تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


التصحر... آفــة تأكـل الأرض!!!

علوم وبيئة
الثلاثاء 27-12-2011
أول مايخطر ببالنا عندما تمر أمامنا هذه الكلمة ، هو مساحات من الأراضي المتشققة أو أرض صحراوية قاحلة ، لينطبع في مخيلتنا أن التصحر ليس إلا عملية تحول للأراضي المنتجة إلى أراض صحراوية مع مرور الزمن .. أما الأراضي المجاورة للبحر مثلاً فهي بعيدة جداً عن هذه الظاهرة .!?.

ولكن ماهو التصحر ، أو ما تعريفه ؟.. و هل هو نوع واحد أم أكثر وما أسبابه !!‏

يعرف التصحر باسم « الزحف الصحراوي « .. أي طغيان الجفاف على الأراضي الزراعية أو القابلة للزراعة ، وتحويلها إلى أراض قاحلة وسببه الجفاف الطويل من جهة ، ونشاط الإنسان غير المسؤول من جهة أخرى .‏

و تعرف ظاهرة التصحر أيضاً بأنها: تحول مساحات‏

واسعة خصبة و عالية الإنتاج إلى مساحات فقيرة بالحياة النباتية و الحيوانية لأسبابٍ عديدة سنعرفها لاحقاً..‏

وقد حددت الأمم المتحدة أربع حالات للتصحر ،‏

1- التصحر الشديد جداً :‏

وهو تحول الأرض إلى حالة غير منتجة تماماً .. ولا يمكن استصلاحها إلا بتكاليف باهظة وعلى مساحات محدودة فقط وفي كثير من الأحيان تصبح عمليةالإصلاح الزراعي غير منتجة بالمرة .. أمثلتها كثيرة كما في العراق و سورية و الأردن و مصر و ليبيا وتونس والجزائر والمغرب والصومال.‏

2- التصحر الشديد :‏

عندما تنتشر نباتات غير مرغوب فيها ، و يحدث انخفاض للإنتاج النباتي الجيد بنسبة تصل إلى 50% ، كما هو حال الأراضي الواقعة في شرق و شمال غرب الدلتا في مصر .‏

3- التصحر المعتدل :‏

حيث ينخفض الإنتاج النباتي الجيد المطلوب . وتتكون كثبان رملية صغيرة في التربة وتسبب تملح للتربة مما يقلل الإنتاج بنسبة 10-15 % ، وقد يصل إلى 25% كما هو الحال في مصر .‏

4- التصحر الطفيف :‏

حين يحدث تلف أو تدمير بسيط جداً في الغطاء النباتي و التربة ، و يمكن إهماله كما هو حال الصحراء الكبرى و صحراء شبه الجزيرة العربية .‏

وتنقسم الأسباب أو العوامل المؤدية للتصحرإلى قسمين : طبيعية و بشرية‏

•أولاً العوامل الطبيعية :‏

المناخ والجفاف ،الرمال المتحركة وارتفاع ملوحة التربة ،وزحف التربة .‏

والكثير من العوامل البشرية أيضًا تؤدي إليها مثل :‏

- الرعي الجائر يؤدي إلى حرمان الأراضي من حشائشها .‏

- أساليب الريّ الرديئة .‏

- اقتلاع الأشجار بشكل عشوائي ( قطع الغابات) .‏

- انتقال السكان الى المدن مما يؤدي إلى إهمال الأراضي الزراعية في الأرياف .‏

- نمو المدن واتساعها على حساب الأراضي الزراعية (زحف العمران) .‏

- تملح التربة أو انجرافها .‏

- زيادة السكان .‏

- التلوث .‏

والتصحر ليس فقط في المناطق الزراعية ، ففي المناطق القريبة من البحار يقود الإفراط في استهلاك المياه الجوفية إلى تداخل مياه البحر للتعويض عن الماء المستهلك وبذلك ترتفع نسبة الملوحة تدريجيا في الآبار وفي حالة السقي منها يؤدي ذلك إلى تملح التربة كما هو ملاحظ في الكويت و الإمارات وليبيا .. إجمالاً فإن استمرار الضغط على الأراضي الزراعية و تحميلها أكثر من طاقتها يؤدي في نهاية المطاف إلى تدهور إنتاجيتها وتوسع التصحر.‏

ويمكن التغلب على التصحر بكثير من الطرق مثل :‏

- تثبيت الكثبان الرملية .‏

- زيادة رقعة الأراضي الزراعية .‏

- سن القوانين التي تمنع قطع الأشجار .‏

- منع تلوث المياه والبحار العذبة وغير العذبة .‏

- إدخال محاصيل جديدة أكثر ملاءمة للظروف البيئية‏

ولا ترتبط هذه المشكلة بمصطلحات أخرى كالفقر والمجاعات فحسب، بل تمتد إلى مستويات أكثر تعقيداً من المشكلات الاجتماعية والنفسية التي يتوقف علاجها على جهود ضخمة من تعاون الدول، وإيقاف الحروب والنزاعات البينية، والنهوض بالتعليم؛ فالتصحر والجفاف والجهل والتخلف شركاء في هذه الكارثة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية