية المتينة لأنها أساس الثورة، وحقق وحدة وطنية فريدة بين القائد والحزب والجيش وجماهير الشعب، وأدى هذا التعزيز الى التفاف الجميع حول الحزب والقائد وكأن الجميع شخص واحد.
أيضا بالاضافة لتركيز القائد على العمل الايديولوجي والسياسي، فقد تميز بنزوله الدائم الى الواقع، الى جماهير الشعب ليشاركهم أفراحهم وأتراحهم، فها هو القائد صاحب القلب الكبير يواصل جولاته وزياراته الميدانية بلا انقطاع الى كل الأماكن الشعبية والعسكرية في المصانع والمزارع، في المدن والقرى وفي الوحدات القتالية، وغيرها.
ان من يتابع بعناية تاريخ كوريا الحديث يدرك تماما أنه تاريخ انتصارات مستمرة وبناء وازدهار عظيمين. فعملية البناء الاشتراكي في تطور وتقدم مستمرين على الرغم من الانهيارات التي شهدتها معظم التجارب الاشتراكية في العالم (وهذه مأثرة بحد ذاتها لجمهورية كوريا وقائدها الفذ). هذا بالاضافة للانتصارات العسكرية بدءا من الانتصار على الاستعمار الياباني الى الانتصارات المستمرة في التصدي للامبريالية العالمية مجسدة بالولايات المتحدة الأمريكية ومؤامرتها المتواصلة ضد شعب كوريا العظيم وقائده الملهم.
حقيقة مهما شرحنا وأسهبنا في سمات القائد الذي يسعدنا أن نحتفل معه بيوم ميلاده في 16 شباط فلن نفيه حقه، لأنه القائد السياسي صاحب الأخلاق الرفيعة، الذكي الذي يفرض احترامه على الجميع بما يمتلك من خصائل وفضائل حميدة وسجايا رائعة.
ان أعمال القائد ومواقفه وأخلاقه المشهودة التي تظهر في كل أفكاره وتصرفاته جعلته يستولي على قلوب أحرار العالم التي تجمع على محبته واحترامه، لأنه ما زال القلعة الصامدة المتمسكة بالعدل والخير والاستقلالية في زمن الانهيارات وفي زمن الخضوع للولايات المتحدة وأهدافها السيئة والمؤذية على الساحة العالمية. انه المتمسك بالحق وردع الظلم، والمتمسك بالممانعة لقوى الشر وهيمنتها، هذه الممانعة الشريفة التي أصبحت قليلة في عصرنا الراهن والذي يمثلها الرئيس بشار الأسد في المنطقة العربية وهوغو شافيز في أمريكا اللاتينية، والقائد العظيم كيم جونغ ايل في شرق آسيا.