تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قراءات في الصحافة الإسرائيلية... الخطة الأميركية لاستئناف المفاوضات.. ضغوط للفلسطينيين وضمانات للإسرائيليين!!

ترجمة
الأحد 10-1-2010
إعداد وترجمة :أحمد أبوهدبة

من المعروف ان الرئيس الأميركي أوباما جاء إلى البيت الأبيض على قاعدة شعاره المعروف بالتغيير بعد ان أوصلت إدارة بوش السياسات الأميركية في العالم برمته إلى طريق مسدود،

في العراق وجدت القوات الأميركية الغازية نفسها في ورطة عسكرية استراتيجية وعمت الفوضى العراق،وفي أفغانستان لم يكن الوضع هناك يختلف عما هو في العراق بل أكثر صعوبة وتعقيداً .‏

غطاء سياسي وعسكري أميركي‏

أما على صعيد قضايا المنطقة العربية والقضية الفلسطينية بالتحديد ،فقد منحت إدارة بوش اسرائيل غطاء سياسيا وعسكريا وامنيا ،وأسقطت القضية الفلسطينية من جدول أعمالها في الوقت الذي وصلت فيه علاقات الادارة الأمريكية بإسرائيل الى درجة التماثل في كل ما يتعلق بقضايا المنطقة حربا وسلما.‏

بعد مرور عام تقريبا على تولي إدارة اوباما الحكم في البيت الأبيض ، لم يستطع اوباما ان يحقق أيا من الوعود التي قطعها على نفسه، وخاصة تلك الوعود التي أطلقها في خطابه في القاهرة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ، وكانت «مسألة الحصول على موقف من نتنياهو بشأن وقف الاستيطان مؤشرا على فشله في هذا الاتجاه الأمر الذي وجد انعكاساته على بقية القضايا الساخنة في العالم» بحسب يديعوت احرنوت .برغم الجولات التي قام بها جورج ميتشيل ممثل الادارة الأمريكية للمنطقة وفشله هو الآخر في الحصول ولو على مؤشر بخصوص وقف الاستيطان في الوقت الذي استمرت فيه حكومة نتنياهو بتوسيع المستوطنات وبناء أخرى جديدة وتهويد القدس ، وهو أمر ألقى بظلاله سلبا على سياسات الادارة الأمريكية الجديدة في المنطقة كان أولها بحسب هآرتس « ضعف وتفكك محور الاعتدال العربي وتراجع السلطة الفلسطينية ، وزيادة قوة وتأثيرسورية وحزب الله وحماس وبقية القوى الراديكالية في المنطقة ».‏

البحث عن مخرج‏

وأصبح البحث عن مخرج في ظل هذا الوضع يشغل بال السياسيين الأمريكيين وبعض زعماء المنطقة ونتنياهو بالتحديد ، إذ تحدثت الصحف الاسرائيلية عن جهود ومساع يقوم بها جورج ميتشل وبعض الأطراف العربية الرسمية في هذا الإطار ، ونقل بن كسبيت في معاريف عن مصادر سياسية إسرائيلية ان الادارة الأمريكية تقوم بإعداد خطة جديدة لاستئناف المفاوضات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية تلعب مصر في تنفيذها دورا مركزيا . وقال بن كسبيت : يشتد الضغط على رئيس السلطة الفلسطينية «أبو مازن» للعودة الى طاولة المفاوضات مع اسرائيل على أساس «خطة السلام الأمريكية». ويضاف الى الضغط الكبير الذي مارسه الرئيس المصري حسني مبارك. الأمريكيون أنفسهم ايضا وكذا لاعب غير متوقع في الساحة، رئيس الدولة شمعون بيرس. وعلمت «معاريف» ان بيرس أجرى مؤخرا اتصالات مع «أبو مازن» بما في ذلك حديث هاتفي مباشر، ناشده فيه العودة الى طاولة المفاوضات. وبقدر ما هو معروف، فان نشاط بيرس منسق مع رئيس الوزراء نتنياهو ويتم بناء على طلبه» .‏

