تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


من الذاكرة الجولانية ..!!... (العال)

هذا جولاننا
الأثنين 17/11/2008
اسماعيل جرادات

لا تزال الذاكرة الجولانية تعيش في الجزء الجنوبي من جولاننا الحبيب, وفي منطقة الزوية على وجه التحديد, هذه المنطقة التي كان مركزها مدينة (فيق) التي تحدثنا عنها في العدد السابق من هذه الصفحة.

الذاكرة تعود بنا إلى الوراء إلى أكثر من واحد وأربعين عاماً أي إلى ما قبل عام 1967, حيث كان لنا في كل شبر من أرض الجولان ذاكرة لا يمكن أن ننساها رغم السنوات الطويلة التي مضت على تلك الذاكرة.‏‏‏

اليوم نصل بهذه الذاكرة إلى قرية غالية وعزيزة على قلوبنا جميعاً هي قرية (العال) هذه القرية الجميلة الواقعة كما قلنا ضمن منطقة الزوية التي كانت تتبع لمحافظة درعا قبل أن تصبح القنيطرة محافظة الجولان, كان فيه منطقتان فقط هما منطقة القنيطرة ومنطقة الزوية.. والعال كانت كما قلنا بجوار مركز منطقة الزوية (فيق) وهي بالتالي على الطريق الواصل بين القنيطرة والحمة وقد أشرنا إلى ذلك في أعداد سابقة.‏‏‏

(العال) مدينة تقع على مرتفع يزيد عن سطح البحر أكثر من 400 متر, وهي مدينة جميلة وهادئة.. سكانها متحابون, غالبيتهم تجمعهم صلة القربى.. فيها أعداد كبيرة من فئة المتعلمين نظراً لوجود مدارس بمراحلها الابتدائية والإعدادية والثانوية إن في مركزها أو بمركز المنطقة المجاورة لها. فيها شوارع معبدة, وفيها الكهرباء, والماء.. خدماتها قبل عام 1967 كانت جيدة, يعتمد أهلها فيما يعتمدون على الزراعة بالدرجة الأولى, نظراً لخصوبة أرضها, هذا بالإضافة لوجود بعض أنواع الأشجار المثمرة التي كان يعتني بها بعض الأهالي..‏‏‏

عادات وتقاليد هذه المدينة كما بقية قرى ومدن الجولان, إنها عادات عربية أصيلة, أصالتها متجذرة عبر سنوات بعيدة جداً, ومنذ أن وجدت الخليقة على وجه الأرض, لأن في أرض الجولان ترعرعت حضارات عريقة وقديمة, وآثارها تدل على عراقتها وقدمها, ومنطقة العال مرت فيها بل تواجدت فيها بعض هذه الحضارات والآثار المحفورة والموجودة في المنطقة تدل على ذلك.‏‏‏

سكان (العال) ما زالوا يحافظون على عاداتهم وتقاليدهم التي ترسخت أباً عن جد, ولم تتأثر بالمدنية, على الرغم من تأثرهم بها.‏‏‏

وسكان (العال) أيضاً قدموا تضحيات جسام ليس فقط عام 1967, وإنما منذ عام 1948, حيث تعرضت مدينتهم كما تعرضت مدن وقرى عديدة من الجولان للاعتداءات الصهيونية المتكررة قبل احتلال الجولان كما قلنا عام 1967.‏‏‏

وفي عام 1967 واجه سكان (العال) المحتل الصهيوني بكل ما يملكون من وسائل مواجهة فسقط منهم الشهداء, والأسرى نتيجة رفضهم الخروج من مدينتهم, لكن الاحتلال رفض بقاءهم الأمر الذي دفعه- أي الاحتلال الصهيوني- لتحميل سكان المدينة بشاحنات ورميهم على الحدود الواقعة بالقرب من محافظة درعا.. ومن هذه المحافظة توزع أبناء (العال) إلى مناطق متعددة من دمشق- وريف دمشق, ومحافظة درعا أيضاً..‏‏‏

أنا ما زلت أذكر تلك الرحلة التي قادتنا ونحن في المدرسة إلى منطقة الحمة, وقد مررنا من مدينة (العال) بل توقفنا بها بعض الوقت, وفيها تحدث لنا الأساتذة عن الأهمية التاريخية لمنطقة الجولان ولهذه المنطقة بالذات, فيها تمركزت حضارات كثيرة, وفي عمقها حصلت مواجهات كثيرة أيضاً بين الصهاينة الذين كانوا يحاولون الاعتداء على أرضنا وشعبنا قبل الاحتلال 1967.. وفي (العال) لنا صداقات كثيرة مع أشخاص أحباء علينا منهم ما زال على قيد الحياة, ومنهم من قضى وهو يتوق لرؤية أرض الجولان بعد أن يتحقق النصر على الأعداء إن شاء الله عز وجل, ونحن عندما نقول ذلك انطلاقاً من التصميم الذي تؤكده قيادتنا السياسية على استعادة أرض جولاننا الحبيب كاملاً غير منقوص شاء من شاء, لأننا شعب لا يتنازل عن حق, وحقنا في أرضنا, حق مقدس لايمكن أن نتنازل عنه مهما كلف الثمن من تضحيات.. وعدونا الصهيوني يعرف جيداً أننا شعب لا يتنازل عن حق, ولا يمكن أن نترك أرضنا محتلة, ويبقى شعبنا مشرداً بعيداً عن أرضه التي ولد فوق ترابها.. فالنصر آت, وأبناء الجولان ينتظرون بفارغ الصبر عودة جولانهم إلى الوطن الأم, تماماً كما تمت إعادة مدينة القنيطرة وبعض القرى المحررة, هم ينتظرون يوم التحرير القادم مع إطلالة فجر كل يوم, ولن يطوى هذا الفجر طالما هناك عزيمة وإصرار على تحقيق النصر على الأعداء.‏‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية