تعطي الدلالة الكاملة على تبني الشعب السوري لما جاء فيه من صفات ،كما تدل على تعلق السوريين بمكارم الأخلاق في جميع جوانب الحياة في الحرب والسلم في البناء والعمل في التعلق بكل مراحل التاريخ الحضاري وفي التطلع إلى بناء الحاضر والمستقبل.
قام بكتابة كلمات النشيد الشاعر خليل مردم بك وأما الموسيقا فهي من تأليف الأخوين فليفل تم تبنيها بعد إطلاق المسابقة التي أجريت لاختيار النشيد الوطني ،وقد رفِضت لجنة المسابقة اللحن في البداية، لكن السوريين أخذوا يرددون هذا النشيد في الأماكن العامة وانتشر في أنحاء البلاد، وعندما رأت الحكومة هذا التعلق الكبير بنشيد (حماة الديار ) رأت أن تتبناه، وأصبح النشيد الوطني منذ ذلك الحين(1938) وحتى الآن عدا فترة قصيرة هي فترة الوحدة حيث تم آنذاك دمج مقاطع منه مع النشيد المصري (نشيد الحرية )،ليكونا نشيد الجمهورية العربية المتحدة.
يبدأ السوريون نشيدهم بتوجيه التحية لحماة الديار الذين يحمون الوطن ويبذلون الدماء رخيصة في سيبل أمن الوطن وأمان المواطنين ،وهؤلاء الأبطال يحملون في صدورهم نفوسا تأبى الذل الهوان والخضوع للأجنبي .
حُـماةَ الـدِّيارِ عليكمْ سـلامْ
أبَتْ أنْ تـذِلَّ النفـوسُ الكِرامْ
وحماة الديار يعتبرون وطنهم عرين العروبة ،ويسعون لرد الشر عنه ،فهو بمثابة البيت الحرام الذي لايجوز الاعتداء عليه،ويرون في الوطن كعرش الشمس ،يدافعون عنه حتى آخر قطرة دم كي لا يصيبه ضيم .
عَـرينُ العروبةِ بيتٌ حَـرام
وعرشُ الشّموسِ حِمَىً لا يُضَامْ
ويرى السوريون في الشام بلادا عظيمة القدر يرفعون رؤوسهم بها وترفع الشام رأسها بساكنيها كمثل البروج العالية التي تشق عنان السماء.
ربوعُ الشّـآم بـروجُ العَـلا تُحاكي السّـماء بعـالي السَّـنا
فأرضٌ زهتْ بالشّموسِ الوِضَا سَـماءٌ لَعَمـرُكَ أو كالسَّـما
وتخفق قلوب السوريين بالأماني الطيبة لبلادهم تحت راية الوطن.
رفيـفُ الأماني وخَفـقُ الفؤادْ
عـلى عَـلَمٍ ضَمَّ شَـمْلَ البلادْ
أما فيهِ منْ كُـلِّ عـينٍ سَـوادْ
ومِـن دمِ كـلِّ شَـهيدٍ مِـدادْ
ونحن السوريين نملك نفوسا تأبي الخضوع للمعتدين وتقف سدا منيعا ضد الطامعين بخيرات بلادنا ،وقرارنا الوطني المستقل ،وإذ نتمتع بالنفوس الأبية نتذكر أرواح الشهداء الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل عزة الوطن واستقلاله .
نفـوسٌ أبـاةٌ ومـاضٍ مجيـدْ وروحُ الأضاحي رقيبٌ عَـتيدْ
وفي البيت الأخير من النشيد
فمِـنّا الوليـدُ ومِـنّا الرّشـيدْ فلـمْ لا نَسُـودُ ولِمْ لا نشـيد؟
نتذكر ماضينا المجيد بحقبه المتعددة فمنا الوليد الأموي والرشيد العباسي ،وما دمنا أصحاب هذا التاريخ العريق يؤكد بصيغة السؤال على بناء الوطن في عصرنا الحاضر، والسيادة الكاملة على أرضنا .