البدء بالمفاوضات.. خطة أميركية‏

ونقلت معاريف ان الخطة الأمريكية الجديدة تهدف للبدء الفوري بالمفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين للتسوية الدائمة في غضون سنتين. وأوردت معاريف ما قالت عنه بنودا لهذه الخطة: «الموضوع الأول الذي سيبحث: مسألة الحدود الدائمة. الموعد النهائي لتحقيق تسوية في موضوع الحدود سيكون تسعة اشهر. الهدف: تحقيق مسار للحدود الدائمة يكون قبل انتهاء موعد تجميد البناء الإسرائيلي في المناطق بحيث لا ينتهي التجميد في نهاية الفترة دون أن يوقع اتفاق: اسرائيل تعود للبناء فقط في المناطق التي تكون داخل الحدود الدائمة، حسب المسار الذي يتوصل اليه الطرفان. في كل المناطق التي خارج الاتفاق، يستمر التجميد.وتبدأ المداولات: تسوية أو ترتيب بين المطلب الفلسطيني بالحصول على الأرض التي كانت في أيديهم قبل 67 (أو مساحة مماثلة من الأرض)، وبين الطلب الإسرائيلي بحدود قابلة للدفاع. على جدول الأعمال: تبادل الأراضي.بعد تحقيق الاتفاق في موضوع الحدود، ينتقل الطرفان للبحث في باقي المواضيع: القدس واللاجئين.‏

وأضافت معاريف :الفلسطينيون يحصلون على رسالة مرفقة أمريكية وفيها ضمانات على أن يكون الموعد النهائي (سنتين) نهائيا، ولن تكون تأجيلات بعده. في حالة عدم تحقق اتفاق سيطالب الفلسطينيون بإسناد أمريكي لمطلبهم الحصول على مساحة مماثلة لحجم المساحة التي كانت تحت الحكم العربي عشية 67. التقدير هو أن من المتوقع طلب إسرائيلي بالحصول على رسالة مرافقة أمريكية موازية، وفيها تأكيد على رسائل بوش شارون من العام 2004.‏

وتساءل بن كسبيت في تعليق له على الخطة بقوله:«ليس واضحا بعد إذا كان الضغط الكبير الذي يمارس الآن من كل الاتجاهات على «ابو مازن» سيعطي ثماره. أول أمس بدا مقربوه متشائمين، ولكن يحتمل أن في اللقاء مع الرئيس مبارك تتغير الأمور.‏

إسناد عربي‏

الأمريكيون والمصريون على علم بان «ابو مازن» سيحتاج الى إسناد عربي شامل كي لا يظهر في صورة سيئة حيال الموقف الحازم من حماس. يحتمل أن يبذل جهد لاتخاذ قرار من الجامعة العربية يدعو «ابو مازن» للعودة الى المفاوضات ويمنحه إسنادا لهذه الخطوة.السؤال الهام المطروح الان إذا كان الطرفان سيعودان حقا الى المفاوضات، ماذا سيحصل إذا ما فشلت المباحثات قبل ان ينتهي الموعد النهائي في موضوع الحدود الدائمة. هل سيمتشق الأمريكيون في هذه المرحلة خطتهم (التي ستقوم على أساس صيغة الرئيس كلينتون)، فيحاول فرضها على الطرفين؟ واشنطن هي الأخرى لم تقرر في هذه المسألة.‏

ويذكر ان كلاً من نتنياهو وليبرمان الشريكين الأساسيين في الائتلاف الحكومي أكدا على مواقفهما من القضايا الجوهرية في حال استئناف المفاوضات مع السلطة ونقلت هآرتس ان كلاً من نتنياهو وليبرمان قد طرحا موقفين متناقضين إزاء استئناف المفاوضات ، ففي الوقت الذي استبعد فيه ليبرمان التوصل الى تسوية مع الفلسطينيين في العشرين عاما المقبلة ،أكد نتنياهو أمام اجتماع للسفراء الإسرائيليين :» إن «الوقت نضج لاستئناف العملية السياسية» وأنه «حان الوقت لاستئناف العملية السياسية وانتهى وقت الذرائع وحان وقت الأفعال» وتحدث عن «الحاجة لقيام دولة فلسطينية مستقلة ومنزوعة السلاح» إلى جانب «دولة إسرائيل اليهودية».‏

