وفعلا استطعت من خلال عدد من الفضائيات الوثائقية العربية والعالمية كقناة - الجزيرة الوثائقية - ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي - المجد الوثائقية - وديسكفري - ترافيل لايفينك الانكليزيتين الحصول على معلومات قد تكون نوعا ما جيدة لمسافر لأول مرة لبلد غريب !
المفاجأة كانت في الهند وهي أن أغلب من كانوا يتبعون الدورة وهم من قارات مختلفة قد فعلوا الأمر نفسه واكتسبوا معلوماتهم عن الهند من القنوات الوثائقية ما جعل الجميع متفهما وغير مستغرب لحياة الهنود التي يختلط فيها الفقر بالغنى , وتقديس الحيوان مع احترام الإنسان , والسعي لنظافة الروح قبل نظافة الشارع أو الطريق !
أما المفاجأة الأخرى والأجمل فكانت عندما ذهبنا في زيارة جماعية إلى تاج محل حيث تبرعت إحدى زميلاتنا وهي من أوزبكستان واسمها شهنوزا بالحديث عن تاج محل وتاريخ بنائه والحوادث التي رافقت هذا البناء وكيف بنى الملك ( شاه جيهان ) هذه الأعجوبة العالمية كنتيجة لحب زوجته ( ممتاز محل ) حتى أنها كانت تعرف الأبعاد والأبواب والساحات وكواليس المبنى وكل ما يخطر على بالك سؤاله وتقول بكل فخر إنها استقت معلوماتها من الأفلام الوثائقية التي عرضت عن هذا الصرح الذي هو أحد عجائب الدنيا السبع .
وبعيدا عن تاج محل كانت النقاشات تدور بيننا نحن المشاركين في الدورة عن ما شاهده كل واحد منا عن بلد الآخر في الأفلام الوثائقية التي تيسر له رؤيتها , وكم كنت أشعر بالأسى أن القليل من المشاركين لا يعرف بأن سورية بمعناها التاريخي هي موطئ قدم سيدنا آدم ومهد سيدنا المسيح وأن تراب دمشق لا يزال يحتضن قبر هابيل وأن دمشق التي تفتخر بجوامعها تفتخر أيضاً بكنائسها التي تبنى جنباً إلى جنب في أكبر دليل على المحبة والتآخي اللذين تتصف بهما سورية .
وهنا لا بد لنا أن ندرك أهمية الإعلام الوثائقي ومدى التقصير في اكتمال المنظومة الإعلامية إذا لم تكن القنوات الوثائقية ملاصقة للقنوات الإعلامية الأخرى !
ولا بد من التذكير بما قاله الدكتور محسن بلال وزير الإعلام في لقائه الأخير مع التلفزيون السوري من أن الإعلام السوري ما زال مقصراً لأن ثمة الكثير من الزائرين لا يعرفون أن سورية هي مثال للتعايش والكنيسة في عاصمتها تلاصق المسجد !