إن الحالمين دائما يصابون بالإحباط ، فهم واقعون تحت أوهامٍ يظنونها حقيقة . بدأت الأحلام بحلم قائد إسرائيلي أراد أن يسجل التاريخ موقعه، ففرض خطة سلام على العالم العربي، وظلّ الفلسطينيون متمسكين بموقفهم الذي تلخصه كلمة ( لا) ، وفي هذا الجو المفعم بالفشل أدار عرفات وشارون معركتهما حتى الموت ثم فقدناهما ، حتى كلينتون وإيهود باراك وشبيبة التلال (من زعران المستوطنات) وكتائب شهداء الأقصى ويوسي بيلن ومجلس يشع وحتى جيمي كارتر ، كلهم كانوا حالمين ثم استيقظوا على الحقيقة تحت شمس هذه الأرض التي أذابت طلاءهم.
لقد كان العقد الماضي عقدا مؤطرا بالأصولية الفلسطينية ممن ظنوا أن حريتهم تُكتسب بالعمليات الانتحارية ، كما أن الأصوليين الإسرائيليين أيضا ظنوا بأن الخلاص يكمن في القسوة والتوحش . وهكذا انتهى العقد كما بدأ فارغا من الأمل ومرهقا لحياتنا جميعا . وانتهى الفكر الاشتراكي التعاوني والتقليدي والتصحيحي ، وأصاب اليُتم أيضا أيديولوجيا الفلسطينيين منذ عشر سنوات ، فقد ظنوا أن الكفاح المسلح سيوقع إسرائيل في مأزق كشبكة العنكبوت ، كان بإمكانهم الحصول على دولة ، أما اليوم فهم بالكاد يتنفسون !
إن هذا العقد لا يُحتمل لكلا الشعبين ، فليست هناك إسرائيل كبرى، ولا السلام الآن ، ولاكل فلسطين للفلسطينيين ، وليس هناك حل لدولتين ، الجميع يقتسمون التعاسة . وإليكم أبشع عشرة أخطاء ارتكبتها إسرائيل خلال عشر سنوات
1- حصار غزة: فقد كان هدف الحصار تحجيم حماس وجعل أهل غزة يرفضونها ، فتحول الغضب إلى إسرائيل ، وزاد اعتماد أهل غزة على حماس ومؤسساتها الخيرية، وجعلت أنفاق التهريب والضرائب والمعونات الخارجية حماس حركة ثرية، وفي المقابل ضعف التأييد لحركة فتح ، وظهرت كحركة عميلة ومأجورة .
2- حصار غزة أيضا : كان الهدف منه حظر دخول السلاح إلى غزة ، ومن يرَ سعة أنفاق التهريب في رفح التي تمر فيها سيارات الشحن ، فإنه سيعرف بأن حماس تمكنت من الحصول على أسلحة خطيرة قادرة على الوصول إلى تل أبيب ومطار بن غوريون .
3- حصار غزة أيضا فقد أصبح الحصار في نظر العالم عقوبة جماعية بشعة، ما عرض المبادئ الأخلاقية الإسرائيلية للخطر ، و قلّص التعاطف معها، وزادت عملية الرصاص المصبوب من الجرح المفتوح في قضايا إعادة إعمار غزة وقضايا المشردين خاصة في فصل الشتاء، ما جعل المسؤولين الإسرائيليين يبدون كمتبلدي الأحاسيس .
4- حصار غزة أيضا ، فقد بدا الحصار وكأنه عملية لإطلاق سراح الجندي شاليط ولمنع إطلاق الصواريخ من غزة ، وبقي شاليط مأسوراً وزاد إطلاق الصواريخ .
5- أيضا حصار غزة الذي أضر بعلاقات إسرائيل وأميركا ، فقد طالبت هيلاري كلينتون من إسرائيل في شباط الماضي أن تفتح المعابر لمرور شاحنات المساعدات الإنسانية إلى غزة .
6- أيضا الحصار على غزة لقد فشل فشلا ذريعا لتحقيق أهدافه، وجعل الجميع يعتقدون بأن الهدف الأول والأخير من الحصار هو التعذيب والتأنيب.
7- أيضا الحصار على غزة الذي عرّض المسؤولين الإسرائيليين لخطر إدانتهم بانتهاك معاهدة جنيف الرابعة وقوانين عديدة أخرى نص عليها تقرير غولدستون .
8- أيضا الحصار على غزة الذي يقوده وزير (الدفاع) إيهود باراك ونائبه متان فلنائي وهما من حزب العمل, فقد أطلق الحصارُ رصاصة الرحمة على حزب العمل .
9- أيضا حصار غزة الذي يعرّض مصر للخطر ، مما يهدد السلام والأمن بين الدولتين .
10- أيضا حصار غزة الذي يُناقض المبادئ الأخلاقية لكل الإسرائيليين ممن هم في الصورة أو خارجها ، فالحصار يجري بالنيابة عنهم جميعهم .
بقلم : برادلي بيرستون