خط سياسي يصعب شرحه‏

ونقلت هآرتس عن عدد من السفراء قولهم : «ليس واضحا لنا أي خط سياسي علينا شرحه في العالم، خط رئيس الوزراء أم خط وزير الخارجية». وعبر السفراء عن استياء شديد في نهاية المؤتمر حيث اختار ليبرمان اختتامه بتوبيخ السفراء والدبلوماسيين قائلا «لقد رأيت بعض السفراء الذين كان تعاطفهم مع الجانب الآخر كبيرا للغاية ويريدون طوال الوقت أن يبرروا ويشرحوا موقفه» في إشارة إلى السفير الإسرائيلي في تركيا الذي حاول خفض مستوى التوتر بين تركيا وإسرائيل.وأضاف إنه «توجد قيمة في الشرق الأوسط لمصطلحات مثل ’الكرامة الوطنية’. ولا ينبغي الاستفزاز وإطلاق تصريحات منفلتة لكن يحظر وجود نهج من التذلل وإلغاء الذات والسعي إلى تفسير الجانب الآخر. هذا توجه غير صحيح... ويجب أن يكون هناك رد على كل شيء وهذه هي السياسة التي أريدها من السفراء، فقد انتهت فترة التذلل».‏

وفي السياق نفسه كتب مراسل يديعوت احرنوت حول زيارة نتنياهو لمصر وما أسفر عن الزيارة يقول :«جاء نتنياهو إلى مصر, وعقد لقاءه الأسبوع الماضي مع الرئيس حسني مبارك, والذي بعد أن قدم فيه وجهة النظر الإسرائيلية فقد حث حسني مبارك على ضرورة الضغط على الرئيس الفلسطيني محمود عباس لكي يقبل بالأمور التالية:العودة لطاولة المفاوضات دون قيد أو شرط.الموافقة على عقد لقاء ثلاثي يضم حسني مبارك-نتنياهو-محمود عباس, وأعقب ذلك إجراء الاتصالات المصرية, والتي أسفرت عن حضور محمود عباس إلى مصر, حيث عقد لقاء مع وزير المخابرات المصري عمر سليمان, والذي تفاهم معه حول الآتي:أهمية الجدار الفولاذي العازل في ترويض حركة حماس وحلفائها السبعة المتمركزين معها في قطاع غزة.السيناريو الجاري وتطوراته المتوقعة إزاء صفقة إطلاق سراح الجندي جيلعاد شاليط.كيفية التنسيق بين الحكومة المصرية والسلطة الفلسطينية إزاء ملف إدارة قطاع غزة, وتعيين ملفات الخلافات الفلسطينية-الفلسطينية».‏

مفاوضات مقابل حوافز‏

ونقلت صحيفة هآرتس تفاصيل ما قيل عنه خطة مصرية موازية للخطة الأمريكية لاستئناف المفاوضات تم بحثها خلال لقاء مبارك-عباس ، أكد مبارك موافقة الادارة الأمريكية عليها والتي تتضمن استئناف المفاوضات, مقابل بعض الحوافز التي سوف يقدمها الإسرائيليون لمحمود عباس, على أساس التلميحات الإسرائيلية التي تقول إن إسرائيل سوف تقوم بتحويل المنطقة «ب» إلى السلطة الفلسطينية ( الضفة الغربية مقسمة إلى ثلاث مناطق: المنطقة «أ» وتخضع للسلطة الفلسطينية, والمنطقة «ب» والمنطقة «ج» وتخضعان لإسرائيل) إضافة إلى تلميح يقول إن إسرائيل سوف تقوم بإطلاق سراح السجناء الفلسطينيين.‏

الخطة المصرية‏

وبناء على ما سربته الصحف الاسرائيلية فإن الخطة المصرية تتضمن بعض البنود التي ذكرتها هآرتس وهي :«تجميد الاستيطان.وإطلاق سراح المسؤولين الفلسطينيين،تفعيل دبلوماسية عملية سلام الشرق الأوسط».‏

