تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


نوادر جحا .. مع اللصوص

ساخرة
الخميس 24/4/2008
نصر الدين البحرة

قدمنا في الصفحة السالفة جحا أشهر شخصية فكاهية في البلاد الإسلامية والعربية على الإطلاق .وعرضنا ثبتا بالكتب التراثية التي تحدثت عنه بدءاً بابن النديم صاحب (الفهرست )

المتوفى سنة 385ه =987م والجاحظ مرورا بعمر بن أبي ربيعة في شعره والميداني في أمثاله ,وانتهاء بالأديب العربي الكبير عباس محمود العقاد في كتابه (جحا الضاحك ) .ونقدم اليوم بعض فصول جحا ونوادره مع اللصوص .‏

جحا ينتقل إلى بيت اللص‏

قبل أن نسترسل في تحليل شخصية جحا والحديث عن الأسلوب الذي تميزت به النكتة الجحوية وتبيان مميزاتها لا بأس في أن نورد بعض نكاته وكما ذكرها د. محمد رجب النجار في كتابه الضافي عن جحا العربي**: دخل لص بيت جحا وسرق جانبا من الأثاث ,ولما خرج أخذ جحا بقية الأثاث وتبعه فالتفت السارق وراءه فوجده فقال له : ماذا تريد يا رجل ? قال جحا منتقل(1)من بيتنا إلى بيتكم . أنت أخذت جانبا من الأثاث وأنا حملت الباقي وإن شاء الله غداً عند طلوع الشمس يجيء الأولاد والنسوان كلهم .إنهم فرحون جدا لأنهم سينتقلون من بيتنا الخربان .فتحير اللص وقال : خذ مالك وأرحني من شرك .‏

لعل اللص يجد شيئاً‏

دخل لص إلى دار جحا فقالت له امرأته بلهفة : ألا ترى اللص يدور في البيت فأجابها بكل تأنٍ : لا تهتمي به فياليته يجد شيئاً فيهون علينا أخذه من يده .‏

ذهب جحا إلى السوق واشترى حماراً وربطه بحبل ومشى وسحبه(2) وراءه فتبعه لصان وحل واحد منهما الحبل ووضعه حول عنق نفسه وهرب الاخر بالحمار, وجحا لا يدري ثم التفت خلفه فوجد إنسانا مربوطا في الحبل فتعجب وقال له : أين الحمار ? فقال : أنا هو قال جحا : وكيف هذا ? قال : كنت عاقا لوالدتي فدعت الله أن يمسخني حماراً فلما أصبح الصباح قمت من نومي فوجدت نفسي ممسوخا حماراً .فذهبت إلى السوق وباعتني للرجل الذي اشترتني منه والآن أحمد الله لأن أمي رضيت عني فعدت آدميا .فقال جحا : لا حول ولا قوة إلا بالله وكيف كنت سأستخدمك وأنت آدمي !اذهب إلى حال سبيلك, وحل الحبل من حول عنقه وهو يقول له : إياك أن تغضب أمك مرة أخرى والله يعوضني خيراً‏

جحا... يجد حماره (3)‏

وفي الأسبوع الثاني ذهب جحا إلى السوق ليشتري حمارآً فوجد حماره الذي اشتراه من قبل فتقدم إليه وجعل فمه في أذنه وقال له : يا شؤم عدت إلى عقوق أمك ? ألم أقل لك : لاتغضبها ! إنك تستحق ماحل بك .‏

اكتشف جحا في الصبح أن داره قد سطا عليها اللصوص ... وسمع أهل البلد بالخبر وراحوا يسألونه عن هذا الذي جرى وكيف جرى كأنهم يحسبونه على حد تعبيره كان مع اللصوص في السرقة .وانهالوا عليه تعنيفا وتقريعا .أحدهم يقول له : كيف يحدث هذا وأنت نائم لا تستقيظ .هل كنت في نوم أو موت ?! وقال ثان : هب أنك لم تسمع فكيف بزوجتك لم تسمع هي الأخرى ? وقال ثالث : إنك مقصر لأنك لم تضع لباب الدار قفلا متيناً. وقال رابع : لو أنك اقتنيت كلبا شهما ما استطاع اللصوص أن يقتربوا من الباب .وهكذا أخذ كل واحد منهم يدخل من باب في لومه .‏

هل اللصوص هم الشرفاء?‏

فقال جحا : حسبكم يا أهل بلدتنا إنكم أهل إنصاف حقاً فقد أشبعتموني تعنيفا وتقريعا وما رأيت واحدا منكم ذكر اللصوص بكلمة سوء فهل أنا الجاني الأثيم وهم الأبرياء الشرفاء(4) ?!‏

الهوامش‏

** جحا العربي -د. محمد رجب النجار -عالم المعرفة -الكويت - تشرين الأول -1978‏

(1) في الأصل كما أوردها .د.النجار : (معزل ) ص148‏

(2) جحا العربي -د.محمد رجب النجار ص 148‏

(3) المصدر السابق .ص 150‏

(4) المصدر السابق .ص 151‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية