وأفغانستان الذي استقال بعد خدمة 42 عاماً على خلفية معلومات تؤكد معارضته لسياسة الرئيس جورج بوش المتشددة تجاه ايران بسبب برنامجها النووي السلمي الذي اكدت تقارير المفتشين للطاقة الذرية سلميته بينما تمسكت ايران بحقها في امتلاك الطاقة النووية السلمية وأكدت ان العقوبات التي فرضها مجلس الامن بضغط أميركي لن تجعلها تتراجع ولن تؤثر عليها اقتصادياً.
وقد اطلقت استقالة الاميرال فالون التي أعلن عنها وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس أول امس كقائد للعمليات العسكرية في الشرق الاوسط وآسيا الوسطى موجة جديدة من التكهنات في وسائل الاعلام حول النوايا العدوانية للادارة الاميركية حيال ايران واعتبرتها دليلاً على نية الادارة شن حرب ضدها قبل نهاية ولاية بوش وذلك بعد فترة اتسمت باستبعاد خيار الحرب واعتباره خارج اجندة الادارة الاميركية .
واستندت تلك التكهنات على تقرير نشرته مجلة اسكواير قبل أسبوع وأبرزت فيه معارضة فالون للحرب على ايران ورغبته في سحب المزيد من القوات من العراق ووصفته بالرجل بين الحرب والسلم مؤكدة أنه الصوت الوحيد الذي يقف بين الرئيس بوش ونائبه تشيني وبين الحرب على ايران.
ونفى وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس ان يجعل رحيل فالون الحرب مع ايران اكثر احتمالا.
وقال غيتس فكرة ان هذا القرار ينبىء بأي شيء عن تغير في السياسة نحو ايران ... هي فكرة تبعث على السخرية.
وتقول حكومة بوش ان سياستها هي استخدام الدبلوماسية لحل الخلافات بينها وبين ايران ولاسيما بشأن البرنامج النووي لطهران لكنها لا تستبعد امكانية اتخاذ عمل عسكري.
والاميرال فالون ليس القائد العسكري الوحيد الذي استقال أو اقيل, إلا أنه بإعلانه ترك منصبه قد ألقى الضوء على اختلاف آخر في الشخصية بين ضابط الجيش والسياسي. فأميرال البحرية يعرف تماماً التوقيت الذي يتوجب عليه فيه أن يغادر سفينته, وربما يتعلم السياسيون هذا الدرس منه. من جانبهم, اشاد الديمقراطيون بالاميرال فالون لكنهم حملوا بعنف على ادارة بوش. وأكدت هيلاري كلينتون في بيان ان الاميرال فالون كان يمثل صوت العقل في ادارة تستخدم خطاباً استفزازياًِ حيال ايران.
وعبرت كلينتون عن املها في ان يتبنى خليفته وجهة نظر الاميرال الذي يصر على سياسة متوازنة حيال ايران.
أما رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي فقد رأت ان استقالة الاميرال فالون تسبب خيبة أمل لكثيرين منا كانوا يرون ان صراحته المعروفة تشكل مكسباً اساسياً.