الصحف الاسرائيلية أدلت بدلوها فيما يتعلق بتقييمها لما يقال عنه مبادرات لاستئناف عملية التسوية مع السلطة الفلسطينية ، وكان التشاؤم هو الغالب على تحليلات هذه الصحف ومنها عنوان زمن المحادثات جاء في افتتاحية هآرتس:مسيرة السلام بين اسرائيل والفلسطينيين أصبحت منذ الانتخابات في اسرائيل تعبيرا عابثاً، يحل محل اصطلاح «أضغاث أحلام».‏

في الجانب الإسرائيلي أصر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على شروط عرقلة استئناف المسيرة، مثل الاعتراف الفلسطيني بيهودية دولة اسرائيل، أو عدم تجميد البناء في شرقي القدس؛ وفي الجانب الفلسطيني أصر الرئيس محمود عباس على تجميد كل البناء الإسرائيلي خلف الخط الأخضر، حتى بعد أن قدمت واشنطن لإسرائيل «تنازلات».‏

وكتب عوفرشليح في معاريف بدوره يقول :»تعلم الكثرة من الفلسطينيين والإسرائيليين، من القيادة والجمهور أنه لن توجد تسوية للنزاع بين الشعبين في الأمد القريب ،ماذا بقي من سنة 2000 وهي آخر سنة تفاوض مع الفلسطينيين؟ الرواية السائدة التي تقول «لا يوجد لنا شريك»؛ وصورة ايهود باراك وعرفات يتدافعان في مدخل الكوخ في كامب ديفيد، والقول العارض لمحمد دحلان الذي اعترضه الصحفيون في الطريق الى المرحاض في طابا. ماذا يحدث؟ تساءل الصحفيون، ورخص دحلان بتعبير يعرفه كل اسرائيلي هو: حرتا برتا. حرتا برتا. هذا ما يعتقده رجل واحد مثل جميع القادة الذين يوجد لكلامهم وزن ما في التفاوض مع الفلسطينيين في هذا الوقت. قال بعضهم ذلك علنا فقد تحدث ايهود باراك منذ زمن عن «سلام ليس قبل 2028»، وقال بوغي يعلون «ليس في جيلنا» بل إن هذه التواريخ عند افيغدور ليبرمان قريبة جدا. يتكلم رئيس الحكومة على «سلام اقتصادي»، يبنى من أسفل الى أعلى، أي أن تساعد اسرائيل في تحسين وضع الفلسطينيين الخاص لكن لا تساعد في تحقيق مطامحهم الوطنية.‏

وعلق زلمان شوفال قي اسرائيل اليوم على الخطة المذكورة بقوله : كلما كثرت الأنباء سواء الصحيحة أو الأقل صحة عن احتمال ان يجدد في القريب التفاوض السياسي بين اسرائيل والفلسطينيين، زادت رغبة جهات مختلفة في المشاركة في العرس. يعتقد بعضها انه سيكون لها مساهمة حقيقية في تقديم السلام، ويريد بعضها البرهان على انها تنتمي الى الاتحاد الأعلى السياسي الدولي. أمريكا أيضا، وعلى نحو تقليدي معنية بأن يوجد في الخارج شركاء في إجراءاتها. هذا ما حدث ايضا مع الاتحاد السوفييتي المتعثر في مؤتمر مدريد – ومع دول أوروبا في مؤتمر انابوليس. لا يعني ذلك أن الولايات المتحدة متحمسة لمبادرات مستقلة كالحديث عن مؤتمر في موسكو أو عن المؤتمر الذي يخطط رئيس فرنسا له في باريس. ليست الفكرتان جديدتين: فقد تحدث فلاديمير بوتين عن ذلك قبل نحو أربع سنين، وأيا تكن حقيقة الاقتراح قد بقي آنذاك فقد بغي الورق وقد برهنت للجميع على ان روسيا اليوم، بخلاف الاتحاد السوفييتي في الأمس، لم تعد جهة ذات وزن كبير في ساحة الشرق الأوسط. تريد موسكو تقويم هذا الانطباع. لهذا جددت في المدة الاخيرة الجهود الروسية في شأن المؤتمر المقترح، وجند الرئيس مدفيديف نفسه في كامل الجهد لهذا الهدف.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية